- السيسي: «جرح الملايين في مشاعرهم الدينية يحتاج إلى المراجعة»
- نسب الإصابة بـ«كورونا» في المقاصد السياحية المصرية تعتبر منعدمة
- مصر لن تتخلى عن الأشقاء في لبنان أو أي دولة عربية
- هناك أكثر من 55 ألف منظمة مجتمع مدني تعمل في مصر
خديجة حمودة ووكالات
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، امس أن مصر وفرنسا تجمعهما علاقات ذات طبيعة استراتيجية وصداقة ممتدة على الأصعدة كافة.
وقال الرئيس السيسي ـ خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقصر الإليزيه امس «إن أوجه التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا شهدت خلال السنوات الماضية خطوات نوعية في جميع المجالات، الســـياســية والعســـكريـــة والاقتصادية والثقافية».
وقال الرئيس السيسي «كما ناقشنا أهمية زيادة تدفقات السياحة الفرنسية إلى المقاصد السياحية في الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، وذلك في ضوء التدابير الاحترازية المشددة التي تطبقها مصر في تلك المقاصد، والتي جعلت معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بها تكاد تكون منعدمة».
وفي هذا السياق، أوضح الرئيس السيسي أن مصر تتعامل مع هذا الموضوع والمعدلات، سواء كانت في الموجة الأولى أو الثانية، لافتا إلى أن المعدلات معقولة جدا قياسا بالحالة الموجودة في العالم كله، منوها بأنه في المقاصد السياحية، مثل شرم الشيخ والغردقة، فإن نسب الإصابات تعتبر منعدمة، ولا توجد مشاكل بسبب فيروس كورونا.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين، وعدم الإساءة للرموز والمعتقدات المقدسة، وأهمية التمييز الكامل بين الإسلام كديانة سماوية عظيمة وبين ممارسات بعض العناصر المتطرفة، التي تنتسب اسما للإسلام وتسعى لاستغلاله لتبرير جرائمها الإرهابية.. لافتا إلى أن عدد المسلمين يتجاوز المليار في العالم، فإذا كان هناك واحد% منهم أو واحد في الألف هو المتطرف، فهذا يعني أننا نواجه عشرات الألوف أو مئات الألوف من المتطرفين، وهو ما لا يشكل الواقع.
كما شدد على ضرورة التعامل مع مشكلة الإرهاب بهدوء وتوازن، مشيرا إلى أن مصر من أكثر الدول تأثرا بالإرهاب حيث دفعت ثمنا باهظا للممارسات الإرهابية والمتطرفة باستشهاد العديد من طوائف الشعب، وليس فقط من قوات الأمن.
وتابع «وشددنا على أن الحل السياسي الشامل في ليبيا، الذي يعالج كافة جوانب الأزمة، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على وحدته الإقليمية.. كما أكدنا ضرورة تفكيك الميليشيات المسلحة وخروج كافة القوى الأجنبية من ليبيا تنفيذا لما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات اللجنة العسكرية (5+5)، فضلا عن تناول آخر تطورات مفاوضات سد النهضة والمساعي المصرية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن للملء والتشغيل يراعى مصالح مصر والسودان وإثيوبيا».
وردا على سؤال، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، بشأن الدعم المصري للبنان، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي «مصر لن تتخلى عن الأشقاء في لبنان أو أي دولة عربية».
وردا على سؤال موجه للرئيس الفرنسي بشأن وضع شروط لبيع المعدات العسكرية الفرنسية لمصر مرفقة بشروط حول حقوق الإنسان، قال ماكرون «نعم، هناك اختلافات في وجهات النظر ونحن نتحدث عن ذلك بصراحة كبرى مع الرئيس السيسي كما فعلنا في يناير 2019.. وأنا دائما أسعى إلى الإقناع بأن مجتمعا مدنيا وديناميكيا وشاملا، حتى مع وجود اختلافات في الرأي تحمي أكثر من خطر الإرهاب، وحتى لو أن بلدينا عليهما أن يتعايشا مع مشكلة الإرهاب، ولكن المجتمع المفتوح يبقى حاميا أكثر من القمع السياسي».
وأضاف «علينا أن نحترم سيادة كل بلد ومصالحنا الفردية والمشتركة.. وأعتقد أن سياسة الحوار أكثر فاعلية من سياسية المقاطعة، لأن هذا يؤذي قدرتنا على مكافحة الإرهاب والعمل من أجل الاستقرار الإقليمي».
