- فرنسا وأميركا تعملان على عقوبات دولية مشددة وموسكو تطالب طهران بالالتـزام باتفـاق تبادل اليورانيوم
سيطرت ايران بقوة على المشهد السياسي العالمي بمجموعة اعلاناتها العسكرية المتوالية، المتزامنة مع اعلانات نووية ما برحت تزيد من مستوى القلق الغربي، وآخر هذه الاعلانات النووية امس تأكيدها أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخططها لانتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. اذ صرح علي اصغر سلطانية المبعوث الايراني للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتلفزيون العالم الرسمي من فيينا انه «تم تسليم الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسالة ايرانية رسمية عن بدء نشاطات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لتوفير الوقود لمفاعل طهران».
وفي طهران وبعد ايام من الكشف عن عزم واشنطن زرع نظام دفاع صاروخي في الخليج، كشف وزير الدفاع الايراني العميد احمد وحيدي أمس الستار عن مشاريع لانتاج طائرات استكشاف من دون طيار وأخرى ذات مقعد واحد تستخدم في مهام المراقبة والاسناد.
وقال الوزير وحيدي في تصريحات للصحافيين على هامش مراسم ازاحة الستار عن الطائرات انه «تم اليوم وبفضل الجهود التي بذلها خبراء هيئة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع تدشين اول طائرة ايرانية تحمل اسم (فائز) ذات مقعد واحد ومزودة بمحركين».
وأضاف ان «هذه الطائرة قادرة على قطع مسافة 1500 كيلومترا في غضون ثلاث ساعات فقط وبسرعة تفوق 250 كيلومترا في الساعة فضلا عن قدرتها الكبيرة على المناورة اثناء تحليقها في الجو».
وأوضح ان «الطائرة بامكانها نقل المواد الطبية والبريدية والقيام بمهام المراقبة والاسناد وكذلك يمكن استخدامها في الألعاب الجوية والترفيهية».
واشار وزير الدفاع الايراني الى انتاج طائرتي (رعد ونذير) من دون طيار مصرحا بأن «هذه الطائرات قادرة على تنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة وبإمكانها اصابة اهدافها بدقة وقدرة عالية للغاية».
سبق ذلك ان كشفت طهران عن تصنيع طائرة «شبح» جرت تجربتها بنجاح أمس الاول بعد فشل أجهزة الرادار في رصدها، لتضاف إلى الترسانة العسكرية للجمهورية الإسلامية.
وأعلن مساعد قائد القوات الجوية للجيش لشؤون التنسيق، عزيز نصير زادة، عن نجاح تجربة أول طائرة إيرانية دون طيار لا يكتشفها الرادار قائلا إن: «الاختبارات التي أجريت على الطائرة تمت بنجاح تام حيث كانت وفق المعايير التي كنا نتطلع إليها وحلقت دون أن يكتشفها الرادار»، وفق وكالة «فارس» للأنباء.
وأوضح نصير زادة، أن الطائرة التي أطلق عليها «سفره ماهي» أي «شيطان البحر» صنعت بالاستفادة من التكنولوجيا المتطورة للغاية وسيتم إنتاجها رسميا بعد إتمام مرحلة الأبحاث وتزويدها بالأجهزة الإلكترونية والعتاد، حسبما نقل موقع «العالم» الإيراني.
وقال مساعد قائد القوة الجوية الايرانية لشؤون التنسيق خلال مراسم تجديد ذكرى البيعة التاريخية لمنتسبي القوة الجوية للإمام الراحل الخميني، إن تحليق هذه الطائرة يعد ذروة التطور التقني في العالم الذي حصلت عليه إيران.
اضافة الى ذلك، أعلنت طهران أمس انها تمكنت للمرة الأولى في الشرق الأوسط من بناء محاكي طيران لنموذج «بوينغ 737 ـ 800».
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جرب محاكي الطيران أمس على هامش المهرجان الوطني الإيراني الثاني للإبداع.
ولفتت الوكالة إلى ان كلفة بناء محاكي الطيران تقارب 196 ألف دولار لكن مقارنة مع النماذج الأجنبية فهو يحتاج إلى نفقات أقل بكثير.
في سياق آخر، أعلن مسؤول كبير في الدفاع الجوي الايراني ان ايران ستنتج «قريبا جدا» نظاما مضادا للصواريخ يوازي او يفوق قوة نظام اس 300 الروسي الذي جمدت موسكو تسليمه لطهران، على ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية الايرانية أمس.
وقال الجنرال حشمة الله قاصري المسؤول الكبير في الدفاع الجوي في سلاح الجو الايراني «ان خبراءنا سينتجون في مستقبل قريب جدا نظاما مضادا للصواريخ ستكون قدرته مماثلة لنظام اس 300 او حتى اكبر منها».
وقال «اننا ننتج بانفسنا كل معداتنا للدفاع الجوي. وفي حالة واحدة، قررنا استيرادها من الخارج. كان الامر يتعلق بنظام اس 300 ولم يسلمنا الروس هذا النظام لاسباب غير مبررة». مشيرا الى اعلان موسكو في اكتوبر تجميد العقد بعدما طلبت منها الدول الغربية واسرائيل الامتناع عن تسليم ايران هذه الانظمة المضادة للصواريخ.
في موازاة ذلك، أعلنت ايران انها ستبدأ في انتاج الوقود النووي المخصب بنسبة 20% اعتبارا من اليوم وانها تعتزم توسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم ببناء عشر منشآت جديدة للتخصيب خلال العام الفارسي المقبل، الذي يبدأ في مارس المقبل.
وجاء الإعلان على لسان علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية مساء امس الاول.
ونقل تلفزيون العالم عن صالحي قوله «ايران ستبدأ اقامة عشرة مراكز لتخصيب اليورانيوم العام المقبل».
وصرح صالحي أيضا بأن إيران ستبدأ في انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% بدلا من 3.5% اعتبارا من اليوم في وجود مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن صالحي المح أيضا الى أن الانتاج سيتوقف إذا تلقت إيران وقودا مخصبا بنسبة 20% من الخارج وهو درجة النقاء المطلوبة لتشغيل مفاعل الابحاث الطبي في طهران وهو الهدف المعلن لايران.
وفي مواجهة التصعيد الإيراني أكد وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران ان الولايات المتحدة وفرنسا ستعملان من اجل فرض عقوبات دولية جديدة على ايران. واضاف عقب محادثات مع نظيره الاميركي روبرت غيتس «تحدثنا عن ايران. موقفانا متطابقان تماما».
وقال «ليس لدينا خيار سوى العمل على اجراءات اخرى».
من جهتها، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية قوله ان روسيا طلبت من ايران أمس تنفيذ اتفاق بإرسال اليورانيوم الى الخارج لاعادة تخصيبه.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية «سبيل الخروج من الموقف الراهن هو التزام ايران بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف في أول اكتوبر من العام الماضي».
بدوره وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير شكك مؤكدا ان ايران لا تملك القدرة على انتاج الوقود النووي المخصب بنسبة 20% الضروري لمفاعل الابحاث، متهما الجمهورية الاسلامية بـ «الابتزاز».