أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده الرياض، ان التحقيقات الأولية تشير الى تورط إيران في الاعتداءات على المنشآت النفطية التابعة لشركة «أرامكو»، فيما توقع خبراء أن تتمكن السعودية سريعا من تعويض ثلث إنتاجها المفقود على الأقل، غير ان التوترات التي شهدتها اسواق النفط، عكست المخاوف من تصعيد عسكري بين واشنطن وطهران، بعد اتهامات أميركية صريحة لطهران بالوقوف وراء الهجمات.
وقال المتحدث باسم التحالف، العقيد تركي المالكي «إن هجوما إرهابيا كبيرا استهدف منشآت نفطية في السعودية». وأوضح في تصريحات صحافية، أن التحقيقات الأولية تفيد بأن الأسلحة المستخدمة في الهجوم على معملي «هجرة خريص» و«ابقيق» إيرانية، لافتا إلى أن الطائرات المسيرة «الدرونز» الحوثية إيرانية الصنع من طراز أبابيل.
كما شدد على أن التحالف يؤكد قدرته على الدفاع عن المنشآت الحيوية، قائلا: «لدينا القدرة على مواجهة هذه الاعتداءات». وعرض المالكي وثائق تشير إلى اعتراض وتدمير طائرات مسيرة حوثية.
وتابع: «نحن نعمل حاليا على تحديد مكان انطلاق هذه الهجمات الإرهابية».
وقال المالكي إن هذه الضربة لم تأت من الأراضي اليمنية كما يقول الانقلابيون الحوثيون، واصفا إياهم بأنهم «أداة في ايدي الحرس الثوري الإيراني والنظام الإيراني الارهابي».
ويؤكد هذا الاعلان ما ورد على لسان مسؤولين أميركيين قالوا إن الولايات المتحدة تستند إلى صور التقطتها أقمار صناعية وتقارير استخباراتية تعزز اتهامها لإيران، التي نفت بدورها الاتهامات فيما أعلن المتمردون الحوثيون المسؤولية عنها.
لكن المسؤولين الأميركيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، تحدثوا إلى صحيفة النيويورك تايمز وشبكة أيه بي سي ووكالة رويترز للأنباء، قائلين إن دقة ومدى الهجمات تلقي بالشكوك حول مزاعم الحوثي.
وقال أحدهم إن الهجمات جاءت من الغرب والشمال الغربي وليس من المنطقة التي يسيطر عليها متمردو الحوثي في اليمن، والواقعة إلى الجنوب الغربي من المنشآت النفطية السعودية.
وعليه، يرى المسؤولون الأميركيون أن الهجمات انطلقت من شمالي الخليج من إيران أو العراق.
وتظهر صورة مقربة لخزانات في محطة معالجة «بقيق» نقاط تأثر على الجانب الغربي.
وقال مسؤولون لنيويورك تايمز إن طائرات مسيرة وقذائف كروز ربما تكون قد استخدمت، لكنها لم تفلح كلها في إصابة أهدافها في بقيق وحقل خريص.
ونقلت شبكة أيه بي سي عن مسؤول أميركي بارز القول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان مدركا تماما مسؤولية إيران.
ومن جهته، دان وزير الطاقة الأميركي ريك بيري ما وصفه بـ«هجوم إيران على المملكة العربية السعودية». وقال في كلمته أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، أمس إن «هذا السلوك غير مقبول» وإن إيران «تتحمل المسؤولية عن هذا العمل». وأضاف «ما من شك في أنه هجوم مدبر يستهدف الاقتصاد وسوق الطاقة العالمي».
وأوضح بيري أنه «على الرغم من المساعي الإيرانية الخبيثة، إلا أننا على ثقة في قدرة السوق على التعافي» بحسب «فرانس برس».
وفيما أجاز ترامب استخدام الاحتياطي الأميركي الإستراتيجي النفطي وقال على تويتر إن هناك «الكثير من النفط»، أكدت وكالة الطاقة الدولية أمس أنه «في الوقت الحاضر، الأسواق ممونة بشكل جيد مع العديد من الاحتياطات التجارية».
كما أشار إلى أن الرئيس دونالد ترامب سمح بالإفراج عن احتياطيات النفط الاستراتيجية في حال احتاجت الولايات المتحدة إليها، وأن «وزارته مستعدة» لتنفيذ ذلك إذا لزم الأمر.
وكان الرئيس الأميركي أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الأول، أن الولايات المتحدة «على أهبة الاستعداد» للرد على الاعتداء الذي طاول معملين لأرامكو في ابقيق وهجرة خريص، وقال في تغريدة على تويتر «هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا نعرف المرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للرد بناء على عملية التحقق، لكننا ننتظر من المملكة أن تخبرنا من تعتقد أنه سبب هذا الهجوم، وبأي أشكال سنمضي قدما».
وأوحى إلى أن إجراء عسكريا قد يتخذ حال التأكد من هوية الجهة المعتدية. وتعهد ترامب في تغريدة لاحقة أمس، بأن الولايات المتحدة ستساعد حلفاءها رغم استقلاليتها في مجال الطاقة. وكتب ترامب على حسابه على موقع تويتر يقول «لا نحتاج إلى نفط أو غاز الشرق الأوسط، لدينا في الحقيقة عدد قليل جدا من الناقلات هناك، لكننا سنساعد حلفاءنا».