تزامنا مع تجدد الاحتجاجات والتي تحولت كما في كل يوم الى مواجهات مع قوات الامن، أكدت الرئاسات الثلاث في العراق أمس رفضها أي حل أمني للاحتجاجات السلمية التي تدخل اسبوعها الثالث اليوم، مشيرة إلى أن هذه الاحتجاجات الشعبية السلمية هي حركة إصلاحية مشروعة لابد منها، وذلك بعد تقارير تفيد باتفاق القوى السياسية على انهاء المظاهرات ولو بالقوة التي اسفرت عن تجاوز عداد القتلى عتبة الـ300 منذ انطلاق الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.
جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس العراقي برهم صالح بقصر السلام في بغداد، برئيس الوزراء عادل
عبد المهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان.
وبحسب بيان للرئاسة العراقية اوردته «سبوتنيك» الروسية، تدارس الرؤساء مختلف التطورات السياسية والأمنية.
واعتبر الاجتماع أن «هذه الاحتجاجات الشعبية السلمية هي حركة إصلاحية مشروعة لابد منها وذلك استجابة للرأي العام الوطني ولمتطلبات الحياة السياسية والخدمية التي يستحقها العراقيون الغيارى بعد عقود من الطغيان والحروب والعنف والفساد».
وأكد المجتمعون «الموقف الثابت بالامتناع ورفض أي حل أمني للتظاهر السلمي، والمحاسبة الشديدة لأية مجابهة تعتمد العنف المفرط».
وأشار البيان إلى أنه «جرت المباشرة أيضا بالعمل من أجل تشريع قانون جديد للانتخابات».
وأضاف البيان: «باشرنا فعلا بالتمهيد للحوار الوطني لمراجعة منظومة الحكم والدستور، وباشرنا فعلا بالتمهيد للحوار الوطني لمراجعة منظومة الحكم والدستور وفق السياقات الدستورية والقانونية».
كما أكد أن السلطتين التنفيذية والقضائية شرعا فعلا بالعمل القانوني في فتح الملفات التحقيقية الخاصة بالفساد وملاحقة المتهمين فيها.
من جانب أخر، أفادت مصادر في المفوضية العليا لحقوق الانسان العراقية بأن اجمالي حصيلة ضحايا أعمال العنف التي رافقت المظاهرات بلغت 301 قتيل ونحو 15 ألف مصاب منذ انطلاق المظاهرات في الأول من الشهر الماضي وحتى الآن.
ميدانيا، تجددت الاحتجاجات في معظم المدن العراقية في محاولة للإبقاء على زخم الاحتجاجات الداعية الى «إسقاط النظام»، والتي ساهم الطلاب الى حد كبير في استمرارها.
ووقعت مواجهات بين القوات الامنية والمتظاهرين بالقرب من ساحة الخلاني القريبة من جسر السنك وسط بغداد.
وقال شهود عيان، إن أصوات قذائف الغازات المسيلة للدموع سمعت رغم قطع الطريق الواصل بين ساحة الخلاني وساحة التحرير بالكتل الاسمنتية.
وتجمع المحتجون مجددا في ساحة التحرير.
واعادت السلطات قطع خدمة الانترنت في البلاد بعد ساعات من اعادتها امس.
كما تواصلت الاحتجاجات في البصرة الغنية بالنفط حيث فرضت قوات الأمن طوقا لمنع المتظاهرين من الاقتراب من مبنى مجلس المحافظة، غداة موجة اعتقالات نفذتها بحق المحتجين، حسب وكالة فرانس برس.
وخرج طلبة جامعة البصرة مجددا للتظاهر، معلنين استمرار اضرابهم عن الدوام فيما افتتحت الدوائر الحكومية ابوابها وسط انتشار امني لحماية المؤسسات الحكومية.
وذكرت وسائل اعلام محلية ان محتجين اغلقوا مديرية التربية في الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار جنوبي البلاد لمنع دخول الموظفين ما دفع قوات مكافحة الشغب الى تفريقهم بالغاز المسيل للدموع وهو الأمر الذي ادى الى اصابة 31 شخصا بحالات اختناق بين المتظاهرين.
واضافت ان المئات من طلبة الجامعات والمدارس واصلوا اليوم اضرابهم عن الدوام والتحقوا بساحة التظاهر في منطقة الحبوبي وسط الناصرية رغم ان نقابة المعلمين سبق ان اعلنت انتهاء الاضراب ابتداء من أمس.
ومن جانبهم، ذكر شهود عيان لـ«كونا»، ان طلبة المدارس والجامعات خرجوا للالتحاق بساحات التظاهر بينما نشرت قوات الأمن دوريات قرب الدوائر الحكومية لضمان استمرارية الدوام الرسمي ومنع خروج الموظفين
وتجددت في مدينة الديوانية، احتجاجات طلابية في ظل انتشار قوات الشرطة قرب المدارس والكليات لمنع الطلبة من الانضمام الى التظاهرات، وفق ذات الوكالة.