عواصم ـ خديجة حمودة ووكالات
قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إن الدول العربية التي التقى وزراء خارجيتها في قطر امس تدعو مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث الخلاف بشأن اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة الذي شيدته على النيل الأزرق.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أبوالغيط، إن الجامعة العربية قد تتخذ أيضا إجراءات تدريجية لدعم مصر والسودان في النزاع حول السد.
وشدد وزير الخارجية القطري على أن الأمن المائي هو ضرورة لحياة الشعبين المصري والسوداني، وهناك توافق عربي حول هذا الهدف، وسنكون داعمين في هذا الاتجاه.
وأعرب وزير الخارجية القطري عن تطلع بلاده أن يكون هناك خطوات ثابتة تجاه تحسين العلاقة بين قطر ومصر، منوها بأن مصر دولة محورية مهمة للوطن العربي كافة، كما أن قطر تتطلع إلى علاقات طيبة ليس مع مصر فقط، ولكن مع كافة الدول العربية ودول الجوار.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر مصرة على استنفاد كل الحلول الديبلوماسية بخصوص سد النهضة الإثيوبي.
وقال وزير الخارجية أمام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، لبحث قضية سد النهضة امس بالدوحة ان مصر والسودان انخرطا ـ طوال سنوات عشر ـ في مفاوضات مضنية مع الجانب الإثيوبي، وما زلنا نراوح مكاننا دون إحراز أي تقدم ملموس، ورغم ما أبدته مصر من نية حسنة لإنجاز اتفاق قانوني ملزم وعادل يضمن لأثيوبيا حقها في التنمية دون افتئات على حقوق دولتي المصب، وبما لا يسبب لأي منهما ضررا جسيما.
وتابع وزير الخارجية بالقول: إزاء هذا التعنت الأثيوبي، والمتمثل في إصرارها على الاستمرار في ملء خزان هذا السد الضخم دون اتفاق مع دولتي المصب، وهو ما يعد مخالفة جسيمة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في عام 2015، وأمام غياب أي إرادة سياسية لإنجاز اتفاق قانوني ملزم وعادل، فإن صبرنا قد تعرض لاختبارات عدة، وفي كل مرة أثبتت مصر أنها الطرف الذي يتصرف بمسئولية، ومن منطلق إدراك مسبق بتبعات تصعيد التوتر على أمن واستقرار المنطقة، ومن ثم فإن مصر مصرة على استنفاد الحلول الديبلوماسية كافة، الأمر الذي دعانا ونحن هنا لنعرض الأمر على أشقائنا العرب، طالبين منهم الدعم للمسعى المصري السوداني العادل.
وشدد على أن الأمن المائي المصري والسوداني يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن التأكيد على وجود تضامن عربي واضح وموقف موحد يدعو لضرورة وضع إطار زمني للعملية التفاوضية حتى يتم التوصل إلى اتفاق متوازن.
واستطرد قائلا: ليس مقبولا أن يستمر التفاوض إلى ما لا نهاية، خاصة وأننا بتنا مدركين لنوايا الطرف الآخر.
إلى ذلك، سلم وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تضمنت دعوته لزيارة مصر «في أقرب فرصة».
جاء ذلك خلال استقبال أمير قطر لوزير الخارجية سامح شكري في الدوحة امس، وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ بأن وزير الخارجية استهل اللقاء بنقل تحيات الرئيس السيسي إلى أمير قطر، وقام بتسليمه الرسالة الموجهة من رئيس الجمهورية، والتي تضمنت الإعراب عن أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، والتطلع لاستمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي اتساقا مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية القطرية من تقدم ملموس ورغبة في تسوية جميع المسائل العالقة في إطار ما نص عليه «بيان العلا».
وأوضح المتحدث أن أمير دولة قطر طلب نقل تحياته إلى رئيس الجمهورية، وأعرب عن تقديره وإشادته بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية وما شهدته الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات الوزارية واستئناف لأطر التعاون بين البلدين.
كما تناول اللقاء مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين في ضوء رئاسة قطر الحالية لمجلس جامعة الدول العربية وما تضطلع به مصر من دور في تعزيز أواصر العمل العربي المشترك وتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشار المتحدث إلى أن شكري أعاد التأكيد على موقف مصر الراسخ من دعم ومساندة دول الخليج العربي ضد أي مخاطر أو تهديدات تستهدف أمنها واستقرارها، وأهمية تنسيق الجهود وتعزيز التضامن المشترك في مواجهة كافة التحديات التي تستهدف النيل من الأمن القومي العربي.