بيروت ـ محمد حرفوش
مرحلة ما بعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري التاريخية الى دمشق مفتوحة على بداية تحولات ومتغيرات في الخطاب السياسي واعادة تموضع في الاصطفافات الراهنة على صعيد العلاقات بين الاطراف والقوى السياسية اللبنانية. وفي هذا الاطار تحدثت المعلومات عن لقاءات ومشاورات تجري بعيدة عن الاضواء بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر سعيا لبلورة ورقة تفاهم بينهما تعكس الانفراج في مسار علاقتهما الجديدة بعد تشكيل الحكومة وزيارة الحريري الى دمشق، وذلك على خلفية ان طبيعة المرحلة تفرض انسحاب التوافق الاقليمي الذي ادى الى ولادة الحكومة وتسهيل الزيارة وعلى سائر الأمور الاخرى.
واشارت المعلومات الى سلسلة عناوين سياسية واقتصادية اولية لورقة التفاهم ويتم صوغها عبر فريق من التيارين على ان يصار لاحقا الى التوقيع على تلك الورقة خلال اجتماع مرتقب بينهما.
ولفتت المصادر الى توجه لدى تيار المستقبل قضى بتجميد خطابه السياسي الذي كان سائدا قبيل تشكيل الحكومة انسجاما مع المعطى الاقليمي الراهن والعلاقات المستجدة على خط بيروت – دمشق، الا ان ذلك لا يعني كما تقول المصادر تخلي التيار عن قناعاته التي رسختها انتفاضة الاستقلال ودفعته بعد الانتخابات الاخيرة الى اطلاق تسمية لبنان اولا على تكتله النيابي. المصادر اياها تحدثت ايضا عن تحضيرات لانجاز ورقة تفاهم مماثلة بين تيار المستقبل وحزب الله.
وفي اطار التمهيد لهذه التفاهمات المرتقبة لاحظت المصادر التبدل الملحوظ في تعاطي اعلام تيار المستقبل مع العماد ميشال عون وحزب الله، مشيرة الى ان لهجة هذا الاعلام من تلفزيون وجريدة واذاعة وموقع الكتروني قد تغيرت بحيث بات ممنوعا التهجم اللاذع او حتى الانتقاد للعماد عون وحزب الله، لا بل انه قد طلب الى هذا الاعلام اشاعة اجواء ايجابية وعدم الاضاءة على الاخبار والمواقف المتشنجة ذات المنسوب السياسي المرتفع.