أطلقت السلطات الفرنسية عمليات تحقيق بعد تزايد الحسابات الالكترونية المزيفة التي تهدف إلى تضخيم حركة «السترات الصفراء» الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ان قدرت السلطات عدد المحتجين في كامل فرنسا بنحو 130 ألف متظاهر.
وأوضح مصدر أن «الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني» هي الهيئة المكلفة تنسيق عمليات التحقق الجارية.
وذكر مصدر آخر قريب من الملف أن الاستخبارات الفرنسية حذرة جدا من تلاعب بالمعلومات، لكن لايزال من المبكر البتّ في مسألة صحة معلومات نشرتها صحيفة «التايمز» البريطانية التي أكدت أن مئات الحسابات المزيفة التي تدعمها روسيا تسعى إلى تضخيم ثورة «السترات الصفراء». وتقول المصادر إنها مسألة تتطلب تحقيقات كبيرة ومعقدة.
وقالت الصحيفة البريطانية نقلا عن تحليلات أجرتها شركة «نيو نولدج» للأمن الإلكتروني، إن نحو 200 حساب على موقع تويتر تنشر صورا ومقاطع فيديو لأشخاص أصابتهم الشرطة بجروح بالغة يفترض أن يكونوا من محتجي «السترات الصفراء» في حين تعود هذه المشاهد إلى أحداث لا تمتّ بصلة إلى التظاهرات الجارية في فرنسا منذ أسابيع.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لفرنسا بعد تعليقاته الساخرة على تحرك «السترات الصفراء».
وقال لو دريان في برنامج تلفزيوني «اقول لدونالد ترامب، ورئيس الجمهورية قال له ايضا: نحن لسنا طرفا في النقاشات الاميركية، اتركونا نعيش حياتنا حياة أمة».
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس، عن شكره لقوات الشرطة الفرنسية على شجاعتها التي أظهرتها خلال احتجاجات «السترات الصفراء».
ووجه ماكرون في تغريدة له عبر «تويتر» الشكر للشرطة وجميع قوى النظام المعبأة على الشجاعة والمهنية الاستثنائية التي أظهروها، بانتظار الاجراءات «المهمة» التي اعلنت مصادر الاليزيه أن الرئيس بصدد اعلانها.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إنه «حان وقت الحوار». وأضاف «أصبح علينا إعادة نسج الوحدة الوطنية» التي تعرضت لهزة في هذا التمرد الشعبي غير المسبوق.
وارتفع عدد موقوفي الحراك الرابع لمظاهرات «السترات الصفراء» امس الاول إلى 1723 موقوف، تم وضع 1220 منهم قيد الاحتجاز الاحتياطي.
وحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية، الأحد، فإن من بين موقوفي المظاهرات «هناك 1082 متظاهرا تم توقيفهم في العاصمة باريس وحدها». ومن بين موقوفي باريس «95 قاصرا، و52 سيدة». ووضعت السلطات الفرنسية 974 من موقوفي باريس قيد الحجز الاحتياطي. واعلن وزيرالداخلية الفرنسي كريستوف كاستانيه مشاركة 125 ألف شخص في مظاهرت امس الاول، بينما أشارت وسائل إعلام محلية، أن العدد بلغ 136 ألف متظاهر.
يشار الى أن المظاهرات أسفرت عن سقوط 135 مصابا في جميع أنحاء البلاد، بمن فيهم 17 من قوات الأمن.