- افتتاح 20 ألف فدان صُوَب قبل 30 يونيو بتكلفة 20 مليار جنيه وافتتاح 4 آلاف حوض سمك في ديسمبر المقبل
- إنشاء مزرعة عملاقة شرق بورسعيد على 19 ألف فدان
- رفع كفاءة بحيرة المنزلة يحتاج بين 40 و50 مليار جنيه
كفر الشيخ - خديجة حمودة
طمأن الرئيس عبدالفتاح السيسي المصريين بخصوص مياه النيل وحصة مصر المائية بعد تعثر مفاوضات سد النهضة الأخيرة بالقاهرة، مضيفا أن حصة مصر من المياه لا يستطيع أحد المساس بها، وأنه أبلغ الأشقاء في السودان وإثيوبيا بخصوص مياه مصر وحصتها المائية وبعدم المساس بها.
وقال السيسي خلال افتتاحه المرحلة الأولى من أكبر مشروع للاستزراع السمكي المتكامل في الشرق الأوسط بمنطقة بركة غليوم في كفر الشيخ، إن المياه مسألة «حياة أو موت» بالنسبة للمصريين، وإنه تحدث مع السودانيين والإثيوبيين على 3 عناصر، منها عدم المساس بالمياه، مؤكدا تفهم مصر لعمليات التنمية في البلدين ولكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب المصريين، لاسيما أنها هبة من الله، وتتدفق لمصر عبر آلاف السنين.
وكان مجلس الوزراء قد أعلن أنه يدرس الإجراءات التي يلزم اتخاذها بعد تحفظ أبدته إثيوبيا والسودان على تقرير مبدئي أعده مكتب استشاري فرنسي حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا قرب حدودها مع السودان.
مزارع ضخمة
وقال السيسي: «افتتحنا العام الماضي في هيئة قناة السويس أكثر من 1000 حوض سمك على الضفة الشرقية للقناة، وحينها قلت إن المرحلة الثانية لهذه المنطقة ستستكمل بـ 4000 حوض، وفي شهر ديسمبر المقبل 2017 سيتم افتتاح هذه الأحواض».
وأضاف: «لقد تحدثنا عن إنشاء مزرعة عملاقة شرق بورسعيد على مساحة 19 ألف فدان، وموضحا انه تم الانتهاء من حجم ضخم للغاية من هذه المزرعة وجار استكمالها وسيتم الانتهاء منها في 30 يونيو 2018.
وتابع: «أصبحت لدينا بركة غليون ومزارع هيئة قناة السويس ومزارع شرق بورسعيد، بالإضافة إلى البحيرات»، لافتا إلى أن القدرات الموجودة قد أهدرت على مدار سنوات طويلة.
وقال: «نحن اليوم نتحدث عن 4000 فدان (المرحلة الأولى من مشروع غليون للاستزراع السمكي)، وفيما يتعلق ببحيرة المنزلة فهي مغلقة لإنتاج الأسماك بشكل طبيعي ولكن الصيد الجائر وعدم الاهتمام العلمي والتعدي عليها وإلقاء مخلفات الصرف الصحي والصناعي والزراعي أدى إلى فقدان القدرة الحقيقية للاستفادة من هذه المزارع».
بحيرة المنزلة
وعن بحيرة المنزلة، قال السيسي: «يوجد جهد منذ عام تقريبا نقوم بعمله في بحيرة المنزلة كمشروع رائد، وذلك عن طريق إزالة التعديات»، ومضيفا: «قد يشعر المواطنون إننا بإزالة هذه التعديات لا نريد مصالحهم ولكنني أقول لهم أنا أريد مصالحكم ولكن هناك مصلحة شاملة وهي مصلحة الشعب المصري جميعا».
وأضاف: «اننا نعمل منذ عام على إزالة التعديات الواقعة على بحيرة المنزلة»، لافتا إلى أن رفع كفاءة البحيرة يتكلف بين 40 و50 مليار جنيه.
ولفت إلى أن مساحة بحيرة المنزلة تقلصت بسبب التعدي والردم من نحو 700 ألف فدان إلى 400 ألف فدان، قائلا: «لو كان تم تطهير هذه البحيرة علاوة على البواغيز ومنع عملية الصيد في الأوقات الدورية كل عام لكي نعطي فرصة للزريعة، لكانت كمية السمك أصبحت كبيرة للغاية».
زراعة الأرز
وفيما يتعلق بموضوع زراعة الأرز على سبيل المثال، أكد السيسي ضرورة مراعاة زراعة أصناف معينة تتناسب مع قدر المياه المتوافر، وقائلا: «إن كل ذلك يصب في صالحنا وصالح شعب مصر وليس صالح مواطن أو اثنين، الزراعة يجب أن تتم وفقا للمياه المتاحة لدينا».
