القاهرة ـ رويترز: يعتبر قرار الولايات المتحدة استئناف الاتصالات مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر تحركا عمليا يعترف بمدى شعبيتها في مصر بعد الثورة وربما يساعد ايضا واشنطن على التعامل مع حركات اسلامية اخرى في المنطقة.
ومن شأن الاعتراف بالجماعات التي تجد اراؤها قبولا لدى الناخبين حتى ان تعارضت مع القيم الليبرالية الغربية ان يساعد الولايات المتحدة على استعادة زمام المبادرة وضمان بقاء تأثيرها اذا نجح المشروع الديموقراطي المصري.
وقال شادي حامد مدير الابحاث بمركز بروكينجز الدوحة «الاخوان الان هم القوة الكبرى في مصر والولايات المتحدة تعرف انها ستضطر للتعامل معها».
واكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون القرار الأميركي الذي كانت رويترز اول من بثته يوم الاربعاء كما رحب به الاخوان.
وقال الخبير العسكري المصري صفوت الزيات «هناك الان نية بين الأميركيين على قبول التعامل مع تيار الاسلام السياسي غير العنيف في مصر حاليا وقبول وجوده في السلطة».
لكن التقارب من جماعة تبدي تعاطفا مع حركة المقاومة الاسلامية )حماس) التي تحكم غزة وتتعهد بتدمير اسرائيل سيغضب على الارجح اقوى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
وقال ايتان جيلوبا الخبير في شؤون الشرق الاوسط بجامعة بار ايلان قرب تل ابيب «المحاولة الأميركية للتصالح مع الاخوان المسلمين مشكلة كبيرة بالنسبة لاسرائيل.
الاخوان المسلمون هي اكبر معارض لاتفاقية السلام مع اسرائيل.. هناك خطر الغاء المعاهدة».
وقال جابرييل بن دور وهو محلل آخر بجامعة حيفا انه لا يرى مشكلة لاسرائيل بل فوائد محتملة اذا ساعدت هذه الخطوة واشنطن على تكوين فهم افضل «لكيفية انتظام القوى السياسية في مصر الجديدة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايجال بالمور «لن ندلي بأي تعليق الان».
ولايزال مسؤولون اسرائيليون آخرون اتصلت بهم رويترز يجمعون المزيد من المعلومات.
وكان للمسؤولين الأميركيين علاقات غير رسمية منذ فترة طويلة مع شخصيات اخوانية.
وحضر بعضها الخطاب التاريخي للرئيس الأميركي باراك اوباما في جامعة القاهرة عام 2009 والتقى اعضاء بالكونغرس بنواب من الجماعة.
وقد تتطور اتصالات ذات طابــع اكثر رسمية واكثر انتظاما الى تعاون مؤقـت بشـــأن قضايـــا اقليميــة اوســـع في ظل تلهــف الولايــات المتحدة على ضمان ان تبقـــي مصر الديموقراطية على اتفاقيـــة الســـلام مـــع اسرائيـــل.