شهدت المراسم الجنائزية للرئيس الأميركي الأسبق جورج اتش.دبليو بوش وداعا شعبيا أخيرا في الكنيسة التي ارتادها لسنوات عديدة في هيوستن، حيث تم لاحقا نقل جثمانه بالقطار ليوارى الثرى في مكتبته الرئاسية في تكساس التي تحمل اسمه، إلى جانب بربارا التي كانت زوجته لـ 73 عاما وتوفيت في أبريل الماضي، وابنتهما روبن التي توفيت إثر إصابتها بسرطان الدم في سن الثالثة.
وكان جثمان بوش الذي توفي الأسبوع الماضي في تكساس عن 94 عاما نقل بالطائرة إلى الولاية مساء أمس الأول بعد مراسم الجنازة الرسمية التي ترددت خلالها كلمات الإشادة به باعتباره محاربا ورجل دولة يتصف بحنو شخصي نادر.
وسادت على غير المألوف روح تخلو من النزعة الحزبية في مراسم الجنازة بالكاتدرائية الوطنية في واشنطن، حيث تجمع الساسة من الجمهوريين والديموقراطيين لتأبين رئيس دعا إلى دولة «أكثر عطفا ولطفا».
وقال جون ميتشام كاتب سيرة الرئيس الراحل في رثائه «جورج إتش.دبليو بوش كان آخر العظماء من رجال الدولة العسكريين الأميركيين. لقد وقف في وجه الشمولية إبان الحرب الباردة وناهض النزعة الحزبية في واشنطن».
ورثاه ابنه الرئيس السابق جورج دبليو بوش بكلمات مشحونة بالانفعالات وبصوت متهدج يقطر أسى وهو يقف بجوار النعش الملفوف بالعلم الأميركي فقال إن والده كان «يقدر الشخصية أكثر مما يقدر الحسب والنسب ولم يكن عيابا.
بل كان يبحث عن الخير في كل واحد وكان يجده في العادة»، واصفا إياه بأنه «أفضل أب على الإطلاق».
وفي خطاب طغى عليه الطابع الشخصي وتخلله بعض المزاح لكنه اختتم بالدموع، حيا بوش الابن الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة، والده «الرئيس العظيم»، وقال إن: «أخلاقك الرفيعة وصدقك وعظمتك ستبقى معنا إلى الأبد».
ومن بين الحضور الذين شاركوا التأبين ولي العهد البريطاني الأمير تشالز والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس الپولندي اندريه دودا، وتمثلت فرنسا بوزير الخارجية الأسبق أوبير فيدرين.
وقد رافق جثمان بوش أفراد من أسرته ونقل في موكب إلى كنيسة سانت مارتن الأسقفية.
وظلت الكنيسة مفتوحة طوال ليل امس الأول للمعزين الذين توافدوا لإلقاء نظرة الوداع على رئيسهم السابق.