13 مليون إصابة ونحو 600 ألف وفاة، ومازال العالم عاجزا عن كبح جماح فيروس كورونا المستجد، الذي يتسارع انتشاره بشكل غير مسبوق، أثار «قلق» منظمة الصحة العالمية التي حذرت من «تدهور الوضع الصحي حول العالم».
وأكدت أنه «لا عودة للحياة الطبيعية في المستقبل المنظور بسبب كورونا».
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال إفادة افتراضية من مقر المنظمة في جنيف «اسمحوا لي أن أكون فجا في صراحتي.. عدد أكثر مما ينبغي من الدول يسير على الطريق الخاطئ والفيروس لايزال العدو العام رقم واحد».
وأضاف «إذا لم يتم اتباع التدابير الأساسية، فإن السبيل الوحيد لهذا الوباء هو التحول للأسوأ والأسوأ. لكن لا ينبغي أن يكون هذا هو الحال».
وبعد تسجيله زيادة بمقدار مليون أسبوعيا، على مدى 3 أسابيع متتالية، أظهر إحصاء لرويترز أن حالات الإصابة حول العالم تجاوزت 13 مليونا، لتبلغ بذلك علامة فارقة جديدة في انتشار المرض بعد 5 أيام فقط من بلوغ عدد الحالات 12 مليونا في الثامن من يوليو الجاري، فيما استغرق وصول عدد حالات الإصابة إلى المليون الأولى ثلاثة أشهر. وهناك أكثر من 570 ألف حالة وفاة ناجمة عن الفيروس كورونا.
ويظهر إحصاء رويترز أن المرض يتسارع في أميركا اللاتينية أكثر من غيرها. وسجلت الأميركتان أكثر من نصف عدد الإصابات في العالم ونصف الوفيات.
وتبقى الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا، حيث تسجل ارتفاعا متسارعا في الإصابات، لاسيما في الولايات الكبرى جنوب البلاد. واعتبر مساعد وزير الصحة بريت غيروير في تصريح لشبكة «ايه بي سي» أنه لا يستبعد إعادة فرض حجر في المناطق الأكثر تضررا.
وقال يجب وضع «جميع الاحتمالات على الطاولة». وقد سجلت الولايات المتحدة نحو 3 ملايين و310 آلاف إصابة، وتخطى عدد الوفيات الـ 135 ألفا.
وباتت أميركا اللاتينية ثاني المناطق الأكثر تضررا في العالم من حيث عدد الوفيات ومع تسجيل أكثر من 144 ألف وفاة رسميا، وأصبحت خلف أوروبا التي سجلت 202.505 وفيات، وسجل الجزء الأكبر من وفيات أميركا اللاتينية في البرازيل.
وبعد أن تجاوز عدد الوفيات فيها الـ 35 ألفا، تخطت المكسيك إيطاليا، لتصبح رابع أكبر بلد في عدد ضحايا الوباء في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل وبريطانيا. إضافة إلى نحو 300 ألف إصابة.
لكن الرئيس اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قال أمس إن الوباء «يفقد قوته» في المكسيك وألقى باللوم على ما وصفها بوسائل إعلام «محافظة» في بث القلق.
وتزيد هذه الأرقام من حال التخبط التي يعشيها العالم. ودفعت المخاوف من الموجة الثانية بعد ارتفاع نسبة الحالات الجديدة، عددا من السلطات ولاسيما في إسبانيا والمغرب والفلبين وجنوب افريقيا الى إعادة فرض العزل والحجر المنزلي في مناطق محددة.
ففي ألمانيا، حذر وزير الصحة ينس شبان من «خطر فعلي» بحصول موجة ثانية من الإصابات، داعيا مواطنيه الذين يقضون عطلة في الباليار إلى الالتزام بتدابير الحيطة.
وفي المغرب، قررت السلطات إعادة فرض تدابير العزل الصحي في مدينة طنجة (شمال) البالغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة اعتبارا من بعد ظهر أمس إثر ظهور بؤر جديدة من الوباء.
وسيتم وقف وسائل النقل العام في المدينة وإغلاق المقاهي والمراكز التجارية والأسواق والمساحات العامة وتعزيز تدابير المراقبة لمنع السكان من مغادرة منازلهم «إلا للضرورة القصوى»، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية.
كما قررت الفلبين فرض الحجر مجددا على حوالى 250 ألف نسمة من سكان مانيلا بعد تسجيل زيادة حادة في الإصابات.
وفي جنوب أفريقيا، قرر الرئيس سيريل رامافوزا إعادة فرض حظر تجول بسبب زيادة الإصابات اليومية بالفيروس، كما سيتم حظر الزيارات العائلية. وأشار إلى أنه تم تسجيل 12 ألف إصابة بفيروس كورونا كل يوم خلال الأسابيع الأخيرة.
ولايزال الشرق الأوسط بمنأى نسبيا عن الوباء في الوقت الراهن. وتعد إيران الدولة الأكثر تضررا في المنطقة، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن الوفيات تخطت عتبة 13 ألفا، داعية إلى احترام القواعد الصحية.