القاهرة ـ خديجة حمودة
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تقديره العميق للعلاقات التاريخية التي تجمع مصر وغينيا بيساو من خلال روابط تاريخية مشتركة ترجع إلى فترات التحرر الوطني في بلدان قارتنا الأفريقية إبان القرن الماضي.
وقال الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده امس مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، «إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أرحب بأخي فخامة الرئيس إمبالو في بلده الثاني مصر، وذلك في أول زيارة له إلى القاهرة منذ توليه الحكم، متمنيا له إقامة طيبة ومثمرة».
وأضاف «أجريت مع أخي الرئيس إمبالو مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، عكست إرادتنا السياسية المشتركة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين. وأكدنا عزمنا على الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات بين البلدين».
وأوضح الرئيس أنه تم الاتفاق كذلك على تكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية في غينيا بيساو، مشيرا إلى أن الجانبين تناولا القضايا الإقليمية التي تهم الطرفين وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وملف سد النهضة، لافتا إلى أنه أوضح محددات الموقف المصري في إطار مفاوضات سد النهضة، مع التأكيد على استمرار حرص مصر على التوصل إلى اتفاق عادل وملزم لملء وتشغيل السد، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب.
وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته بلقاء الرئيس عمر إمبالو مبديا تطلعه لمزيد من التعاون الوثيق فيما بين البلدين لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الأفريقية، متمنيا لغينيا بيساو وشعبها كل الخير والاستقرار والرفاهية، ومجددا ترحيبه برئيس غينيا بيساو والوفد المرافق له في مصر.
من جانبه، أعرب الرئيس عمر إمبالو عن خالص الشكر والتقدير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدا تطلع بلاده المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، لاسيما في مجالات التبادل التجاري وجذب الاستثمارات المصرية المباشرة والدعم الفني والتنسيق الأمني والعسكري المشترك، مشيدا في هذا الصدد بالتجربة المصرية الملهمة ودورها المحوري بالمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة والنمو الاقتصادي وصون السلم والأمن في القارة من خلال المشاركة بالخبرات المصرية المتنوعة وتسخير إمكاناتها المتميزة.
وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أنه تم التباحث بشأن مستجدات الأوضاع في غينيا بيساو، حيث أبدى الرئيس ترحيب مصر بالتطورات التي تشهدها في ظل قيادة الرئيس عمر إمبالو، مؤكدا سيادته استعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم الممكنة لترسيخ الاستقرار في غينيا بيساو، ودعمها في مختلف المحافل القارية والدولية، وذلك في إطار الحرص الذي توليه مصر لإرساء دعائم الاستقرار والأمن وتعزيز مسار التنمية في هذا البلد الشقيق.
كما تطرق اللقاء إلى مناقشة المستجدات الخاصة بعدد من الملفات القارية، حيث تم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تطورات تلك الملفات، بما فيها ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية في القارة الأفريقية، فضلا عن الأوضاع في منطقة غرب أفريقيا.