بانتظار الضوء الاخضر الأميركي ووسط خلافات بين رئيسي الحكومة الاسرائيلية المتناوبين، قلل وزير اسرائيلي من احتمال اتخاذ خطوات كبيرة، تنفيذا لخطة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الاردن التي يعتزم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو البدء بتنفيذها اعتبارا من اليوم.
ووفقا للاتفاقية الموقعة في مايو بين نتنياهو ومنافسه الانتخابي السابق بيني غانتس لتشكيل الحكومة الائتلافية التي يرأسانها بالتناوب، حدد اليوم الأول من يوليو موعدا لبدء تنفيذ خطة السلام الاميركية المثيرة للجدل المعروفة اعلاميا بـ«صفقة القرن».
لكن وزير التعليم العالي الإسرائيلي زئيف الكين هون من احتمال اتخاذ خطوات كبيرة باتجاه ضم المستوطنات اليهودية المبنية على اراضي الضفة المحتلة والاغوار اليوم.
وقال إلكين عضو حزب الليكود الذي ينتمي له نتنياهو، إن إسرائيل لم تحصل بعد على الضوء الأخضر الذي تطلبه من واشنطن للبدء في بسط سيادتها على الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون لإقامة دولتهم.
وأضاف إلكين لراديو إسرائيل ردا على سؤال عما سيحدث اليوم «كل من رسم صورة لحدوث كل شيء في يوم واحد هو الأول من يوليو، فقد فعل ذلك على مسؤوليته الخاصة» وأضاف «اعتبارا من اليوم ستبدأ الساعة تدق».
وقال نتنياهو إنه اجتمع مع السفير الأميركي ديفيد فريدمان ومستشار البيت الأبيض آفي بيركويتس لبحث «مسألة السيادة» وأضاف «نعمل عليها هذه الأيام وسنواصل العمل عليها في الأيام المقبلة».
وأدانت القيادة الفلسطينية والأمم المتحدة وقوى أوروبية والدول العربية والاسلامية ضم الأراضي التي احتلتها القوات الإسرائيلية في حرب عام 1967.
ويقول الفلسطينيون إن مشروع الخطة سيجعل أي دولة فلسطينية تقام على أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية دولة لا تتوافر لها مقومات الحياة، وتعتبر أغلب القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي المحتلة غير شرعية.
ويزور فريدمان وبيركويتس إسرائيل في إطار جهود البيت الأبيض للتوصل إلى إجماع وانهاء الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية حول خطوة الضم كما هي موضحة في الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير.
وكرر غانتس دعوته في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت أمس، لإسرائيل بأن تحاول ضمان الدعم الفلسطيني والدولي لخطة ترامب قبل المضي قدما في خطوة الضم من جانب واحد. واعتبر ان الاولوية الآن لمحاربة وباء كورونا المستجد.
في هذا السياق، يرى 5% فقط من الإسرائيليين أن الضم يجب أن يكون أولوية الحكومة، وفقا لاستطلاع أخير أجرته القناة التلفزيونية 12.
وقال يوهانان بليسنر رئيس المعهد الاسرائيلي للديمقراطية وهو مركز أبحاث في القدس «قد يتساءل المرء، في هذه الحالة، لماذا سيروج نتنياهو لمشروعه إذا كان اهتمام الرأي العام في هذا الموضوع ضعيفا».
واعتبر بليسنر أن «التفسير الأول في هذا الصدد هو رغبة رئيس الوزراء المخضرم بالتحرك إلى الأمام لتحويل الأنظار عن محاكمة الفساد المفتوحة ضده في النيابة العامة»، التي بدأت في مايو وينكر فيها ارتكاب أي مخالفات.
والتفسير الثاني قد تكون رغبة نتنياهو البالغ من العمر 70 عاما بتعزيز إرثه كرئيس وزراء إسرائيلي.