وردا على سؤال للرئيس السيسي بشأن استراتيجية حقوق الإنسان في مصر، قال الرئيس السيسي «لقد تم الحديث عن هذا الموضوع في يناير، حيث تم الحديث عن مقاربة مصر فيه»، لافتا إلى وجود أكثر من 55 ألف منظمة مجتمع مدني تعمل في مصر، وهي تعتبر جزءا مهما وأصيلا جدا في العمل الأهلي، فضلا عن وجود 55 ألف جمعية مرخص لها بالعمل في مصر.
وأضاف «أنه لا يليق تصوير مصر على أنها دولة ذات نظام مستبد، في ظل ما تفعله من أجل شعبها ومن أجل استقرار المنطقة.. وأن هذا الأمر قد ولي من سنوات، فالشعب المصري الذي يشكل الشباب فيه أكتر من 65 مليون شاب لا يقدر أحد على تكبيله أو يفرض عليه أي نظام لا يقبله».
وتابع الرئيس السيسي «لا أريد قول كلام يؤخذ على أنه كلام حماسي فقط، لكن أنا مطالب بحماية دولة من تنظيم متطرف موجود في مصر منذ أكثر من 90 سنة واستطاع خلال هذه المدة أن يصنع لنفسه قواعد ليس في مصر فقط ولكن في العالم كله».
واختتم رده بالقول «أنا مطالب بحماية 100 مليون مصري.. وكنت أتمنى ممن يسأل أن يقول لي أخبار كل من ليبيا والعراق وسورية واليمن ولبنان وأفغانستان وباكستان.. ليس لدينا ما نخافه أو نحرج منه، فنحن أمة تجاهد من أجل بناء مستقبل لشعبها في ظروف في منتهى القسوة في منطقة شديدة الاضطراب».
وقال الرئيس السيسي «من حق الإنسان أن يعتنق ما يعتنق ويرفض ما يرفض، ولكن دون أن ينتهك القيم الدينية، لأن القيم الدينية أعلى من القيم الإنسانية، حيث إن القيم الإنسانية من صنع الأفراد أما القيم الدينية فهي مقدسة وفوق كل المعاني».. داعيا إلى الهدوء والتوازن عند التعبير عن الرأي وعدم جرح مشاعر مئات الملايين.
ولفت الرئيس السيسي إلى أنه لا يتحدث هنا عن كل أنواع التعبير والحرية، وإنما يتكلم عن نقطة واحدة فقط وهي جرح مشاعر ملايين الناس في مشاعرهم الإيمانية، متابعا «وهو أمر أتصور أن في فرنسا والعالم المتقدم مرفوض المساس بحقوق ومشاعر الآخرين وجرح مئات الملايين وإهانتهم في دينهم.. وأتصور أن هذا الأمر يحتاج إلى المراجعة والتفكير بهدوء».
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الشراكة الاستراتيجية مع الأصدقاء المصريين أكثر أهمية من أي وقت مضى، فهي مهمة من أجل استقرار الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، متمنيا تعزيز هذه العلاقة.
وأضاف ان مصر معرضة لتـحـديـات ديمـوغـرافــية واجتماعية كبيرة ولديها مجتمع ديموغرافي حيوي، وهي تشكل حصنا منيعا أمام التطرف، قائلا: «إن شراكتنا تؤمن وتعزز الاستقرار في الشرق الأوسط وتسمح لنا بأن نواجه معا التحديات الاقتصـــاديــة والبيـــئـــية والاجتــماعية، وأن نخلق فيما بيننا هذه المساحة للتعاون والتبادل الثقافي والسياسي».
وقال ماكرون، ردا على سؤال بشأن تعامل فرنسا مع أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: إن هناك حرية صحافة في فرنسا منذ الثورة الفرنسية، وليس من حق الرئيس، أو أي هيئة، أن يوجه الصحافي أو المصور ماذا يكتب أو ماذا يرسم.
وتابع: «بعض الرسوم المسيئة صدمتكم وأنا آسف لهذا.. علينا الرد عليها بسلام.. لكن عندما يشرع العنف ضد من يرسم الرسوم في هذه الحالة لن نسمح بالعنف بحق كلمة أو رسم، هذا مرفوض تماما».