- السيستاني يدعو لمشاركة واسعة.. والصدر يعتبرها مقاومة سياسية.. وعلاوي يقبل بهامش 20% من التزوير
رغم اعدامه منذ اكثر من ثلاثة اعوام، ما يزال المقبور صدام حسين يلقي بظلاله على الانتخابات التشريعية التي تجري غدا مع اجتثاث مئات المرشحين بتهمة الانتماء الى حزب البعث المحظور.
واحتل «اجتثاث البعث»، التسمية المستوحاة من «اجتثاث النازية»، العناوين العريضة للحملة الانتخابية الباهتة نوعا ما كما اثار انقسامات بين الشيعة المتدينين والعلمانيين.
وقال احمد الجلبي رئيس هيئة المساءلة والعدالة التي حلت مكان هيئة اجتثاث البعث لصحيفة «لوموند» الفرنسية مؤخرا «صدقوني، العمل لم ينته بعد. هناك آلاف البعثيين الذين تسللوا الى مؤسساتنا وقواتنا الامنية». والجلبي مرشح على قائمة الائتلاف الوطني العراقي التي تضم الاحزاب الشيعية الرئيسية باستثناء «الدعوة».
وتضم هذه القائمة ايضا مساعد الجلبي، علي اللامي الذي امضى عاما في المعتقلات الاميركية بشبهة الانتماء الى المجموعات الشيعية المتطرفة.
ونجحت هيئة المساءلة والعدالة في اقصاء حوالى 500 مرشح الى الانتخابات بتهمة الانتماء الى البعث المنحل.
وقال اللامي ان «القرارات التي اتخذناها متطابقة مع القانون. فالبعض ما يزال في حزب البعث واخرون يتجسسون لصالحه. هؤلاء جميعا يشكلون خطرا».
ورفض اللامي وهو شيعي فكرة ان يكون قراره موجها ضد العرب السنة قائلا ان ابناء هذه الطائفة يشكلون «ثلث المبعدين فقط».
عراقيو الخارج
في نفس السياق ومع بدء الساعات الأولى من امس فتحت مراكز الانتخابات العراقية خارج البلاد أبوابها أمام مليون و600 ألف عراقي في 45 مدينة عربية وأجنبية ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات التشريعية العام حيث شهدت 16 دولة عمليات التصويت التي دعا المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني العراقيين فيها الى مشاركة واسعة واختيار المرشح الذي تتوافر فيه الكفاءة والنزاهة والوعي والامانة والحرص على قضايا الشعب، بينما اعتبر زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المشاركة نوعا من المقاومة السلمية.
فقد بدأت عمليات الانتخاب في بريطانيا من خلال اربعة مراكز انتخابية وفي الدول الاوروبية كذلك حيث كان الاقبال ضعيفا في اليوم الاول من الايام الثلاثة التي تجرى فيها هذه الانتخابات والتي يتوقع ان تتصاعد خلال اليومين المقبلين خلال نهاية عطلة الاسبوع وهو الحال ذاته بالنسبة للدول العربية على اعتبار ان امس الجمعة هو العطلة الاسبوعية حيث يتوقع ان يتصاعد الاقبال بعد صلاتها.
وبوشر بالتصويت ايضا في الاردن في 16 مركزا ومصر 6 مراكز وسورية 24 مركزا والامارات مركزين ولبنان 4 مراكز وتركيا 4 مراكز وايران 18 مركزا واستراليا 8 مراكز والمانيا 4 مراكز والدنمارك 4 مراكز والنمسا مركزين والسويد 7 مراكز وهولندا مركزا واحدا وفي الولايات المتحدة (10 مراكز) وفي كندا (7 مراكز) بعد ان كانت عمليات التصويت قد بدأت في استراليا في التاسعة بتوقيت غرينتش الليلة الماضية وهي الدولة الاولى التي تبدأ فيها عمليات تصويت الخارج العراقي عبر 764 محطة في 119 مركزا انتخابيا موزعة على 45 مدينة عربية وأجنبية.
وقد تمت آلية اختيار هذه الدول وفق كثافة العراقيين الموجودين في كل دولة على ألا تقل عن 10 آلاف نسمة فيما اكتملت جميع الاستعدادات اللوجستية للاقتراع بعد وصول اوراق وصناديق الاقتراع وسجلات التصويت واستمارات النتائج.
وتجري انتخابات الخارج وفق طريقة الانتخاب المشروط حيث توضع استمارة الاقتراع في مظروف مغلق يكتب عليه اسم الناخب والمحافظة التي ينتمي اليها، حيث ان اصوات عراقيي الخارج ستذهب الى محافظاتهم.
