بيروت ـ عمر حبنجر
رغم أن أجواء الاعياد خيمت على الحركة السياسية وكان مقدرا لهذا الحال الاستمرار، الى ما بعد عطلة رأس السنة، وعودة الرئيس ميشال سليمان من رحلة منتظرة الى باريس، وكذلك رئيس الحكومة سعد الحريري الموجود في زيارة عائلية الى باريس ايضا، اكد مصدر امني ان انفجارا سمع مساء أمس لم تعرف أسبابه قد خرق هدنة الأعياد في ضاحية بيروت الجنوبية،، فيما اشارت وسائل إعلام محلية الى ان الانفجار استهدف احد مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأدى الى وقوع جرحى.
وقال المصدر الأمني لوكالة فرانس برس حتى وقت متأخر أمس «لم يتحدد بعد سبب الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية».
من ناحيتها ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) ان الانفجار «نتج عن انفجار ثلاث قنابل تحت سيارة تردد أنها لشخص من حركة حماس».
وفي اتصال أجرته وكالة فرانس برس مع المسؤول الإعلامي لحركة حماس لم يؤكد رأفت مرة او ينفي استهداف احد مسؤولي تنظيمه بسبب عدم توافر معلومات لديه لوجوده خارج لبنان. فيما اشار شهود عيان الى ان مكتب المسؤول في حماس علي بركة يقع في موقع الانفجار.
وأشارت المعلومات الأولية الى إصابة شخصين على الأقل وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
وأفاد مصور فرانس برس في المكان بأن عناصر حزبية ضربت طوقا امنيا في منطقة الانفجار الذي وقع على ما يبدو في مخزن بأحد الشوارع الضيقة في حارة حريك على بعد مئات الأمتار من مجمع سيد الشهداء حيث يحيي حزب الله أمسيات عاشوراء.
وذكرت محطات تلفزة محلية ان الانفجار استهدف مسؤولا في حركة حماس لم تكشف هويته وأدى الى وقوع عدد من الجرحى لم تحدده.
ويأتي هذا الحادث عشية المسيرة الضخمة التي يدعو إليها حزب الله سنويا في آخر أيام عاشوراء إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين.
والى جانب الاستحقاقات الادارية المنتظر مناقشتها بعد الأعياد، لن يغيب القرار 1559 وتداعياته، عن الحراك السياسي في لبنان، حيث يتنازعه فريقان، واحد يعتبره مازال ساري المفعول، وآخر يعتبره فاقدا للفعالية والدور.
وفي هذا السياق، علمت «الأنباء» من مصادر ديبلوماسية موثوقة ان الهيئة الاستشارية للادارة والمالية التابعة للامم المتحدة أقرت موازنة المالية للمبعوث الخاص للامين العام تيري رود لارسن، المكلف بتنفيذ القرار 1559 والبالغة 695000 دولار اميركي للسنة الجديدة.
ولاحظ التقرير انه رغم التقدم الكبير الذي أحرزه تنفيذ هذا القرار من الانسحاب السوري الى تبادل السفراء، فإنه لم يتم بعد التنفيذ الكامل لأحكام القرار 1680، المؤكد على القرار 1559.
وفي اشارة الى المطالب السورية بإنهاء مهمة لارسن، قالت الهيئة الاستشارية ان الامين العام للأمم المتحدة سيواصل جهوده في العام 2010، الرامية الى تشجيع الاطراف المعنية على المزيد من التقدم في استكمال تنفيذ القرار 1559، بما يكفل استقرار المنطقة على أكمل وجه، وسيحث الزعماء اللبنانيين على التحلي بروح التعاون تجاه الحوار الوطني، بما يضفي الصفة الرسمية على حق الحكومة اللبنانية في استعمال القوة، منفردة داخل بلدها، بما يؤدي الى التقدم نحو نزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وفقا لقرارات مجلس الامن واتفاق الطائف. وان الامين العام يعي ان هذه العملية معقدة.
وكان المندوب السوري الى اجتماع هيئة الادارة والمالية في الامم المتحدة الذي انعقد في 17 الجاري أعرب عن «قلقه العميق» حول موازنة المبعوث الخاص (لارسن) وما تضمنته من ايراد لاسم سورية في مهمته، في وقت نفذت فيه سورية كل ما يتعلق بها في القرار المذكور بسحبها قواتها العسكرية وأجهزتها الامنية من الاراضي اللبنانية، وبالتالي ان ما تبقى من القرار (السلاح) هو شأن لبناني داخلي، لا علاقة لسورية به. واضاف: وفضلا عن ذلك فإن احكام القرار 1680 للعام 2006 لا تدخل في نطاق مهمة المبعوث الخاص للامين العام، لأنها تتضمن مسائل ثنائية بين دولتين ذواتي سيادة، كتشجيع سورية على الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية في اقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود، وان ادخال هذا الامر في مهمة لارسن، تدخل في شؤون الدولتين، وعلى هذا فإن البعثة السورية طالبت بحذف هذه الفقرة من مهمة لارسن.
