تظاهر عشرات الآلاف من المحتجين المطالبين بالديموقراطية في هونغ كونغ للاسبوع الحادي عشر على التوالي على الرغم من الأمطار الغزيرة امس، أثبتت المشاركة الكثيفة أن الحركة الاحتجاجية لاتزال تتمتع بدعم شعبي واسع على الرغم من تصاعد العنف والتحذيرات المتزايدة من الصين.
وقال طالب عمره 24 عاما يدعى جوناثان «سكان هونغ كونغ ملوا من الاحتجاج، هذا فعلا هو آخر شيء يريدونه. الحر قائظ وهناك أمطار. بصراحة الأمر ضرب من العذاب».
وأضاف «لكن يتعين علينا أن نكون هنا لأنه ليس لدينا خيار آخر. لابد لنا من الاستمرار حتى تظهر لنا الحكومة في آخر الأمر الاحترام الذي نستحق».
وحمل المحتجون، الذين تجمعوا في البداية بمتنزه فيكتوريا المترامي الأطراف في حي كوزواي باي المزدحم بالمدينة، لافتات كتبوا عليها شعارات منها «الحرية لهونغ كونغ!» و«الديموقراطية الآن!»، ورفعوا مظلات لاتقاء الأمطار الغزيرة.
وكان التجمع سلميا وشارك فيه مسنون ورجال في منتصف العمر وشبان وأسر وحمل بعض الآباء أطفالهم الصغار.
وعلى الرغم من عدم حصول منظمي التجمع على إذن بالاحتجاج، فإن المتنزه لم يسع الحشد وتوجه كثيرون غربا صوب مركز المدينة المالي ورددوا هتافات تطالب كاري لام الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ والمدعومة من بكين بالتنحي.
وأضافت «سآتي مرارا وتكرارا. نحن لا نعرف كيف سينتهي أي من تلك الأمور. سنظل نكافح».
وتتعرض الشرطة لانتقادات لاستخدامها أساليب عنيفة لفض المظاهرات التي تمثل أكبر تحد للرئيس الصيني شي جين بينغ منذ وصوله إلى السلطة عام 2012.
لكن حكومة الاقليم الذي يعتبر مركزا ماليا عالميا، دافعت عن تصرفات الشرطة.
وقالت الحكومة في بيان إنه خلال الأسابيع الـ 11 للاحتجاج «تعرضت الكثير من مراكز الشرطة لهجوم أو حصار لأكثر من 75 مرة».
وأضافت الحكومة «فقط عندما تعرضوا لهجوم بشكل عنيف وتركوا من دون خيار، استخدمت عناصر الشرطة الحد الأدنى للقوة لتفريق المتظاهرين لاستعادة النظام الاجتماعي» مشيرة إلى أن 180 رجل شرطة أصيبوا في الأسابيع الأخيرة.
وتابع البيان أن الشرطة «تحت ضغط عمل هائل» بسبب «ساعات العمل الطويلة» وتلتزم فحسب بالحفاظ على القانون والنظام.
ورغم الاشتباكات التي تدور عادة ليلا، لم تحظ الحركة الاحتجاجية سوى بتنازلات قليلة من قبل الصين او مسؤولي المدينة غير المنتخبين.
وتجمع امس الذي نظم في «منتزه فيكتوريا» هو محاولة لإعادة الحركة الاحتجاجية لمسارها السلمي.
ووصفت التظاهرة بـ «عقلانية وغير عنيفة» بحسب «الجبهة المدنية لحقوق الإنسان» التي دعت إلى التجمع وهي مجموعة احتجاجية لاعنفية كانت في السابق القوة المحركة للتظاهرات الحاشدة التي سجلت مشاركة قياسية في يونيو ويوليو الماضيين عندما نزل مئات آلاف الأشخاص إلى الشارع.