- فلسطين ستظل قضيتنا الأولى
- وقوف المملكة إلى جانب الشعب اليمني واجب وليس خياراً
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وذلك بمقر المجلس في الرياض.
وقال الملك سلمان في مستهل الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه بهذه المناسبة: «بسم الله، وعلى بركة الله، نفتتح أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، سائلين الله عز وجل أن يكلل أعمالنا بالتوفيق».
واستعرض خادم الحرمين في خطابه الذي نشرت نصه الكامل وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» سياسة المملكة الداخلية والخارجية، داعيا المجتمع الدولي إلى وضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي والباليستي، ووقف نشاطاته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وشدد خادم الحرمين على تمسك المملكة بالشريعة الإسلامية منهجا وعملا، لتحقيق العدل، وترسيخ منهج الاعتدال، ونشر قيم الوسطية والتسامح، معربا عن الاعتزاز بالجهود التي يقوم بها رجال القضاء والنيابة العامة في أداء الأمانة الملقاة على عاتقهم، مؤكدا أن المملكة لن تحيد يوما عن تطبيق شرع الله دون تمييز أو تعطيل، ولن تأخذها في الحق لومة لائم.
ولفت إلى أن الدولة ماضية في خططها لاستكمال التطوير في أجهزة ومؤسسات الدولة لتلافي أي تجاوزات أو أخطاء.
وأكد خادم الحرمين أن: «المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفعالة، وشباب وشابات هذه البلاد هم عماد الإنجاز وأمل المستقبل، والمرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة وفق شريعتنا السمحة، وسنواصل جهودنا نحو تعزيز مشاركتهم في التنمية الوطنية المباركة».
وشدد على أن:«الشأن الاجتماعي على رأس أولوياتنا، وستستمر الحكومة في دعم منظومة الخدمات الاجتماعية وتقديم دعم يستهدف الفئات المحتاجة، بما يمكنهم من الإنتاج والفاعلية الاقتصادية والحصول على سبل العيش الكريم، وسندعم مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها الهام والفاعل في هذا الجانب».
وأشار الملك سلمان إلى أن المملكة «تمر بنقلة تنموية على كافة الأصعدة نتيجة خطط وبرامج رؤية 2030 والإنفاق الحكومي غير المسبوق. ووفقا لأحدث تقارير الأداء الدورية لبرامج تحقيق الرؤية، فإنها تسير بشكل متواز وبمعدلات مرضية وبدأت بعض منجزاتها تظهر على أرض الواقع. ونحن عازمون على المضي قدما بمسيرة الإصلاح».
وتابع: «وجهنا سمو ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالتركيز على تطوير القدرات البشرية وإعداد الجيل الجديد لوظائف المستقبل، وقد شهدت بلادنا انطلاق قطاعات ضخمة وواعدة مثل السياحة والطاقة المتجددة والتعدين، وكل هذا سيسهم في بناء سوق عمل متزن يراعي احتياجات المستقبل ويعيد هيكلة نفسه بكفاءة عالية تستجيب للمتغيرات».
ولفت إلى أنه «من أولوياتنا في المرحلة القادمة مواصلة دعمنا للقطاع الخاص السعودي وتمكينه كشريك في رحلة النمو الاقتصادي الطموحة، وأن تصبح بلادكم من رواد الاستثمار في تقنيات المستقبل»، مؤكدا على السياسات المالية للمملكة بما في ذلك تحقيق التوازن بين ضبط الإنفاق ورفع كفاءته وبين دعم النمو الاقتصادي.
وأوضح خادم الحرمين أن زيارته لمناطق المملكة تأتي حرصا على الالتقاء بالمواطنين والوقوف على مشاريع التنمية فيها، مضيفا «وقد قمنا بتوجيه سمو ولي العهد والوزراء المعنيين برصد احتياجات المناطق وأولويات التنمية فيها وحصر المشاريع تحت الإنشاء والتي تمس المواطنين لتسريع الإنجاز فيها، والرفع إلينا لاتخاذ ما يلزم بشأنها، وكذلك المتابعة المستمرة لتحسين كافة الخدمات المقدمة للمواطنين، وعلى رأسها الخدمات التعليمية والصحية».
وقال الملك سلمان: «سنواصل برامج تطوير قواتنا العسكرية بما في ذلك النهوض ببرامج توطين الصناعات العسكرية والتقنيات اللازمة لها بوتيرة متسارعة».
وشدد على أن «المملكة ستستمر في التصدي للتطرف والإرهاب، والوقوف بحزم أمام أي فئة تحاول اختطاف ديننا الحنيف، وستستمر في الاضطلاع بدورها القيادي والتنموي في المنطقة بما يزيد من فرص الاستثمار الإقليمي والدولي».
كما ستواصل المملكة جهودها الرامية لكل ما من شأنه معالجة أزمات المنطقة وحل قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ستظل قضيتنا الأولى حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يخص اليمن، أكد خادم الحرمين:«إن الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق لم يكن خيارا بل واجب اقتضته نصرة الشعب اليمني العزيز بالتصدي لعدوان ميليشيات انقلابية مدعومة من إيران، وإن المملكة تؤكد مجددا دعمها المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن للوصول إلى حل سياسي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
ونجدد التأكيد على رفضنا لمحاولات الميليشيات الحوثية المستمرة في فرض إرادتها على الشعب اليمني الشقيق وتعطيل جهود الوصول إلى حل سياسي، والمملكة ماضية في تقديم الدعم والمؤازرة للشعب اليمني الشقيق».
وتابع الملك سلمان قائلا: «لقد دأب النظام الإيراني منذ ما يقارب أربعة عقود على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعاية ودعم قوى الإرهاب في المنطقة، وهذه الأفعال الإجرامية التي تنتهك أبسط قواعد حسن الجوار والمواثيق والأعراف الدولية تضاف إلى سجل النظام الإيراني المعروف في إثارة الفوضى والخراب في العديد من دول المنطقة، وقد آن الأوان لهذه الفوضى ولهذا الخراب أن يقفا. وعلى المجتمع الدولي العمل على وضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي والباليستي، ووقف نشاطاته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وفيما يخص الأزمة السورية، أوضح الملك سلمان أن المملكة تدعو إلى حل سياسي عاجل يخرج سورية من أزمتها، ويبعد التنظيمات الإرهابية والتأثيرات الخارجية عنها، ويتيح عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم لينهضوا به.
وفي سياق متصل بالسياسة الخارجية أيضا، شدد الملك سلمان على حرص المملكة على شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الصديقة المبنية على المنافع المشتركة والاحترام المتبادل، مبينا انها ستعمل مع شركائها وأصدقائها من دول العالم لمساعدة الدول النامية والأقل دخلا وتمكينها من تطوير اقتصادياتها.
أما فيما يتصل بالأسواق النفطية، فقد أكد خادم الحرمين استمرار المملكة بالعمل البناء مع المنتجين الآخرين داخل منظمة «أوپيك» وخارجها للحافظ على استقرار الأسواق مما يحمي كافة مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.