أمرت الولايات المتحدة موظفي حكومتها غير الأساسيين بمغادرة العراق بأسرع وقت ممكن، بعد تأكيد الجيش الأميركي وجود «تهديدات وشيكة» من الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران.
وقالت السفارة الأميركية في بغداد في بيان إن وزارة الخارجية أمرت بسحب الموظفين من كل من السفارة والقنصلية في أربيل. وأضافت: «خدمات التأشيرات العادية فيهما ستصبح معلقة مؤقتا».
وأوصت من يشملهم القرار بالرحيل في أسرع وقت ممكن. ولم يتضح عدد الموظفين الذين سيرحلون.
وجاء في تحذير بشأن السفر أن «العديد من المجموعات الإرهابية والمتمردة تنشط في العراق وتهاجم بشكل متكرر قوات الأمن العراقية ومدنيين على السواء».
وأضاف التنبيه بأن «ميليشيات مذهبية معادية للولايات المتحدة قد تهدد أيضا مواطنين أميركيين وشركات غربية في أنحاء العراق». وكان الجيش الأميركي أكد أمس الأول على مخاوفه من «تهديدات وشيكة» محتملة من إيران لقواته في العراق غير أن قائدا بريطانيا كبيرا شكك في ذلك ووصفت طهران التصريحات الأميركية «بالحرب النفسية».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن قرار سحب الموظفين غير الأساسيين اعتمد على تقييم أمني ولكنه لم يذكر تفاصيل عن عدد من سيغادرون العراق.
وأضاف: «أكبر أولوياتنا هي ضمان سلامة الموظفين الحكوميين والمواطنين الأميركيين ونشعر بالثقة في قدرة وكالات الأمن العراقية على حمايتنا». وشدد على أن «هذا التهديد خطير ونريد الحد من خطر وقوع أضرار».
ويبدو الخلاف واضحا بين واشنطن وشركائها في التحالف الدولي ضد «داعش»، حيث ناقض الميجر جنرال البريطاني كريس جيكا التحذيرات الشديدة الصادرة من واشنطن، مؤكدا عدم وجود تهديد جديد من إيران.
وقال في تصريحات صحافية «لا.. لا يوجد تهديد متزايد من قوات مدعومة من إيران في العراق وسورية. نحن على دراية بوجودهم بشكل واضح ونحن نراقبهم مع مجموعة كاملة من الآخرين لأن هذه هي البيئة التي نحن فيها».
لكن القيادة المركزية الأميركية أصدرت بيانا توضيحيا بعد تصريحات جيكا الذي يتولى منصب نائب قائد قوات التحالف للتخطيط الاستراتيجي والمعلومات.
وقال الكابتن بيل أوربان، وهو متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي: «التعليقات الأخيرة لجيكا تتعارض مع التهديدات الموثوقة المحددة المتاحة لأجهزة المخابرات من الولايات المتحدة والحلفاء فيما يتعلق بالقوات المدعومة من إيران في المنطقة».
وأضاف أن التحالف، الذي يعمل في سورية أيضا، زاد من «مستوى وضع قواته»، وهو المصطلح الذي عادة ما يستخدم للإشارة إلى مستوى التأهب الذي يهدف إلى حماية القوات.
وقال أوربان: «(عملية العزم الصلب) عند أعلى مستوى للتأهب الآن بينما نواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأميركية في العراق».
وكان يشير بعملية العزم الصلب إلى عملية التحالف ضد مقاتلي داعش.