تعزز الهجمات التي تعرضت لها ناقلتا نفط في بحر عمان أمس من مخاطر اندلاع نزاع مسلح بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة الحيوية التي تعبر منها يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية، بحسب خبراء.
وهذه ثاني حادثة «غامضة» ضد ناقلات نفط في غضون شهر في المنطقة الاستراتيجية.
وبحسب مركز «كابيتال إكونوميكس»، فإن الهجمات ضد الناقلتين «آخر المؤشرات على أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة تتصاعد، وأن هناك خطرا متزايدا بإمكانية تحول الأحداث إلى نزاع مباشر».
وتابع المركز ومقره لندن «قد يؤدي خطأ أو سوء تواصل إلى نزاع أشمل. تكرار الهجمات بشكل منتظم يشير إلى أن هذا الخطر يتزايد».
وترى إليزابيث ديكنسون المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، أن المنطقة «تمر بفترة خطيرة. ومن مصلحة كافة الأطراف أن تجد مخرجا بأسرع وقت ممكن».
وأضافت «في الوقت الحالي، فإن نزاعات المنطقة تتأثر بشكل متزايد بسبب مستنقع التوتر الإقليمي بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين من جهة اخرى».
وتقع المنطقة التي شهدت الحادثة خارج مضيق هرمز الذي تعبر منه يوميا نحو 35% من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا والتي تقدر بنحو 15 مليون برميل.
ووفقا لمركز «كابيتال إكونوميكس»، فإن مخاطر اندلاع نزاع «قد تضر باقتصادات المنطقة بشكل كبير وتكون لها آثار كبيرة غير مباشرة على الاقتصاد العالمي وسوق النفط».
وحذر من أنه حال تعرضت طرق الشحن البحري لهجمات جديدة او تضررت منشآت نفطية فإن أسعار الخام «قد تقفز إلى 100 دولار للبرميل»، معتبرة أنه «حتى وإن جرى تجنب النزاع المباشر، فإن التوترات الجيوسياسية ستستمر في التأثير على الأسواق المالية».
ويقول جوردي ويلكس الخبير في مركز «سكدين فاينانشال» المتخصص بأبحاث النفط «هناك خطر كبير في المنطقة (مضيق هرمز) ليس فقط على الشحنات بل أيضا على البحارة وسوق النفط».
وأشار إلى أن «الهجمات المتواصلة قد تزيد من المخاطر وتدفع البواخر إلى عدم المرور في المنطقة، مما سيزيد المخاطر على المستثمرين، ويرفع أسعار الوقود».
وتقول المحللة كارين يونغ من مجموعة «أميركان انتربرايز اينستيتوت» لوكالة فرانس برس أن هناك «تسلسلا ثابتا للحوادث، سواء على الجبهة مع اليمن أو في طرق الشحن البحري في الخليج».
وتشير يونغ إلى أنه «دون التأكد من هوية من ينفذ هذه الهجمات على الناقلات وما الهدف فإن معامل الخطر يزداد».
وأكدت يونغ أنه مع هجمات المتمردين الحوثيين مؤخرا في السعودية فإن هذا «يجعل شبه الجزيرة العربية بأكملها تقترب من وضع منطقة النزاع».