رفضت الولايات المتحدة أمس الطلب الإسرائيلي بالسعي لفرض عقوبات طاحنة على إيران لكبح برنامجها النووي، مؤكدة انها لا تريد إيذاء الشعب الايراني، وإنما تريد إيجاد سبل للضغط على الحكومة.
ونقل المتحدث باسم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عنه قوله لنظيره الأميركي روبرت غيتس في اجتماع في واشنطن «إيران مشكلة لا لإسرائيل وحدها وإنما للعالم كله. وفي هذه المرحلة من المهم فرض عقوبات قاسية وطاحنة على ايران للحيلولة دون تقدمها نحو اكتساب اسلحة نووية».
مع ذلك فإنه في تصريحات منفصلة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي.جيه.كرولي للصحافيين «ليس غرضنا فرض عقوبات معوقة يكون لها أثر ملموس على الشعب الايراني».
واستدرك بقوله «انما غرضنا الحقيقي ايجاد سبل للضغط على الحكومة مع حماية الشعب».
وقال مسؤول أميركي آخر ـ طلب الا ينشر اسمه ـ إن واشنطن تخشى ان هي فرضت عقوبات كاسحة أن يكون لذلك أثر عكسي يمنح المتشددين الايرانيين ستارا لشن حملة على المعارضين ويجعل الظروف الاقتصادية صعبة للغاية الى درجة تنفر الايرانيين العاديين من الولايات المتحدة لا من حكومة طهران.
ولم يتضح بعد هل يمكن فرض عقوبات على قطاع الطاقة من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالنظر الى الاعتراضات السابقة من جانب روسيا والصين اللتين لهما استثمارات كبيرة في ايران.
وسئل باراك عن موقف مضيفيه الأميركيين فحاول التهوين من مدى اي اختلاف بين الجانبين. وقال لرويترز «لا أعتقد ان الامر يتصل بمناقشة تعريف العقوبات. ولننتظر لنرى».
وأضاف قوله «لا اعتقد انه من المهم ان كنت انا متفائلا ام متشائما. فالامر سيحكم عليه بالنتائج ولا شك أني أرجو ان تكون النتائج جيدة وناجحة».
وفي محاولة لكسب تأييد البرازيل قالت وزارة الخارجية الاميركية ان وكيل وزارة الخارجية وليام بيرنز المكلف بالشؤون الايرانية توجه الى البرازيل قبل زيارة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مقررة الاسبوع المقبل.
وقال كرولي «سنتحدث مع البرازيل بشأن طريقة المضي قدما بخصوص ايران. انني متأكد من أن وكيل الوزارة بيرنز سيطلعهم على تطورات العملية الخاصة بمجموعة الخمسة الدائمين زائد واحد وكذلك ستفعل الوزيرة كلينتون في اجتماعاتها مع الرئيس ووزير الخارجية الاسبوع المقبل».
وكان غيتس والادميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الأميركية المشتركة عبرا عن قلقهما خشية أن تتسبب إسرائيل في تفجير حرب جديدة في الشرق الأوسط إن هي هاجمت المنشآت النووية لعدوها ايران.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع حينما سئل هل أثار الأميركيون هذا الامر مع باراك؟ «تركزت المحادثات على العقوبات... وعلى الحفاظ على القدرات الدفاعية لإسرائيل وتفوقها العسكري النوعي. وتختلف اسرائيل والولايات المتحدة في بعض النقاط لكن هناك مجالا واسعا من التوافق».
من جانبها، أقامت وزيرة الخارجية الاميركية مقارنة بين الجدل الثائر بشأن برنامج ايران النووي وأزمة الصواريخ في كوبا عام 1962 التي كانت دفعت العالم الى حافة نكبة نووية.
وقالت امام مجلس النواب «نحن نخوض ديبلوماسية مكثفة جدا» مماثلة لتلك التي جرت في عهد «الرئيس كيندي».
وفي أكتوبر 1962، اكتشف الرئيس الاميركي جون كنيدي (1961-1963) ان الاتحاد السوفييتي يتأهب لنشر صواريخ نووية في كوبا غير بعيد من السواحل الاميركية. وبعد اسبوع من الصراع عادت الصواريخ ادراجها.
وقالت كلينتون امس الاول «كانت (فترة) ديبلوماسية على خلفية توتر شديد» وتم فيها «القيام بكل ما هو ممكن ليفهم المجتمع الدولي (خطورة ما يجري) والذهاب الى الامم المتحدة وتقديم الحجج واستمالة الرأي العام العالمي ضد نشر اسلحة روسية في كوبا وفي النهاية التوصل الى اتفاق مع روسيا ادى الى سحب الاسلحة».
واضافت «هذا النوع من الديبلوماسية هو ما انخرطت فيه مع اعضاء آخرين في ادارة (اوباما) لأننا نأخذ على محمل الجد التهديد المحتمل الذي تشكله ايران».