كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالاسير الاسرائيلي جلعاد شاليط، أمهل إسرائيل وحماس ثلاثة أسابيع لإتمام الصفقة قبل أن يتخلى عن مهمة الوساطة بسبب نية الحكومة الألمانية تعيينه في منصب جديد سيمنعه من مواصلة الوساطة. ووفقا للصحيفة فإن الوسيط الألماني أبلغ إسرائيل وحماس بأنه سيعود إلى بلاده لقضاء عطلة الأعياد وسيبقى هناك ثلاثة أسابيع لكن مندوبين عنه سيتواجدون في المنطقة لمتابعة الاتصالات بين إسرائيل وحماس وأنه «أوصى» بإتمام الصفقة خلال ثلاثة أسابيع لكن إذا لم يتم ذلك فإنه سيتعين على الجانبين انتظار فترة قد تمتد لشهور طويلة ريثما يتمكن وسيط آخر من إتمام الصفقة. تزامن ذلك مع وصول الوسيط الالماني الى قطاع غزة حاملا رد اسرائيل على شروط حركة حماس.
واتهم مصدر في حركة حماس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إسرائيل بالسعي إلى ابتزازها عبر «تضييع الوقت» في إنجاز صفقة التبادل. وأكد المصدر أن إسرائيل تعلم أن حماس قدمت «آخر ما عندها من مرونة» في سبيل إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وأنها لن تقدم على أي تعديلات في مطالبها، والمطلوب توافر الإرادة الإسرائيلية لإنجاز الصفقة.
في سياق متصل، ذكرت القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي أن مداولات الطاقم الوزاري السباعي خلال اليومين الماضيين تمحورت حول مسألة تجاوب إسرائيل مبدئيا مع متطلبات صفقة تبادل الأسرى. وتقرر في نهاية المداولات، حسب القناة، تسليم الوسيط الألماني قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين توافق إسرائيل على إطلاق سراحهم.
وأوضحت أن القائمة تضم أسماء 125 أسيرا فلسطينيا، من بين 170 أسيرا كانت حماس نقلت أسماءهم إلى إسرائيل للموافقة على إطلاق سراحهم، مقابل الإفراج عن الجندي شاليط. إلا أن تقارير إخبارية أخرى أفادت بأن إسرائيل اشترطت في ردها على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، إبعاد أكثر من 100 أسير من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، أو إلى خارج الأراضي الفلسطينية، كما رفضت إطلاق سراح سبعة أسرى، من أصل 450، طلبت حماس الإفراج عنهم. ورغم أن إسرائيل واصلت التكتم رسميا على القرار الذي خلص إليه «المنتدى السباعي» الوزاري في شأن صفقة التبادل، فإن مصادر متطابقة أكدت لصحيفة «الحياة» اللندنية في تصريحات نشرتها أمس أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للوسيط الألماني لإتمام الصفقة في حال قبول حماس تحفظاتها على بعض البنود. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية للصحيفة أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 443 أسيرا من قائمة الـ 450 التي قدمتها حماس على أن يتم إبعاد أكثر من 100 منهم. وأوضحت أن السبعة الذين ترفض تل أبيب إطلاق سراحهم هم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات وكبار قادة الجناح العسكري لحماس إبراهيم حامد وعبدالله البرغوثي وعباس السيد وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة.