ردت الصين بغضب أمس على المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية في هونغ كونغ، غداة تعرض صينيين اثنين للضرب في مطار هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، معتبرة ذلك «أفعالا شبه إرهابية».
وكان المتظاهرون المؤيدون للديموقراطية غادروا مطار هونغ كونغ الدولي صباح أمس بعد يومين من تجمعات حاشدة اتخذت منحى عنيفا وأغرقت المدينة التي تعتبر مركزا ماليا دوليا في مزيد من الفوضى.
وانتهت التظاهرات في وقت مبكر أمس، بعد ان أعلن مطار هونغ كونغ أنه تمكن من استصدار أمر قضائي مؤقت يمنع المتظاهرين من تعطيل عملياته.
وفي إطار الفوضى التي شهدها المطار، قامت مجموعة صغيرة من المتظاهرين مساء اول من امس بربط رجل يشتبهون بأنه جاسوس لحساب بكين بواحدة من عربات الأمتعة وبضربه.
وذكرت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية الناطقة بالانجليزية أن الرجل هو أحد صحافييها. وفي حادث آخر، هاجم متظاهرون رجلا آخر اعتبروه شرطيا مندسا بينهم.
وانتهزت الحكومة الصينية على الفور فرصة الهجومين لتعبر عن غضبها من المتظاهرين، وقال تشو لوينغ الناطق باسم مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو في الحكومة الصينية في بيان أمس «ندين بأكبر درجات الحزم هذه الأفعال شبه الإرهابية».
وكثفت بكين التهديد بتدخل عبر مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام رسمية تظهر قوات أمنية تتجمع على حدود المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي.
ولم تسلم الولايات المتحدة من سهام الاحتجاجات، حيث رفضت الصين طلبين لسفينتين حربيتين أميركيتين لزيارة موانئ هونغ كونغ، وفق ما أعلنه أسطول المحيط الهادي الأميركي.
وكان مقررا أن ترسو السفينة البرمائية الأميركية «يو أس أس غرين باي» في أحد موانئ هونغ كونغ السبت الماضي، فيما خططت سفينة «يو أس أس لايك اري» التي تحمل صواريخ موجهة لزيارة الجزيرة الشهر المقبل، وفق بيان لنايت كريستينسن نائب المتحدث باسم اسطول المحيط الهادي.
وواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات من كل الأطراف في الولايات المتحدة بسبب موقفه الباهت من التظاهرات، وتجنبه انتقاد بكين في إطار هذه الأزمة غير المسبوقة في المدينة.
وقال «آمل أن يكون هناك حل سلمي» وألا «يقتل أحد». وأبدت إدارته حذرا في موقفها من الأزمة، على الرغم من أنها تخوض منذ أشهر مواجهة مباشرة مع الصين في مجال التجارة ومنافسة ديبلوماسية عسكرية معها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخلافات على مستوى حقوق الإنسان.
وقال توماس رايت من مركز بروكينغز للدراسات أن ترامب «أعطى الضوء الأخضر (للرئيس الصيني) شي جينبينغ» لقمع التظاهرات، منددا بـ«أسوأ قرار متعلق بالسياسة الخارجية في تاريخ رئاسة» ترامب.
بدوره، اعتبر السفير الأميركي السابق والأستاذ الحالي في هارفرد نيكولاس برنز أن ترامب تنقصه «الشجاعة» ولذلك «يدعم الطرفين»، وأضاف «يجب أن تكون الولايات المتحدة إلى جانب طرف واحد، طرف الحقوق الديموقراطية لشعب هونغ كونغ»، وهو موقف منسجم كذلك مع مواقف العديد من الخبراء والنواب الأميركيين.
ويكثف الديموقراطيون كما الجمهوريون تصريحاتهم الداعمة للمتظاهرين وتحذيراتهم لبكين، التي تبدو بمنزلة انتقاد لموقف الإدارة الأميركية المتكتم من أزمة هونغ كونغ.
وقال السيناتور الأميركي الجمهوري ريك سكوت «الولايات المتحدة، وكل الأمم المحبة للحرية حول العالم، عليها أن تتحضر للتصرف سريعا دفاعا عن الحرية إذا انخرطت الصين في تصعيد النزاع في هونغ كونغ».