العراق.. انتخابات مصيرية
وقد وجه ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني في اوروبا واميركا وكندا مرتضى الكشميري نداء الى «العراقيين في المهجر» دعاهم فيه الى المشاركة الواسعة في الانتخابات التي بدأت في بلدانهم امس وتستمر حتى غد الاحد.
ومن جانبه اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المشاركة في الانتخابات مقاومة سياسية. وقال في بيان وزعته الهيئة السياسية التابعة للتيار الصدري ان «هذه الانتخابات ولهذه السنة اعتبرها مقاومة سياسية ان قمنا بها موحدين على اكمل وجه». واضاف الصدر في البيان الذي جاء اجابة على تساؤلات مواطنين حول التشكيك في جدوى الانتخابات «قد تنتج نجاحا فاتحدوا من اجل تحرير العراق سياسيا وخدمة شعبكم». بدوره دعا عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق امس انصاره الى المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية العامة التي ستجرى في العراق.
وقال الحكيم خلال خطبة صلاة الجمعة أمام العشرات من أنصاره في بغداد «أنتم مدعوون إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات لأن هذه الانتخابات تحظى بأهمية كبرى». وأضاف «علينا أن نلبي نداء المرجعية الدينية العليا... وحينما تشخص المرجعية أهمية الانتخابات علينا تلبية النداء».
أما إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس القائمة العراقية فحث السياسيين العراقيين والناخبين في بلاده على التوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة المقبلة «لمنع التزوير». وقال علاوي في تصريحات عبر الهاتف لصحيفة الشرق الأوسط نشرتها في عددها الصادر امس إنه يتوقع حدوث «تغيير في الأوضاع السائدة في العراق نحو الأحسن في حالة عدم تزوير الانتخابات».
وأضاف في تصريحاته للصحيفة عقب لقائه في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد «إننا نقبل بهامش 20 % من التزوير كحد أقصى»، مطالبا أن تجرى العملية الانتخابية «بشفافية تعبيرا عن احترامنا لشعبنا».
مخاوف من تلاعب وتزوير
وتجري انتخابات المغتربين العراقيين وسط مخاوف وشكوك من ابنائهم بحصول عمليات تزوير وتلاعب برغم تأكيدات مديرو مكاتب المفوضية حرصهم على اجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
من جانبه دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الجاليات العراقية في الخارج الى المشاركة الواسعة في الانتخابات وحسن ودقة الاختيار لأن ذلك يترتب عليه مستقبل بلد لمدة أربع سنوات مقبلة.
وخاطب المالكي عراقيي الخارج في بيان صحافي قائلا «ان صوتكم حينما تذهبون إلى صناديق الانتخابات له اعتبارات: الأول هو دليل ارتباطكم الذي لا ينفك ولا يضعف بوطنكم واستمرار الاهتمام والالتزام والوفاء للعراق الذي يسرنا ان نعيش في كنفه أحرارا وسعداء واخوة متحابين، والثاني هو تأدية الواجب الوطني والشرعي الذي يقتضي من جميع أبناء العراق ان يسهموا في بناء وطنهم وان يتحملوا المسؤولية الوطنية والشرعية عبر صناديق الانتخاب التي تمثل، كما تعلمون في كل بلدان العالم، عملية شراكة حقيقية في رسم الحاضر والمستقبل».
يذكر ان عدد الناخبين العراقيين الذين يسمح لهم بالتصويت العام غدا الاحد يبلغ حوالي 18 مليونا و600 الف ناخب فيما بلغ عدد المرشحين 6292 مرشحا من بينهم 1813 امرأة يتنافسون على 325 مقعدا برلمانيا. اما عدد المراقبين الدوليين فقد بلغ 1447 مراقبا ومراقبي الكيانات السياسية 273 الفا بينما بلغ عدد الاعلاميين العرب والاجانب نحو 700 اعلامي وعدد المنظمات المشرفة على الانتخابات 351 منظمة. ويبلغ عدد موظفي الاقتراع الذين سيشاركون في ادارة العملية الانتخابية المقبلة 300 الف موظف.
وتجري الانتخابات التشريعية العراقية الاحد من خلال 64 الف محطة اقتراع.. فيما سينتشر 500 مراقب دولي في انحاء العراق اضافة الى 250 ألف مراقب محلي للتأكد من التزام الجميع بالقواعد الانتخابية وبالصمت الدعائي قبل 24 ساعة من التصويت العام اي في السابعة من صباح السبت المقبل.
رشاوى الانتخابات العراقية.. سلاح وأموال ودجاج
بغداد ـ أ.ف.پ: يغري المرشحون للانتخابات التشريعية العراقية الناخبين بالاموال والسلاح والاراضي السكنية وحتى الدجاج المجمد للحصول على اصواتهم في الاقتراع الذي سيجري غدا السابع من الشهر الجاري.
