تحدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب المناشدات بأن يتجنب زيارة مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسن التي تشهد احتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة، وتوجه الى المدينة التي شهدت احتجاجات عنيفة بعد اطلاق شرطي ابيض النار على الاميركي من اصول افريقية جايكوب بليك، وعوض أن تكون الزيارة لرأب الصدع العرقي، أعرب عن دعمه للشرطة مركزا على إنفاذ القانون وفرض النظام ليستميل انصاره من البيض.
وهدد الرئيس الجمهوري أيضا بإرسال المزيد من أفراد الشرطة الاتحادية إلى مدن يحكمها ديموقراطيون حتى لو عارض المسؤولون المحليون ذلك وقال «في وقت ما يتعين أن نقوم بذلك بأنفسنا» ما يعمق الشرخ بين الحكومات المحلية والحكومة الفيدرالية.
وتعهد ترامب بإعادة بناء كينوشا وتخصيص 47 مليون دولار من اموال الخزينة العامة لإنفاذ القانون في ولاية ويسكونسن والشركات الصغيرة وبرامج السلامة العامة، في الولاية وهي ساحات التنافس السياسي في الانتخابات الأميركية وفاز بها ترامب بفارق طفيف في 2016 ويحتاج بشدة إلى الاحتفاظ بأنصاره مع قرب موعد انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر.
ولم يزر ترامب عائلة بليك الذي اصيب بالشلل لتهدئة المخاوف، بل تفقد تحت حراسة مشددة متجر أثاث محترقا تعرض للتخريب خلال الاضطرابات ثم زار مركز قيادة مؤقتا للإشادة بقوات الحرس الوطني التي استدعيت لدعم الشرطة المحلية وقال «علينا أن ندين الخطاب الخطير المناهض للشرطة».
وأضاف أمام رجال أعمال محليين في قاعة لياقة بدنية بمدرسة ثانوية «هذه ليست أفعال احتجاج سلمي وإنما إرهاب محلي» تمارسها حشود عنيفة.
ويأمل ترامب منذ أشهر بتحويل الانتخابات من حكم على سوء إدارته لأزمة كورونا، إلى ما ما يعتبره خطابا سياسيا حول شعار «القانون والنظام» الذي يتبناه.
وأقامت الشرطة والحرس الوطني حواجز معدنية على طول طريق موكب ترامب في كينوشا حيث اصطفت الحشود على الأرصفة، مؤيدو ترامب من جهة وأنصار حركة «حياة السود مهمة» من جهة أخرى، وهم يتبادلون الهتافات المضادة عبر الطريق.
وحمل أحد الأشخاص المؤيدين لترامب لافتة كتب عليها «شكرا لك على إنقاذ بلدتنا»، وكتب آخر معارض «لست رئيسي».
وقال ترامب «سنعيد كينوشا إلى ما كانت عليه». ويرى الديموقراطيون ودعاة إصلاح الشرطة في كينوشا رمزا للعنصرية المؤسسية التي تؤدي إلى مواجهات قاتلة بين الضباط والمشتبه بهم السود.
ورغم هذا الوضع المتفجر على الأرض، أوضح ترامب أنه يأتي مع أولوية مختلفة: مواجهة ما وصفه مرارا بـ«الفوضى» في المدن التي يقودها الديموقراطيون.
والأكثر إثارة للجدل هو أن ترامب رفض أيضا إدانة الوجود المتزايد للحراس والميليشيات المسلحة في الشوارع، واصفا عمليات القتل المزعومة مثل تلك التي اتهم ريتنهاوس بارتكابها بأنها «موقف مثير للاهتمام».
لكن الزيارة لم تمر كلية دون إبداء تعاطف حيث قال ترامب أثناء طرح أسئلة بشأن العنصرية الممنهجة والمشكلات في تعامل الشرطة إنه يشعر «بالأسى نحو كل من يتعرض لذلك»، في إشارة لإطلاق الشرطة النار.
من جهة أخرى، قال طبيب الرئيس الأميركي إنه لم يصب بجلطة وإنه بصحة جيدة وذلك ردا على كتاب جديد يشير صاحبه إلى أنه تم إعداد نائب الرئيس مايك بنس كي يكون جاهزا لتولي مهام الرئاسة خلال زيارة مفاجئة قام بها ترامب لإجراء فحص طبي العام الماضي.
وذكرت منافذ إخبارية حصلت على نسخة من كتاب «دونالد ترامب مقابل الولايات المتحدة» من تأليف مايكل شميت الصحافي بجريدة نيويورك تايمز أنه كتب يقول إن الحديث انتشر في الجناح الغربي بالبيت الأبيض في نوفمبر الماضي بالتزامن مع حديث عن تجهيز نائب الرئيس لتولي المهام إذا اضطر ترامب لإجراء عملية تتطلب تخديره.
وقال بنس بدوره، في مقابلة على قناة فوكس نيوز الإخبارية «لا أذكر أن أحدا طلب مني أن استعد. تم إبلاغي بأن الرئيس لديه موعد مع الطبيب».
وبدا أن ترامب وطبيبه يردان على ما نشره المؤلف دون وينسلو على تويتر الشهر الماضي من أنه تلقى معلومات ثلاث مرات من مصادر في الإدارة بأن ترامب أصيب «بسلسلة من الجلطات الصغيرة».
وقال الطبيب شون كونلي في بيان «يمكنني أن أؤكد أن الرئيس ترامب لم يتعرض لجلطة كبرى أو بسيطة أو لأي حالة طارئة حادة تتعلق بالقلب والأوعية الدموية ولم يخضع لفحص لتحديد إصابته بذلك، مثلما ورد بشكل غير صحيح في وسائل الإعلام».