ولاحظ المندوب السوري ان لارسن لم يقم بزيارة للبنان خلال عام 2009 علما انه قدم تقريرين الى المجلس عن لبنان خلال هذه الفترة، وتساءل: كيف يمكن لديبلوماسي اممي ان يكتب تقارير دورية دون اي زيارة للبلد المعني؟
قرار من الماضي
وكان النائب قاسم هاشم انتقد الذين يتطلعون لبث الروح في القرار 1559، الذي اصبح برأيه من الماضي، وهو الذي وضع في الاصل من جانب الاميركيين خدمة لاسرائيل.
بدوره نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال امس ان هذا القرار ولد ميتا. من جهته وردا على سؤال حول القرار 1559 وما اذا كان اللقاء النيابي الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط يؤيد كلام العماد عون عن ربط السلاح الفلسطيني، او سلاح حزب الله بالعودة الفلسطينية؟ قال الوزير اكرم شهيب، انا ألتزم بالكلام الرسمي اللبناني، والكلام الصادر عن حزب الله، بوصفهما اصحاب القضية.
واضاف في حديث «لصوت لبنان» مادامت هناك ارض محتلة، وطالما ان هناك عدو ليتربص بلبنان وهناك افق مسدود بموضوع السلام، مادام هناك تهديد متواصل للبنان، فنحن مع حق لبنان في مقاومته ضد اي عدوان على لبنان. وتابع يقول: اعتقد اننا لسنا احرص من العماد عون على وحدة الشعب اللبناني وعلى الوفاق الداخلي في لبنان، وعلى استقلال وسيادة لبنان، والباقي متروك الى ما بعد تحرير الارض. وقيل له ان العماد عون اجاز لحزب الله مهاجمة اسرائيل لمصلحة ايران، فأجاب: حزب الله لم يقل هذا، وانا اعلم حكمة وحرص حزب الله على الوفاق الداخلي وعلى حماية البلد. وكان الامين العام لحزب الله دعا الى هدنة داخلية في اطار اشاعة الاجواء الداخلية، وبث جرعة اضافية من الارتياح وخلق المزيد من الفرص والامكانيات التي تسمح باجراء المزيد من الاتصالات الداخلية وتسحب حصول اي اشتباك سياسي بعيدا عن اي اثارة. ويشهد اليوم احتفال حزب الله في المسيرة الحسينية، في العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية من بيروت، بعد تلاوة المصرع الحسيني.
لم أنم
وقال نصرالله ان حزب الله اليوم في احسن حالته وهو ليس بحاجة لاحد، داعيا المسلمين والمسيحيين للتوحد. وأضاف: لا يمكن ان نجد في العالم دولة متوحشة وقيادة متوحشة كما هي الحال في الولايات المتحدة. ولن نجد في التاريخ البشري نخبة معادية للبشرية كالنخبة الموجودة في الولايات المتحدة واعتبرها وراء فشل مؤتمر كوبنهاغن حول المناخ، واصفا اياها بالوحش الساكن خلف الديبلوماسية.
وحول عزم نواب حزب الكتائب الطعن في البند السادس من البيان الوزاري الذي يتحدث عن المقاومة وسلاحها امام المجلس الدستوري قال السيد نصرالله موجها كلامه للكتائب اذا طعنتم او لم تطعنوا ما الذي يختلف؟ واضاف ساخرا: عندما سمعت بعزم الكتائب الطعن في البيان الوزاري لم انم الليل! منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار د.فارس سعيد لفت من جهته الى ان سلاح حزب الله موضوع خلاف وليس اجماعا، لأنه سيناقش على طاولة الحوار الوطني. واضاف في تصريح للمؤسسة اللبنانية للإرسال ان الكنيسة رغم جهود العماد ميشال عون باقية في اتجاه ان الديموقراطية والسلاح لا ينتجان دولة. بدوره، عضو كتلة الاصلاح والتغيير سمير سلهب لفت الى وجود مخاوف من اي شيء قد يحدث على جبهة الجنوب، ومن هذا المنطلق طالبنا بحكومة وحدة وطنية، معتبرا ان هذه الحكومة هي احدى الخطوات لمجابهة كل الاحتمالات التي يمكن ان تقدم عليها اسرائيل. وعن سلاح حزب الله قال: نحن مع الرأي الذي يقول إنه يجب ان نتكلم فيه على طاولة الحوار، وقد رأى في مصافحة العماد عون ود.جعجع في بكركي بداية جيدة، معتبرا ان هذه الصورة يجب ان تعمم على المناخ العام الذاهب نحو خطاب سياسي حواري.