وتعتبر هذه الممارسات شائعة في جميع ارجاء البلاد وجزءا من اللعبة الانتخابية، خصوصا في غياب قانون واضح لتمويل الاحزاب او الجهات السياسية التي تشارك في ثاني انتخابات تعددية في عراق ما بعد المقبور صدام حسين.
وقال محمد علي من مدينة الناصرية «قام احد مرشحي قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي بعرض الاسلحة والاموال على شيوخ العشائر كما عرض مرشح آخر ملابس رياضية»، واضاف «لكننا ابلغناه بأن هذا لا يعني اننا سندلي بأصواتنا لصالحهم».
وكان المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، اعلن انه اعطى هذه الاسلحة لجميع اولئك الذين قاموا بـ «دور بطولي» في حفظ الامن.
وفي المناطق الجنوبية، يحض المرشحون الذين يوزعون الاموال الناخبين على ان يقسموا بالامام ابوالفضل العباس الذي يكن له الشيعة المهابة والاحترام، على منحهم اصواتهم.
لكن علي السيستاني، اعلى سلطة دينية شيعية، يحظر مثل هذه الممارسات ويلزم الحياد الكامل بين الاحزاب الشيعية المتنافسة مكتفيا بتشجيع الناخبين على التصويت بكثافة في الانتخابات.
ورغم ذلك، يتواصل توزيع الرشاوى تحت مسميات «الاكراميات» و«الهدايا» و«العطاءات».
ففي محافظة ديالى حيث ينشط عناصر تنظيم القاعدة، تقتصر الرشاوى على «هدايا» دون قيمة تذكر.
وقال الطالب احمد عدنان (23 عاما) ان «المواطنين في الحي حيث تسكن عائلتي تلقوا دجاجا مجلدا كهدايا من قبل مرشحين على قائمة احد الاحزاب الاسلامية».
واضاف ان المرشحين «طلبوا من الذين قبلوا هدية الدجاج ان يقسموا على المصحف بعدم منح اصواتهم الا لهذه القائمة».
وتابع ان «بعض المرشحين قاموا بتوزيع بطاقات تعد الشعب بحل مشاكله بعد الانتخابات قائلين صوتوا لنا ونحن نعدكم بتوفير كل ما تريدون».
ويحاول مرشحون من احدى القوائم التي تتلقى دعما قويا من العرب السنة في محافظة ديالى تقديم «هدايا» لكن بعض العرب الشيعة يرفضونها.
وقالت فاطمة زهير «عرض احد مرشحي القائمة مبلغ مائـة الف دينار (85 دولارا) لضمان اصواتنا لكننا رفضنا».
كما قال كريم سعد سائق سيارة اجرة «تسلمت مواد غذائية لكنني لن امنح صوتي لهم، فهم يأتون فقط عندما يحتاجون الينا».
ومع احتدام المنافسة للفوز بمقعد في البرلمان، حيث المرتب الاساسي للنائب مائـة الف دولار سنويا عدا العلاوات، لا يتردد آلاف المرشحين في الانفاق اكثر على حملاتهم الانتخابية. وقام غيلان صادق، المرشح المستقل في حي زيونة شرق بغداد، بطلاء مبنى سكني مكون من اكثر من عشرين شقة ورفع صوره ولافتات تأييد فوقها كدعاية انتخابية. وكتب على صورته «نحن نعمل لخدمتكم وسنواصل القيام بذلك».
القاعدة تفرض حظر تجول غداً لمنع إجراء الانتخابات !
واشنطن ـ أ.ف.پ: أعلن تنظيم القاعدة في العراق امس فرض «حظر التجول» غدا في جميع أنحاء البلاد لمنع إجراء لانتخابات، كما أفاد موقع «سايت» الأميركي لرصد المواقع الإسلامية.
وذكر الموقع ان رسالة القاعدة نشرت على موقع إسلامي على الانترنت تقول ان «دولة العراق الإسلامية تعلن حظر التجول يوم الانتخابات (غدا).. من السادسة صباحا حتى السادسة مساء في جميع أنحاء العراق وخاصة في المناطق السنية».
وأضافت: «لسلامة شعبنا يجب على كل من يعلم بهذا الأمر ان يبلغ من لا يعلم حتى يتزود بما يحتاج اليه خلال فترة حظر لتجول».
وحذرت دولة العراق الإسلامية، فرع القاعدة في البلاد، من يخرق حظر التجول هذا بأنه «يعرض نفسه للأسف لغضب الله لكل صنوف أسلحة المجاهدين».
واقرأ ايضاً:
قوات الاحتلال تواصل العدوان وتقتحم «الأقصى» وتصيب العشرات
الكونغرس يقرّ «إبادة الأرمن»..وتركيا تستدعي سفيرها من واشنطن
المعلم يؤكد رفض سورية استقبال نتنياهو: آسفون