كتاب جديد يضاف الى سلسلة الكتب التي لا يريدنا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نقرأها كونها تكشف خفايا جديدة عن حياته تصل الى حد الفضائح الجنسية. وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية، يعتزم مايكل كوهين محامي ترامب السابق، نشر مذكراته الجديدة خلال أيام تحت عنوان «خائن».
وينتظر أن يثير الكتاب الكثير من الجدل، ذلك أن كوهين، الذي اتهم بجريمة الكذب على الكونغرس وانتهاك قوانين الحملة الانتخابية لخدمة ترامب وينفذ حاليا حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات لإدانته بجرائم مالية شخصية، كان في قلب الدائرة الداخلية لترامب لأكثر من عقد.
ونقلت قناة «يورونيوز» الأوروبية عن كوهين قوله في الكتاب «بالنسبة إلى نصف الأميركيين، بدا وكأن ترامب كان محتالا وتسيطر عليه روسيا، وقد كذب وراوغ خلال محاولة وصوله إلى البيت الأبيض، أما بالنسبة للنصف الآخر وخاصة مؤيدوه، فكانت الفضيحة الروسية بأكملها مطاردة ساحرات اخترعها المعسكر الديموقراطي».
ويضيف «الجانبان كانا على خطأ. الواقع كان أكثر تعقيدا وخطورة. لقد تواطأ ترامب مع الروس، لكن ليس بالطرق التي يتخيلها منتقدوه. لقد غش ترامب في الانتخابات، بتواطؤ روسي، كما ستكتشفون في هذه الصفحات، لأنه فعل أي شيء، وأعني أي شيء، من أجل الفوز كان دائما نموذج أعماله وأسلوب حياته».
وقال إن ترامب «ليس لديه من يثق به ليحفظ أسراره لمدة عشر سنوات سوى أنا، وكنت دائما هناك من أجله، وانظر ماذا حدث لي».
وتحدث عن فضائح جنسية في أحد النوادي بلاس فيغاس، والاحتيال الضريبي والصفقات مع المسؤولين الفاسدين من الاتحاد السوفييتي السابق، وصولا إلى التآمر للقبض والقتل لإسكات العاشقات السريات لترامب. واعترف كوهين بأنه لم يكن «مجرد شاهد على صعود الرئيس، لقد كنت مشاركا نشطا ومتحمسا».
وفي خضم الانقسام العرقي الذي تعاني منه الولايات المتحدة، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن كوهين، زعم في كتابه أن ترامب أدلى بتصريحات مهينة بحق الزعماء العالميين السود، ومنهم زعيم جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا، وكذلك بشأن الأقليات في الولايات المتحدة بشكل عام. وعمل كوهين مع ترامب لسنوات قبل أن ينقلب عليه، مثلما ظهر في شهادته أمام الكونغرس العام الماضي قبل مساءلة ترامب.
ويقضي كوهين الآن عقوبة بالسجن ثلاث سنوات لإدلائه بتصريحات كاذبة أمام الكونغرس، واتهامات أخرى. وفي كتاب من المقرر نشره الأسبوع المقبل، يقول كوهين أن ترامب وصف مانديلا بأنه «زعيم ضعيف» وفقا لصحيفة واشنطن بوست التي ذكرت أنها حصلت على نسخة من الكتاب.
ووفقا للصحيفة، كتب كوهين أنه عقب وفاة مانديلا عام 2013 تحدث ترامب بألفاظ بذيئة عنه ووصفه بأنه «لم يكن زعيما». كما نقل كوهين أن ترامب قال «أخبرني عن دولة واحدة يديرها شخص أسود ليست خربة. جميعها مراحيض...»، على حد زعمه.
ومما جاء على لسان كوهين أيضا: «شيء أخير يمكنني قوله بثقة كبيرة، وأنت تقلب الصفحة وتلتقي بدونالد ترامب الحقيقي للمرة الأولى: هذا كتاب لا يريدك رئيس الولايات المتحدة أن تقرأه».
وذهب ترامب أبعد من ذلك بحسب «واشنطن بوست»، التي نقلت عن كوهين أن الرئيس ينبذ الأقليات، وقال خلال حملته الرئاسية لعام 2016 إنه لن يفوز بأصوات الأميركيين من أصول لاتينية. وأضاف «مثل السود.. هم أغبياء جدا بدرجة لا تسمح لهم بالتصويت لترامب» وفقا لما نقل عنه كوهين.
وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كيلي ميكانني بالتشكيك في مصداقية كوهين.
وقالت ميكانني في بيان «مايكل كوهين محام مجرم ومشطوب من جدول المحامين وكذب على الكونغرس. لقد فقد مصداقيته تماما، ولا غرابة في أن نرى محاولته الأخيرة للاستفادة من الأكاذيب».
وفي السياق، أوقفت الشرطة الأميركية عشرات الأشخاص واستخدمت الغاز المسيل لتفريق مئات المتظاهرين في بورتلاند في وقت مبكر من فجر أمس، فيما أحيت المدينة مرور مائة يوم على اندلاع الاحتجاجات التي نظمتها حركة «حياة السود مهمة» المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة، بعد مقتل فلويد في مينيابوليس في مايو.
وسرعان ما أعلنت الشرطة التظاهرة «شغبا» بعدما ألقى متظاهرون زجاجات مولوتوف عليهم وردت باستخدام وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
وقالت الشرطة إن شخصا واحدا على الأقل أصيب بها.
وأوضحت الشرطة أن المحتجين كانوا «يتصرفون بشكل صاخب وعنيف وبالتالي تسببوا عن قصد أو عن تهور في إثارة قلق السكان».
وكتبت شرطة بورتلاند على تويتر «هذه أعمال شغب. الشرطة تطلب من الموجودين الابتعاد والتفرق. المتظاهرون يلقون زجاجات حارقة».
في سياق متصل، تستمر الحرب بين الجمهوريين والديموقراطيين قبل اقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية، حيث أعلنت المرشحة الديموقراطية لمنصب نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أنه في حال توافر لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد قبل الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر، فهي لن تثق بما سيقوله ترامب بشأن سلامة هذا اللقاح وفعاليته، مشددة على وجوب صدور التقييم عن «مصدر موثوق به».
وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، قالت هاريس «لن أثق في دونالد ترامب، وسيتعين أن تكون المعلومات التي تتحدث عن فعالية اللقاح وسلامته صادرة عن مصدر موثوق به. لن أوافق على كلامه».