القاهرة ـ خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن عالمنا العربي يواجه العديد من التحديات التي يفرضها النظام العالمي الراهن وما يمر به من أحداث وتطورات تؤثر على عالم العمل وتتأثر به، بما لها من انعكاسات على بلادنا العربية خاصة في مجال التشغيل والحد من البطالة، مع وجود أنماط عمل جديدة أفرزتها التغيرات والتطورات الحديثة في عالم العمل، والذي بات يعيش تطورات مفاجئة وعميقة.
وقال الرئيس السيسي ـ في كلمته خلال مؤتمر العمل العربي امس ـ ان تلك التحديات تفرض علينا المضي قدما نحو إعداد استراتيجيات ملائمة للنهوض بالتنمية العربية الشاملة وضمان تفعيلها على أرض الواقع، تعزيز ودعم التعاون الاقتصادي، تبادل المعلومات والخبرات فيما بيننا، العمل على إزالة العقبات والحواجز من أجل التكامل بين الدول العربية، الوصول إلى آليات جديدة ومتطورة لإحداث التكامل الإقليمي العربي الشامل من خلال تسهيل التجارة البينية، تبادل السلع والخدمات، وانتقال رؤوس الأموال وتعزيز الاستثمارات المشتركة، فضلا عن تسهيل تنقل الأيدي العاملة بين بلداننا العربية.
وأضاف أنه على يقين تام أن ذلك لن يتحقق بالتمني والرغبة، ولكن يجب علينا اتخاذ خطوات جادة وسريعة وإيثار المصلحة القومية للأمة العربية، ودرء أي خلافات بينية بل وتجاوزها على نحو يحقق أهدافنا التنموية المشتركة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن أمتنا العربية أمة تضرب بجذور حضارتها في أعماق التاريخ، تحمل في طياتها مقومات النجاح والتقدم والرقي التي تعزز سبل التعاون والتكامل المشترك، كاللغة، الحضارة، الدين، الثقافة، والجوار، حيث يمثل كل ذلك وغيره مقومات تحقيق نهضة عربية شاملة إذا حسن استغلالها.
وثمن الرئيس السيسي كل الجهود والإجراءات والقرارات التي اتخذتها البلدان العربية في التعامل مع أزمة جائحة فيروس كورونا، والحد من تأثيرها على بيئة العمل والعمالة، خاصة العمالة غير المنتظمة، والحفاظ على حقوق ومكتسبات جميع العمال ورعاية مصالحهم.
من جهة أخرى، تفقد الرئيس السيسي امس أكبر قافلة إنسانية لرعاية مليون أسرة على مستوى الجمهورية، وذلك خلال مشاركته في احتفالية «أبواب الخير» التي نظمها صندوق «تحيا مصر» بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تتزامن مع اليوم العالمي للعمل الخيري، والتي تستهدف نحو 5 ملايين مواطن، في إطار تكثيف جهود وإجراءات الحماية الاجتماعية، التي تتخذها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، وذلك بالتنسيق ما بين القطاع الحكومي وغير الحكومي ومنظمات المجتمع المدني.
وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشكر إلى المولى عز وجل على ما وصلت إليه مصر من فضل، داعيا الله أن يديم النعمة ويحقق الستر، كما وجه الشكر لكل من ساهم في جهود خيرية سواء كان صندوق «تحيا مصر» أو رجال الأعمال من القائمين على أعمال البر والخير، لافتا إلى أن المجتمع المصري يقدر ما يقوم به «الصندوق» من جهد يشعر به المصريون، لأنه جهد مخلص وكبير.
وأكد الرئيس في كلمته باحتفالية «أبواب الخير» أن صندوق «تحيا مصر» قدرة إضافية للدولة، متسائلا عن أسباب عدم تحقيق ما نادى به من قبل من رفع القدرة المالية للصندوق إلى 100 مليار جنيه، مطالبا بالبحث عن وسيلة أخرى تضيف للصندوق أكثر من هذا، لافتا إلى أن أهمية الصندوق في الظروف الطارئة التي يمر بها المصريون.