أظهرت النتائج التي خلص إليها «استطلاع أصداء بي سي دبليو لرأي الشباب العربي 2019» أن ثلثي الشباب العربي يرون في إيران عدوا لبلدانهم. وكانت هذه النتائج محورا للنقاش خلال فعالية خاصة استضافها «المعهد الملكي للشؤون الدولية» (تشاتام هاوس) في لندن، بحضور نخبة من الأكاديميين والصحافيين وصناع القرار والديبلوماسيين.
وفي ضوء ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من توترات متصاعدة عقب الهجوم الذي تعرضت له المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية بتاريخ 14 سبتمبر ويتهم العديد من المراقبين إيران بالوقوف خلفه، وفرت الفعالية فرصة مثالية لإعادة النظر في مواقف الشباب العربي تجاه البلدان التي يعتبرونها حليفا أو عدوا لبلدانهم. ويكشف الاستطلاع الذي تم إجراؤه في يناير الماضي أن 67% من الشباب العربي يرون في إيران عدوا لبلدانهم، بينما تعتبرها نسبة 32% منهم حليفا.
وتكشف نتائج الاستطلاع تباينا ملحوظا في التصورات تبعا للمنطقة: ففي دول مجلس التعاون الخليجي، تعتبر إيران عدوا في نظر 87%، وحليفا في نظر 13% فقط. أما في بلدان شرق المتوسط، فينقسم الشباب بنسبة شبه متساوية، حيث تعتبرها نسبة 51% عدوا مقابل نسبة 49% تعتبرها حليفا. وفي شمال إفريقيا، ترى نسبة قدرها 64% من المشاركين في إيران عدوا لبلدانهم، لكنها حليف في نظر 35%.
وتظهر النتائج الجديدة للاستطلاع أن الشباب العربي يرجحون عموما كفة البلدان الأوروبية، إذ حلت ثلاث بلدان أوروبية على قائمة أقوى 10 حلفاء في نظرهم، أولها فرنسا التي يعتبرها 75% من المشاركين حليفا، تليها مباشرة ألمانيا بنسبة 73% ثم المملكة المتحدة بنسبة 68%. وكانت مواقف الشباب العربي تجاه الولايات المتحدة مغايرة إلى حد بعيد، حيث يعتبرها أكثر من النصف (59%) عدوا لبلدانهم.
وفيما يخص منطقة الخليج، يرى 93% من الشباب العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة الحليف الأقوى لبلدانهم، تليها المملكة العربية السعودية بنسبة 80%، الأمر الذي يعكس ما تتمتع به دول مجلس التعاون الخليجي من أفضلية في نظرهم.
وخلال مشاركته في ندوة النقاش، قال سونيل جون، مؤسس «أصداء بي سي دبليو» ورئيس «بي سي دبليو» في منطقة الشرق الأوسط: «نشهد اليوم انتقال مراكز الثقل من بغداد والقاهرة إلى الرياض وأبوظبي».
واستكشفت الندوة إمكانية تسخير نتائج الاستطلاع لتوجيه دفة صناعة السياسة والقرارات وإلقاء الضوء على مواقف جيل الشباب تجاه بلدان العالم. وشارك فيها إلى جانب سونيل جون كل من: د.سايمون مابون، محاضر أول في السياسات والفلسفة والأديان في «جامعة لانكستر»، والاستشارية المستقلة سارة مصري. وقدم د.مابون وجهات نظره المتخصصة حول الصراعات الدينية والإقليمية، بينما وفرت سارة مصري رؤية استراتيجية حول المجتمعات العربية والدور الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في أوساط الشباب العربي.
وفي كلمة ألقاها خلال الفعالية، قال سونيل جون: «نفخر باستعراض استطلاعنا لآراء الشريحة السكانية الأكبر في العالم العربي في واحد من أبرز معاهد الفكر المرموقة في العالم. وانطلاقا من ضرورة الحوار كعنصر جوهري لإحداث التغيير الإيجابي، يأتي نقاشنا اليوم في «تشاتام هاوس» كمقدمة لحوار موسع حول المستقبل العالمي قيد التبلور، والذي غالبا ما فشل في سماع صوت الشباب العربي حتى يومنا هذا».