تشهد الساحة السياسية المصرية، على خلفية مظاهرات «الفرصة الأخيرة» بالقاهرة وعدد من المحافظات أمس الأول، مساعي حثيثة للتمهيد لاستعادة أجواء الحوار بين الفرقاء السياسيين، في الوقت الذي قام الرئيس د.محمد مرسي بزيارة إلى محافظة سوهاج بصعيد مصر، والتي تنظر إليها بعض قوى المعارضة على أنها جزء من الحملة الانتخابية المبكرة جدا لجماعة الإخوان المسلمين استعدادا لانتخابات مجلس النواب التي كان مقررا انطلاقها في ابريل المقبل قبل أن يصدر القضاء حكما بوقفها حتى إشعار آخر.
ففي إطار التفاعلات الداخلية للتيار الإسلامي، رفض حزبا «الحرية والعدالة» الذراع السياسي للإخوان، والنور «السلفي» دعوة مؤسس «تحالف الأمة» المكون من 7 أحزاب إسلامية، الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على قائمة واحدة.
واستبعد عضو المجلس الرئاسي لحزب النور د.محمد إبراهيم منصور أن يخوض تحالف الأمة الذي يتزعمه أبوإسماعيل، وحزب النور «السلفي» الانتخابات البرلمانية على قائمة واحدة.
ووصف «إبراهيم» في تصريحات خاصة لـ «اليوم السابع»، دعوة أبوإسماعيل بأنها: «أشبه ما تكون بالتصريحات الإعلامية، ومن يريد أن يتحالف مع حزب فعليه أن يتواصل معهم بصورة ودية وليس من خلال الإعلام».
وأضاف بالقول: «في حالة «تحالف الأمة» وحزب «الحرية والعدالة» وحزب «النور» في قائمة واحدة سيخسر الجميع فالتحالفات تعني التوحد، وأن تضم القائمة الوحدة فكرا وأداء سياسيا موحدا حتى يقبل الناس على هذا التحالف»، مضيفا: «ولكن أداءنا السياسي يختلف عن حزب الحرية والعدالة وعن الشيخ حازم أبوإسماعيل، مما يعني أن تحالفنا معا سيرفضه الناس».
وتابع قائلا: «لأن تحالف هذه القوي سيؤدي إلى ما سماه «كوكتيلا» لا يستسيغه كثير من الناس، مما يعني أن هذا التحالف مستبعد».
من ناحيته، قال عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة د.فريد إسماعيل ان: «خوض الإسلاميين الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة واحدة سيقلل من نسبتهم في البرلمان المقبل، حيث أقصى درجة ممكن أن تحصل عليها قائمة الإسلاميين 50% ولن تزيد عن ذلك».
وتابع قائلا: «من مصلحة الإسلاميين خوض الانتخابات البرلمانية بقوائم متعددة ضاربا المثل بتعدد قوائم الإسلاميين في البرلمان الماضي»، لافتا إلى ان حزب الحرية والعدالة والتحالف الإسلامي الذي ضم كلا من حزب النور والأصالة والبناء والتنمية قد حصلوا جميعا على قرابة 75%.
على صعيد مواز، اشترط مؤسس التيار الشعبي وعضو جبهة الإنقاذ الوطني حمدين صباحي تشكيل حكومة محايدة، ووجود نائب عام مستقل للمشاركة في العملية الانتخابية، وقال صباحي، على هامش حضوره المؤتمر العام الأول لحزب التحالف الشعبي، أمس الأول بنقابة الصحافيين «ان المشاركة لا تتوقف فقط على تعديل قانون الانتخابات».
وكان حزب «النور» أعلن موافقته على حضور المائدة المستديرة التي دعت إليها جبهة الإنقاذ الوطني، لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة السياسية، وقال الأمين العام للحزب جلال المرة انه الحزب أبلغ جبهة الإنقاذ بموافقته على الحوار، على أساس الجدية والتعهد بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، فيما نوه الأمين العام المساعد للحزب د.شعبان عبدالعليم، أن الاتصالات مازالت مستمرة بين قيادات الجبهة وجماعة الإخوان المسلمين، تمهيدا لإجراء حوار وطني موسع، خلال الأيام المقبلة، فيما برر نقيب المحامين سامح عاشور استثناء «الحرية والعدالة» من الدعوة لحضور المائدة المستديرة، لكونه حزب السلطة، وقال: «ان الأطراف المشاركة لا تريد الجلوس معه أو مع مؤسسة الرئاسة، دون تحقيق الضمانات التي طالبت بها جبهة الإنقاذ».
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث الرسمي لحزب مصر وليد عبدالمنعم عن ترحيب الحزب بالدعوة التي أطلقتها جبهة الإنقاذ إلى الحوار مع أربعة أحزاب هي: النور، مصر القوية، حزب مصر، الإصلاح والتنمية، مشيرا الى ان الحوار من المبادئ الرئيسية التي يؤمن بها الحزب كوسيلة للخروج من الأزمة والوصول إلى الاستقرار.
وتوقع عبدالمنعم، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن تتركز مناقشات الحوار حول المشاركة أو المقاطعة لانتخابات مجلس النواب، كما سيتطرق الحوار الى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية والبحث في كيفية الخروج من الأزمة، معربا عن أمله في نجاح الأحزاب المدعوة للحوار في إقناع الجبهة بخوض الانتخابات النيابية.
وعلى الصعيد الرسمي، ترأس الرئيس د.محمد مرسي أمس بمقر محافظة سوهاج اجتماعا وزاريا بحضور رئيس مجلس الوزراء د.هشام قنديل و14 وزيرا ومحافظي الصعيد حيث تم تدشين الخطة التنفيذية لتنمية محافظات الصعيد.