أثار اعلان الداعية الاسلامي د.عمرو خالد تنظيم لقاء جماهيري اليوم بمنطقة أبوسليمان بالاسكندرية اتهامات من قبل مؤيديه ومعارضيه بالتحالف مع الحزب الوطني الحاكم، مقابل السماح له بالعودة الى الدروس الدينية في المساجد والنوادي بعد غياب دام ثماني سنوات.
وأطلق خالد عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» دعوته الى الشباب للمشاركة بكثافة في هذه الندوة التي أطلقها أثناء تأديته لمناسك الحج، وامتلأت شوارع الاسكندرية خلال صلاة عيد الاضحى بالدعاية لحضور الندوة، والتي يناقش فيها «ايجابية الشباب في رسم غد أفضل للوطن». وساق معارضو عمرو خالد العديد من المبررات التي تؤكد ان هذه الندوة بداية لتحالفه مع الحزب الوطني الحاكم، منها ان جمعية «الاسكندرية للتنمية» التي ترعى الندوة يرأسها اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية، ومرشح الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب المرتقبة عن دائرة الرمل، حيث ينافسه مرشح الاخوان المسلمين صبحي صالح. الامر الثاني ان الندوة لن تقام هذه المرة في مسجد أو مركز ثقافي، بل في مركز انتخابي. الامر الثالث الذي أثارته صحيفة «الدستور» المصرية ان منظم ومنسق الندوة والذي يشغل منصب المشرف على اللجنة الثقافية والاعلامية بمؤسسة الاسكندرية للتنمية هو د.أشرف الكردي المستشار الاعلامي والذراع اليمنى لعمرو خالد، بل وصاحب شركة انتاج برامجه الدينية، وهو ذاته ابن احد قيادات الحزب الوطني بمحافظة الاسكندرية.
كما شنت جماعة الاخوان المسلمين هجوما حادا على عمرو خالد على خلفية قبوله دعوة مؤسسة الاسكندرية للتنمية، واتهمته عبر مواقعها على شبكة الانترنت باستغلال الدين في السياسة للمؤسسة التي أطلقت مبادرتها الانسان هو الحل من اجل التطور.
من جانبه، فسر حسام تمام الباحث في شؤون الحركات الاسلامية دعوة خالد وعودته في هذا التوقيت الحساس عبر جمعية يرأسها المحجوب بأنها محاولة من خالد «للبحث عن مكان جماهيري له». ونقلت جريدة «الشروق» عن حسام قوله «شبهة توظيف سياسي من الحزب الوطني ظاهرة بوضوح لكن خالد له وجهة نظر تتجلى في رغبته في التواصل الجماهيري على جناح شخصية لها وزن مثل المحجوب ويحظى بقبول واسع من قبل أطراف خارج الحزب ويقود وزارة تهتم بالتنمية، وخالد له اهتمامات مشابهة بهذا الامر، ومن ثم فهناك تلاقي مصالح بين الطرفين يجعل هذا اللقاء مفهوما في سياق المصالح المتبادلة».