بدأت نيوزيلندا أمس حظرها الأسلحة نصف الآلية والبنادق الهجومية بعد اسبوع على مجزرة المسجدين بمدينة كرايست تشيرش، فيما أعلنت الشرطة أنها تعرفت على هويات الضحايا الخمسين، ما يسمح للعائلات بدفنهم.
واعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن ان حكومتها قررت حظر اقتناء الاسلحة الهجومية والنصف آلية كالتي يستخدمها الجيش.
وقالت أرديرن في مؤتمر صحافي أمس «نعلن بالنيابة عن كل النيوزيلنديين تشديد قوانيننا الخاصة بالاسلحة لنجعل بلدنا مكانا اكثر أمنا»، موضحة انه سيتم حظر كل الاسلحة نصف الآلية التي استخدمت خلال الهجوم الارهابي الاخير.
واضافت ان القانون الجديد سيدخل حيز التنفيذ بعد ثلاثة اسابيع، اي في 11 ابريل المقبل، اذ سيتم اقرار آلية لجمع الاسلحة المحظورة وتعويض اصحابها، موضحة ان تكلفة استعادة الاسلحة المحظورة ستصل الى 200 مليون دولار نيوزيلندي.
وستحظر كذلك مخازن الذخيرة الكبيرة وغيرها من الوسائل التي تسمح بإطلاق رشقات من الرصاص.
واعربت عن املها ان يتم التوافق في مجلس النواب على القانون متجاهلة اقتراحات المعارضة حول الحظر باعتبار ان هذا التغيير سيحظى بدعم الأغلبية العظمى من الشعب وان اصحاب الاسلحة سيتفهمون «المصلحة الوطنية» وراء هذا التحرك.
وبذلك تكون قوانين السلاح الجديدة دخلت حيز التنفيذ العملي امس حيث يتوجب على مالكي الأسلحة إبلاغ الشرطة ببيانات أسلحتهم. ومن لا يتقدمون بالبلاغ ويسلمون أسلحتهم خلال المهلة المحددة (قبل 11 أبريل) قد يتعرضون لعقوبة الحبس حتى 3 سنوات أو غرامة مالية تصل إلى 4 آلاف دولار.
ويوجد في نيوزيلندا التي يقطنها اقل من خمسة ملايين نسمة ما بين 1.2 و1.5 مليون سلاح ناري بما يوازي ثلاث قطع سلاح لكل عشرة اشخاص، منها حوالي 13500 سلاح نصف آلي فيما يبلغ الحد الادنى للسن القانونية لامتلاك سلاح 16 عاما او 18 عاما للأسلحة شبه الآلية العسكرية.
من جهتها، قالت الشرطة إنه تم رسميا التعرف على جميع ضحايا المجزرة وعددهم 50 شخصا وجرى إبلاغ ذويهم.
وتجمع المئات تحت سماء رمادية في مدينة كرايست تشيرش، لليوم الثاني على التوالي، لوداع الضحايا وبينهم مواطنة اعتنقت الإسلام ورجل قتله القاتل بعد أن حياه.
وقال مايك بوش قائد الشرطة، متحدثا لوسائل الإعلام في ولنجتون، امس إن المحققين يعملون جاهدين على إتاحة المسجدين اللذين شهدا الواقعة للاستخدام قبل صلاة الجمعة، مؤكدا ان الشرطة ستبذل ما في وسعها لضمان أن يسلم الناس أسلحتهم النارية بسرعة.
وأشار الى أن قانون حظر الأسلحة سيتضمن إعفاءات محدودة تشمل الاستخدامات التجارية، وآليات مكافحة الآفات بشكل احترافي.
وفي غضون ذلك، قالت اخت الإرهابي «سفاح المسجدين» التي لم تذكر وسائل الاعلام اسمها إنه يستحق الإعدام بسبب ما فعله.
واضافت في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية «أعرف ما يستحقه.. هو يستحق حكم الإعدام لما فعله. يؤلمني أن أقول ذلك لأنه من العائلة، لكن لشخص قتل كل هؤلاء الأشخاص فمن العدل أن يستحق نفس النهاية»، بحس بما اوردت «العربية.نت».
وحاول المذيع أن يجعلها تشاهد مقطع الفيديو الذي يظهر المجزرة، إلا أنها لم تستطع، وقاطعته وهي تبكي: «أعتقد لا أستطيع أن أشاهد أكثر من ذلك.. هذا مؤلم».
الى ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية، تعرض 4 مساجد ومركز اسلامي لاعتداءات في مدينة برمنغهام امس.
وقالت شرطة مكافحة الإرهاب، في بيان إنها فتحت تحقيقا في الاعتداءات التي تعرضت لها المساجد باستخدام مطرقة ثقيلة، في وقت متأخر من مساء أمس الاول.
من جهته، وصف وزير الأمن الداخلي البريطاني ساجد جاويد في حسابه على «تويتر» بأن الاعتداءات في برمنغهام مقلقة للغاية، وهي سلوك بغيض لن نقبل به مطلقا، ولا مكان له في مجتمعنا على الإطلاق.
وتحدثت الشرطة في وقت سابق من امس عن تحطم نوافذ 4 مساجد في 4 مناطق بمدينة برمنغهام، في اعتداءات وصفتها بأنها ذات صلة ببعضها البعض، وتلا ذلك تحطيم نوافد مركز اسلامي في وستون.