قال رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب الاميركي جيري نادلر أن لديهم «أدلة قوية» تظهر أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب وضع مصالحه السياسية الشخصية فوق مصلحة البلاد.
وقبل موعد انعقاد جلسة اللجنة القضائية للخروج بلائحة اتهامات محددة ضد الرئيس، قال نادلر «لو عرض هذا الملف على هيئة تحكيم، فإن حكما بالإدانة سيصدر في غضون ثلاث دقائق».
ولم يكشف نادلر عن لائحة الاتهامات التي ستوجه إلى ترامب، إلا أنه من المتوقع أن تشمل إساءة استخدام السلطة والفساد وعرقلة سير أعمال الكونغرس والعدالة. إلا أن نادلر قال ان الاتهام الرئيسي لترامب هو «السعي للتدخل الخارجي في الانتخابات الرئاسية عدة مرات في 2016 وفي انتخابات 2020، وأنه سعى الى التغطية على ذلك، ما يشكل تهديدا حقيقيا لنزاهة الانتخابات» التي ستجري في نوفمبر المقبل.
من جانبه، صرح آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات والذي يدير التحقيق بشكل عام لشبكة سي بي اس أن «هناك أدلة دامغة على أن الرئيس سعى إلى اجبار اوكرانيا على التدخل في انتخاباتنا» والاخطر من ذلك أنه «سعى الى عرقلة التحقيق في ذلك».
ودعم معظم الجمهوريين ترامب اثناء التحقيق لعزله، وقالوا انه لا يوجد دليل واضح ومباشر على أنه ضغط على أوكرانيا لتحقيق مكاسب سياسية.
وكتب النائب الجمهوري ستيف سكاليس على تويتر «لا توجد قضية قوية كافية لعزل» الرئيس «الأمر كله سياسي».
وبالنظر إلى الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب، فإن ترامب سيكون ثالث رئيس تصدر بحقه لوائح اتهام عن الكونغرس، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون.
وقـــال تــــرامـــب ان الديموقراطيين يحاولون «تغيير قواعد» العزل، في إشارة واضحة ولكن غير مفسرة إلى تقرير من 52 صفحة حول التاريخ والأسس القانونية للعملية التي أطلقها الديموقراطيون.
وطالب الجمهوريون أن يشهد كل من هنتر بايدن، وكذلك شيف والشخص الذي تسبب في إطلاق التحقيق من خلال ابلاغه عن الواقعة، لكن نادلر رفض ذلك، وقال ان الثلاثة «غير مهمين» في هذه المرحلة.
ورفض حجة الجمهوريين بأن الأدلة المباشرة التي تورط ترامب في أي مخالفات غير متوافرة.
وقال «السبب في عدم امتلاكنا لدليل مباشر اكثر هو أن الرئيس أمر الجميع في السلطة التنفيذية بعدم التعاون مع الكونغرس في تحقيق العزل، وهو الأمر غير المسبوق في التاريخ الأميركي ويعد ازدراء للكونغرس نفسه».
غير أن السيناتور ليندسي غراهام، وهو رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ وحليف بارز لترامب، توقع أن تنتهي محاكمة العزل بسرعة لأن عزل الرئيس يتطلب تصويتا بأغلبية الثلثين.
وقال «فور أن (يقول) 51 عضوا من بيننا، أننا سمعنا ما فيه الكفاية، فإن هذا الإجراء سينتهي. الرئيس سيبرأ».
من جانبه، أعلن ترامب براءته في هذه القضية، ويندد بما يصفه تحقيقا غير دستوري و«مهزلة».
وبعد نحو شهرين من التحقيق في غرفة الكونغرس الأولى، ستبدأ اللجنة القضائية في المجلس خلال الأسبوع الجاري بصياغة لوائح الاتهام ضد الملياردير الجمهوري.
وتستمع اللجنة إلى ممثلين عن الكتلتين الديموقراطية والجمهورية، لتقدم كل منهما استنتاجاتها عن التحقيق.
وغرد ترامب اول من امس أن هذه الجلسة ستكون «زائفة».