كشفت مصادر التحقيق النيوزيلندية أن «سفاح المسجدين» كان ينوي ارتكاب مجزرة ثالثة الى جانب المسجدين وكان هدفه حضانة أطفال تمتلكها سيدة عربية، في وقت احتشد آلاف النيوزيلنديين في مدينة كرايست تشيرش التي شهدت المذبحة، للتعبير عن رفضهم التطرف، وللتضامن مع الضحايا.
في هذه الأثناء، وقع آلاف الأشخاص على عريضتين إلكترونيتين، تطالبان بمنح جائزة نوبل للسلام لرئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا اردرن، على خلفية تعاملها مع هجومين على مسجدين في نيوزيلندا، بحسب ما ذكرته «إذاعة نيوزيلندا» امس.
وتلقت اردرن إشادة واسعة النطاق بسبب التعاطف الذي أظهرته مع ضحايا الهجومين من أبناء الجالية المسلمة وأسرهم، وللعمل السريع الذي اتخذته الحكومة لحظر الأسلحة النارية نصف الآلية.
ووقع 16600 شخص، على إحدى العريضتين على موقع «تشينج دوت أورغ» الأميركي الإلكتروني، فيما وقع حوالي 2800 شخص على العريضة الأخرى على موقع «افاز دوت أورج» الفرنسي الإلكتروني.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام نيوزيلندية، أنه تم نقل الإرهابي منفذ مجزرة «المسجدين» من سجن مدينة كرايست تشيرش، إلى سجن شديد الحراسة في شمالي البلاد.
وجاء في تقرير لموقع «شبكة تلفزيون نيوزيلندا» الرسمي، أن منفذ الهجوم الذي راح ضحيته 50 شخصا و50 جريحا «أصبح في سجن باريموريمو، شديد الحراسة في مدينة أوكلاند».
ونقلت الشبكة، عن متحدثة باسم السجن في كرايست تشيرش قولها: «نسقنا مع الوكالات الأخرى لنقل المتهم الى السجن بشكل آمن بعد مثوله أمام المحكمة في كرايست تشيرش».
وتم نقل المتهم الى أوكلاند، جوا بواسطة قوات الدفاع، حسب صحيفة هيرالد النيوزلندية.
ويتم احتجاز الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما) تحت إجراءات أمنية مشددة، وفقا لتصريحات المتحدثة باسم السجن.
وأضافت: «لقد تم عزله عن باقي السجناء. هو تحت المراقبة مدة 24 ساعة، سواء عن طريق الحراس أو عن طريق كاميرات المراقبة».
وتابعت: «حاليا لا يسمح له بمشاهدة التلفاز أو قراءة الصحف أو سماع الراديو، كما لا يسمح لأحد بزيارته».
وفي سياق متصل، نقلت مصادر في نيوزيلندا، بأن المحطة الثالثة التي كان ينوي منفذ الهجوم الإرهابي في مدينة «كرايست تشيرش» النيوزيلندية الذهاب إليها وارتكاب مجزرة ثالثة، هي حضانة أطفال تقع في منطقة لينوود، بحسب قناة «العربية الحدث» الإخبارية امس.
ونقلت القناة عن المصادر قولها إن «الحضانة تمتلكها زوجة المصاب في مسجد النور الأردني عليان مشيد، وتم إغلاقها منذ يوم تنفيذ الهجوم على المسجدين في المدينة».
وكان مفوض الشرطة النيوزيلندي مايكل بوش قد أعلن في وقت سابق أن منفذ الهجوم كان في طريقه لارتكاب مجزرة ثالثة، لكنه امتنع عن ذكر التفاصيل لأن التحقيق مازال جاريا.
واحتشد آلاف في مدن في نيوزيلندا امس، للتعبير عن مناهضتهم للعنصرية وتكريما لضحايا كرايست تشيرش مع إعلان رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إقامة مراسم إحياء ذكرى القتلى على مستوى البلاد هذا الأسبوع.
وشارك نحو 15 ألفا في مراسم تأبين مسائية في كرايست تشيرش في متنزه قريب من مسجد النور الذي قتل فيه مسلح يؤمن بتميز العرق الأبيض أكثر من 40 مصليا.
وتعبيرا عن تضامنهن مع المسلمين في نيوزيلندا، ارتدت نساء مشاركات في حفل التأبين بمدينة كرايست تشيرش الحجاب.
وقامت متطوعات منهن ليبي دافيس بالمساعدة في حياكة الحجاب بأحد المراكز في المدينة. وقالت متطوعات إن بعضه محجوز بالفعل لمشاركات في جنازات الضحايا لكن نساء غير مسلمات يحرصن على ارتدائه تعبيرا عن تضامنهن مع الجالية المسلمة.
وقالت دافيس: «حسنا، أنا بصورة شخصية أعشق الحياكة. ويمكنني إبداء التضامن بهذه الطريق، فأنا أفعل ما أحبه. وليس لدي أي مشكلة معه (الحجاب) على الإطلاق».
وقالت لمياء حسين، وهي طالبة جامعية أميركية مسلمة تدرس حاليا في كرايست تشيرش، إن «من الرائع» رؤية هذا الدعم «الحميم» من المجتمع المحلي.
وبدأت مراسم التأبين بالصلاة ثم قراءة أسماء القتلى ومن بينهم طلبة في مدرسة ثانوية قريبة.
وقال اوكيرانو تيلايا وهو أحد طلبة المدرسة خلال المراسم «الظلام لا يمكن أن يتغلب على الظلام، النور وحده قادر على ذلك، لا يمكن التغلب على الكراهية بالكراهية، لا يمكن التغلب عليها إلا بالحب».
من جهتها، أعلنت أرديرن امس، إن مراسم لإحياء ذكرى الضحايا ستقام على مستوى البلاد في 29 مارس.
وأضافت في بيان «هذه المراسم فرصة أخرى لإظهار أن النيوزيلنديين يتسمون بالتعاطف والاحتواء والتنوع وأننا سنحمي تلك القيم».