أكدت قيادات بحزب الوفد وجماعة «الإخوان المسلمين» أن إعلان الانسحاب من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب المقررة غدا لم يتم تنسيقه بين الجانبين، إلا انه من غير المستبعد التحالف لمواجهة ما أسموه «الفساد والتزوير» في البلاد.
وقال وفيق الغيطاني المسؤول عن ملف الانتخابات بحزب الوفد «قرار الانسحاب من جولة الإعادة ضربة معلم لشرعية النظام الحالي ومجلس الشعب المقبل».
ونقل موقع محيط عن الغيطاني اعتقاده بأن إعلان أقطاب سياسية أخرى الانسحاب عقب الوفد بأقل من ساعة يرجع إلى أن «الوفد يمثل السقف العالي للمعارضة».
وعن تحرك الوفد خلال المرحلة المقبلة، لفت الغيطاني الى احتمالية تنسيق المواقف السياسية بين الحزب وجماعة «الإخوان المسلمين»، مشيرا الى ان التنسيق بين الوفد والإخوان يمثل تنسيقا في المواقف وسيكون ضمن ائتلاف وطني جامع شامل لكل صفوف المعارضة.
واكد الغيطاني ان قرار الانسحاب من جولة الاعادة يعد مقاطعة للانتخابات الرئاسية، قائلا: «اذا كانت انتخابات مجلس الشعب تم تزويرها لصالح الحزب الوطني بهذا الشكل فما العمل مع انتخابات الرئاسة؟!».
واتهم الغيطاني رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بتنسيق المواقف مع الحزب الوطني لضرب صفوف المعارضة، مشيرا الى ان السعيد تآمر على البدري فرغلي في بورسعيد لصالح مرشح الوطني ليضمن كرسيا لأحد أعضاء التجمع في دائرة أخرى من خلال التزوير بالتنسيق مع الحزب الوطني.
وأضاف الغيطاني: «الوفد عاكف الآن على بلورة خطة شاملة للتحرك عبر الشارع والالتحام بالمواطنين وذلك من خلال «وفد الخير» والبحث عن المشاكل الحقيقية للمواطنين ومحاولة حلها وفرض حلول على النظام».
واستبعد الغيطاني فكرة ان يدعو الوفد الى اضرابات أو اعتصامات للضغط على النظام، حيث انه حزب مؤسسات يتبنى الحوار والإقناع سبيلا لإصلاح مصر.
واعترف الغيطاني بان قرار حزب الوفد بخوض انتخابات مجلس الشعب من البداية هو قرار خاطئ، ولكن على الرغم من خطئه الا انه أتى بثماره في فضح النظام، وكذب الادعاءات بعقد الحزب صفقات مع الحكومة من أجل تحقيق مكاسب سياسية وحزبية على حساب مصلحة الشعب المصري.
ودعا الغيطاني الشعب المصري الى عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع للتصويت في الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب الذي وصفه بغير الشرعي، مشيرا الى ان حزب الوفد تلقى بالأمس أكثر من 3000 مكالمة هاتفية تؤكد على ان قرار الحزب بمقاطعة الجولة الثانية رفع رأس المصريين. ومن جانبه شدد د.جمال حشمت عضو مجلس شورى الإخوان على ان قرار مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات لم يتم التنسيق فيه مع أحد، قائلا «هذا قرار بديهي لا يحتاج الى مشاورة أحد فعملية التزوير في الجولة الأولى كانت أكثر مما يحمل الوضع السياسي في مصر».
وأكد حشمت لموقع «محيط» ضرورة تكاتف المعارضة على جميع انتماءاتها تحت مظلة الجمعية الوطنية للتغيير لمواجهة حالة الفساد والإفساد التي تعيشها مصر.
وقال حشمت إن الإخوان كانوا دائما على استعداد للتحالف مع أي فصيل معارض لإنقاذ مصر من حالة الفساد التي وصلت الى الذروة، مؤكدا أنه لا داعي الى انشاء ائتلاف جديد يضم صفوف المعارضة فالجمعية الوطنية للتغيير أمر واقع.
الى ذلك، أعلن عدد من مرشحي حزب الوفد استمرارهم في خوض انتخابات الاعادة لمجلس الشعب كمستقلين دون الالتفات الى قرار الحزب بالانسحاب.
وأعلنت ماجدة نويشي مرشحة الوفد في الاسماعيلية أنها ستخوض معركة الاعادة كمستقلة لانها في الاساس معركة نساء الاسماعيلية وأنه ليس بوسعها أن تخذل الناخبين الذين منحوها أصواتهم في الجولة الاولى وطالبوها بخوض معركة الاعادة.
أما عاطف الاشموني مرشح حزب الوفد بدائرة المطرية والذي يخوض جولة الاعادة، فأكد أنه ينوي استكمال هذه الجولة رغم قرار المكتب التنفيذي للحزب بالانسحاب، مؤكدا أن الذين أعطوه أصواتهم توجهوا لمقره الانتخابي ليطمئنوا الى عدم انسحابه.