في الوقت الذي حرص فيه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على حضور تجربة سلاح تكتيكي جديد للدفاع عن البلاد، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية امس، إن الولايات المتحدة ما زالت «واثقة» من أن الالتزامات المتعلقة بنزع الأسلحة النووية التي قطعها الزعيم الكوري الشمالي خلال قمته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يتم الإيفاء بها.
وذكر المتحدث في بيان، أنه خلال قمة سنغافورة في يونيو الماضي، قطع ترامب وكيم «عددا من الالتزامات بشأن نزع السلاح النووي بشكل نهائي ويمكن التحقق منه بالكامل وخلق مستقبل أكثر إشراقا لكوريا الشمالية»، وأضاف «مازلنا واثقين من أن الوعود التي قطعها الرئيس ترامب والقائد كيم سيتم الإيفاء بها»، وقال «نحن نتحدث مع الكوريين الشماليين حول تنفيذ كل هذه الالتزامات».
وجاء موقف الخارجية الأميركية ردا على ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن أن الزعيم الكوري الشمالي أشرف على اختبار سلاح جديد «عالي التقنية».
وأشارت الوكالة الى أن «كيم جونغ اون أشرف على اختبار سلاح تكتيكي جديد عالي التقنية، في الأكاديمية الوطنية لعلوم الدفاع»، وأضافت أن الاختبار تكلل بالنجاح، لكنها لم تحدد طبيعة السلاح الذي تم اختباره.
وكانت وسائل إعلام حكومية أعلنت امس، أن الزعيم كيم جونغ أون زار موقع تجربة سلاح تكتيكي جديد في أول «تفتيش ميداني» معلن يجريه منذ العام الماضي، مشيدا بذلك بوصفه «استعراضا لقدراتنا الدفاعية التي تنمو بسرعة».
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها بيونغ يانغ عن تطوير سلاح جديد منذ شهور وهو ما يهدد بتوتر المناخ السياسي فيما تعثرت المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على ما يبدو.
وقال كيم «هذه النتيجة اليوم تبرر سياسة الحزب التي تركز على العلوم والتكنولوجيا الدفاعية واستعراض آخر لقدراتنا الدفاعية التي تنمو بسرعة أمام المنطقة بكاملها وتغير كبير لتعزيز قدرات جيشنا القتالية».
وأظهرت الصورة الوحيدة التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية كيم وهو يقف على شاطئ يحيط به مسؤولون ارتدوا ملابس عسكرية لكن لم تظهر بها أي أسلحة.
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن التجربة نجحت وإن السلاح قادر على حماية كوريا الشمالية مثل «حائط من الصلب».
وقال تشوي كانج نائب رئيس المعهد الآسيوي للدراسات السياسية في سيئول إن الإعلان يحمل في طياته على الأرجح طمأنة للجيش الكوري الشمالي ولا يهدف لمحاولة نسف المحادثات الديبلوماسية.
وأضاف «تحاول كوريا الشمالية أن تظهر لجنودها أنهم يملكون تقنية عالية ويحتفظون بقدرات عسكرية على مستوى معين بينما تسعى للقضاء على أي امتعاض أو مخاوف داخل جيشها».
من جانبه، قال مسؤول في وزارة الدفاع في سيئول للصحافيين أن كوريا الشمالية وفي إشارتها إلى «سلاح تكتيكي»، فإنها توجه رسالة بأن (التجربة) ليست استفزازا مسلحا.
وأضاف «من غير المناسب لجيشنا أن يعتبره استفزازا في وقت أكدت كوريا الشمالية إنه اختبار سلاح تكتيكي عالي التقنية».
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن مصدر حكومي لم تسمه إن السلاح الذي تمت تجربته، من المرجح أن يكون مدفعا بعيد المدى تم تطويره في عهد والد كيم وسلفه كيم جونغ إيل.
نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صورة واحدة أرفقتها بالتقرير، تظهر رجالا بزي عسكري يقومون بتدوين ملاحظات فيما كان كيم يتحدث، ولا تقدم خلفية الصورة الكثير من المعلومات حول نوع السلاح الذي تمت تجربته.
وهذا السلاح الذي تم تطويره على مدى فترة طويلة «ونجاحه الكبير برهان لافت على صوابية سياسة الحزب التي تعطي الأولوية لعلوم الدفاع والتكنولوجيا والقدرة الدفاعية السريعة التطور».