مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم مسجلا أكثر من 13 مليونا و400 ألف إصابة وما يقارب الـ 600 ألف وفاة، مرغما عدة دول على إعادة فرض الحجر على عشرات ملايين الأشخاص، ظهر بصيص أمل مع اشتداد السباق بين العلماء الباحثين عن لقاح وبين الفيروس التاجي.
فقد أعلنت شركة «موديرنا» الأميركية للصناعات الدوائية أن التجارب السريرية للقاحها المضاد لوباء «كوفيد-19» أظهرت أنه آمن وأثار استجابات مناعية وإنتاج أجسام مضادة في الجسم لدى جميع المتطوعين الأصحاء، وبالتالي يمكن أن تدخل المرحلة النهائية في 27 يوليو، لتكون بذلك أول شركة تبلغ هذه المرحلة المتقدمة.
ولم يعان أي من المتطوعين الـ 45 في الدراسة من آثار جانبية خطيرة، ولكن ما يزيد على نصفهم شكوا من آثار خفيفة أو معتدلة مثل التعب والصداع والقشعريرة وآلام العضلات أو الألم في موقع الحقن.
وذكر فريق العلماء الذي يقف خلف الدراسة في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» أن من المرجح حدوث مثل هذه الأعراض بعد الجرعة الثانية ومع الأشخاص الذين حصلوا على أعلى جرعة.
وقالت ليزا جاكسون من معهد كايزر برماننت لبحوث الصحة في سياتل، وقائدة الفريق البحثي، «العالم بحاجة ماسة إلى لقاحات للحماية من كوفيد-19».
وستقوم الشركة بإنتاج اللقاح الجديد الذي يحمل اسم «إم آر ان ايه1273-»، بالمشاركة مع الحكومة الأميركية التي مولت التجارب بنصف مليار دولار.
وستجرى التجارب السريرية في المرحلة الثالثة والنهائية على 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، سيتلقى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها 100 ميكروغرام من اللقاح، فيما سيتلقى النصف الآخر دواء وهميا.
وبعد هذه النتائج الواعدة، بشر أكبر خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة انتوني فاوتشي، بأن رعب جائحة كورونا قد ينتهي خلال العام المقبل، إذا استمر تطوير اللقاح على ما يرام.
ونقل موقع «بزنس إنسايدر» عن عضو خلية الرئاسة الأميركية لمكافحة الفيروس تأكيده أنه في غضون عام أو 18 شهرا، ربما لن يضطر الناس إلى «القلق بشأن الإصابة بهذا الفيروس المرعب».
وأضاف في بث مباشر استضافته جامعة جورج تاون في واشنطن «لن يكون هناك لقاح يقي بنسبة 100%، لكن ما نأمله هو أن يكون اللقاح الجديد فعالا بنسبة 70 إلى 75%».
بدورها، أعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي ضد الفيروس اختبر على البشر على أن تنجز بالكامل بحلول نهاية يوليو.
وقالت وزارة الدفاع التي تقوم بإجراء التجارب مع مركز نيكولاي غاماليا للأبحاث في علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، إن المجموعة الأولى التي تضم 18 متطوعا «أنهت مشاركتها وغادرت المستشفى».
وكان الهدف الرئيسي للتجربة على هذه المجموعة هو التحقق من سلامة اللقاح وتحمل جسم الإنسان لمكوناته، وفقا للمصدر نفسه. وقد أمضى المتطوعون 4 أسابيع في المستشفى بعد تلقيهم اللقاح.
وذكر البيان الصحافي أنه خلال هذه الفترة ظلت وظائفهم الحيوية «في حدود المعدل الطبيعي» دون «تسجيل أي آثار أو مضاعفات خطيرة غير مرغوب فيها».
ويأتي هذا الأمل، فيما تتواصل المعلومات السيئة من كل أنحاء العالم. ففي أجزاء من منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ التي سجلت نجاحا إلى حد ما في محاربة الوباء، ظهرت أدلة على استمرار التهديد الذي يمثله الفيروس. وأمرت سلطات هونغ كونغ الحانات والنوادي الرياضية وصالونات التجميل بإغلاق أبوابها مجددا، وفرضت حظرا على التجمعات لأكثر من 4 أشخاص.
وتجددت المخاوف في اليابان أيضا، حيث أعلن حاكم طوكيو حالة رفع مستوى الطوارئ إلى أعلى درجة في مقياس من 4 درجات وذلك بعد وصول حالات الإصابة إلى مستويات قياسية في العاصمة.
وبدأت الهند بالفعل إعادة الحجر تدريجيا على حوالي 140 مليون نسمة من اصل عدد سكانها الإجمالي البالغ 1.3 مليار في منطقة بنغالور وولاية بيهار الفقيرة.
وسجلت الولايات المتحدة رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات، بعد أن رصدت أمس أكثر من 67417 ألف حالة جديدة و900 وفاة في 24 ساعة، بحسب إحصائيات المركز التابع لجامعة (جونز هوبكنز) الأميركية. وأشارت إلى أن الحصيلة الإجمالية للجائحة ارتفعت بذلك إلى 3431574 إصابة و136466 حالة وفاة في أميركا.