في الوقت الذي تواصلت فيه العمليات الانتحارية في العراق بمقتل اثني عشر شخصا وإصابة اكثر من 25 في تفجير انتحاري هو الثالث منذ اكتوبر الماضي الذي يستهدف مقر محافظة الانبار، أعلن السفير الأميركي في العراق كريستوفر هيل أن انسحاب القوات الأميركية من العراق سيتم حسب ما هو متوقع مهما كانت نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة والتي قد تسفر عن مرحلة انتقالية طويلة وصعبة من الحكم.
وقال هيل للصحافيين في واشنطن «كل شيء يتطابق مع الجدول الزمني المقرر فيما يتعلق بتقليص عدد قواتنا لحوالي خمسين ألف جندي قبل نهاية اغسطس المقبل».
وأشار الى ان «الأهمية التي نعلقها على الانتخابات ليست مرتبطة بانسحاب قواتنا ولكن بتطوير علاقة طويلة الامد».
وينتشر حوالى 97 الف جندي اميركي في العراق، حسب الپنتاغون، ولم يكن عددهم اقل من مائة ألف منذ الاجتياح الاميركي لهذا البلد في 2003.
وتخطط الولايات المتحدة لسحب جميع القوات المقاتلة قبل نهاية اغسطس على ان يتم سحب الخمسين الف جندي المتبقين لتأمين نشاطات نصح وتأهيل، قبل نهاية 2011.
وستجري الانتخابات العراقية المقبلة في السابع من مارس. وأعرب هيل عن تفاؤله، مؤكدا انه لا توجد أي اشارة لمقاطعة الأقلية السنية لهذه الانتخابات خلافا لما كان عليه الوضع في 2005.
وأضاف ان المدة الضرورية لتأهيل حكومة جديدة لايزال غير معروف ولكنه اكد ان حكومة نوري المالكي مستعدة لتأمين المرحلة الانتقالية. وقال ايضا بالنسبة لتأهيل حكومة عراقية جديدة «لا اعتقد انها ستكون منتجة في هذه المرحلة من التكهنات حول المدة التي سيتطلبها هذا الأمر وما اذا كانت بضعة أسابيع او اكثر من شهر.
وأضاف «اعتقد ان العراقيين يفهمون التحديات ويفهمون الحاجة لمحاولة تشكيل حكومة بأقصى سرعة ممكنة مع الأخذ بالاعتبار ان تبقى هذه الحكومة اطول مدة ممكنة».
وعودة للتفجير الانتحاري فقد أوضح مصدر طبي ان «مستشفى الرمادي العام تسلم 12 جثة بينهم 4 من الشرطة وطفلة، و25 جريحا اثر التفجير قرب المحافظة».
وقال مصدر امني ان «انتحاريا يستقل سيارة مفخخة فجر نفسه عند حاجز تفتيش امني يبعد 150 مترا عن مبنى محافظة الانبار». وهو ثالث تفجير يستهدف مبنى المحافظة منذ اكتوبر.
من جانبه، قال عضو مجلس المحافظة مأمون سامي رشيد انه امر «متوقع ان نستهدف في مثل هذا الوقت رغم الإجراءات الأمنية المشددة».
وأضاف رشيد وهو محافظ سابق للانبار «كنا نتوقع مثل هذا التصعيد قبل الانتخابات من قبل الجماعات المسلحة».
ودمر الانفجار حوالي ستة محال تجارية بينها مطعم شعبي، بالإضافة الى تدمير عدد من السيارات المدنية.
وقال محمد الدليمي وهو صاحب مطعم قرب الانفجار «كنت في داخل مطعمي وكان لدي العديد من الزبائن، وفجأة وقع الانفجار فحطم كل الزجاج وأحدث اضرارا كبيرة في المطعم».