وردا، على مناشدة أحد المواطنين حول ملف غرامات الفلاحين والمزارعين، قائلا: «الفلاحين والمزارعين أهلي وناسي، بس لازم تعرفوا إن الأوطان لا تُبنى بالخواطر بل بالالتزام والانضباط» وطالب السيسي الفلاحين المصريين بضرورة تنفيذ التعليمات، قائلا: «عندما نطلب على سبيل المثال زراعة كذا مساحة ألف فدان من الأرز نلتزم بذلك وبتلك النسبة ولا أحد يتجاوزها.
فالمياه تكون متاحة لهذا المقدار وعند التجاوز نستهلك مياه أكثر».
صُوَب زراعية جديدة
هذا، وأكد السيسي أن الأسابيع المقبلة ستشهد أول إنتاج من الصوب الزراعية، مضيفا انها تبلغ 20 ألف فدان صوب تتراوح مساحة الواحدة بين فدان و3.5 فدادين، وسيتم افتتاحها طبقا للمواصفات والمعايير العالمية قبل 30 يونيو المقبل».
وذكر أن التكلفة الإجمالية لهذه الصوب يصل الى 20 مليار جنيه، بخلاف محطات المياه والمعالجة أو المنشآت الأخرى المرتبطة بالمشروع.
مشاريع ضخمة
هذا، وقد افتتح الرئيس السيسي، عددا من المشروعات التنموية بعدد من المحافظات، منها «مصنع الفوم ومصنع لإنتاج الثلج، ومحطة تحلية مياه، ومشروع الاستزراع السمكي بالأقفاص البحرية بشرق التفريعة، بمحافظة بورسعيد، ومصنع إنتاج الأعلاف بغليون في كفر الشيخ، عبر تقنية فيديو كونفرانس.
حمدي بدين: نقطة انطلاق تنمية الثروة السمكية بدأت من سيناء
ألقى رئيس الشركة الوطنية للثروة السمكية اللواء حمدي بدين كلمة قال فيها إن الاهتمام بالثروة السمكية وتنميتها بدأت منذ تولى الرئيس السيسي المسؤولية في 2014، موضحا أن بداية الفكرة كانت بتطوير بحيرة البردويل وهي إحدى أهم البحيرات الشمالية بمصر لما لها من سمعة عالمية.
وأشار إلى أن نقطة انطلاق تنمية الثروة السمكية بدأت من سيناء، وذلك طبقا لتوجيهات الرئيس بإنشاء الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية.
وأشار الى أن الهدف من إنشاء الشركة هو المساهمة في تنمية الثروة السمكية بمصر، وتنمية البحيرات المصرية بالتعاون مع الوزارات والهيئات المعنية، والمحافظة على المخزونات السمكية وتنميتها، وإيجاد آلية لمنع الصيد الجائر وصيد الزريعة وإهدار الثروة السمكية في مصر، والإصرار على تنفيذ الراحات البيولوجية للبحيرات المصرية لزيادة المخزونات السمكية، وتطوير صناعة الأسماك في مصر والاستفادة من نقل الخبرات من الدول المتقدمة في مجال تصنيع الأسماك.
وأضاف ان من أهداف الشركة ايضا التوسع في مجال الصيد البحري بعمل بروتوكولات تعاون مع الدول الأفريقية، وإنشاء وحدات ومراكب للصيد تستطيع الصيد خارج المياه الإقليمية مع المحافظة على المعدات الخاصة بالصيد ورفع كفاءتها بالتعاون مع الشركات المتخصصة، والتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والمحافظات التي تقع في نطاقها البحيرات لإزالة التعديات والمخالفات الموجودة بها ومنها استخدام حرم البحيرات أو الاستيلاء عليها، والمحافظة على التوازن البيئي، والاهتمام بالاستزراع المكثف وذلك باستخدام التقنيات الحديثة وبأقل الكميات من المياه وفي الأماكن الصحراوية والنائية، استغلال المناطق غير المأهولة وخاصة الحدودية منها التي كانت تشكل خطرا على الأمن القومي المصري وتستغل في الهجرة غير الشرعية وتحويلها إلى مجتمعات.
وأوضح ان تحقيق الهدف من إنشاء الشركة، التي بدأت أول مشاريعها بتطوير بحيرة البردويل لزيادة إنتاجيتها والمحافظة على المخزون السمكي من خلال الآتي: «تم رفع كفاءة وتطوير 4 مراس للصيد، بالإضافة إلى إزالة العوائق الموجودة بها بإجمالي 3500 طن عوائق، وتطهير البواغيز في المرحلة الاولى، ويتم حاليا استكمال تطهير البواغيز بالتعاون مع هيئة قناة السويس والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، والانتهاء من الدراسات الخاصة بإنشاء قرى للصيادين في منطقة أغزوان، ويتم حاليا اتخاذ الإجراءات التنفيذية لذلك.
ويعد مشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون الذي أشرفت القوات المسلحة على إنشائه، أكبر مزرعة سمكية بحرية على مستوى الشرق الأوسط، حيث تم افتتاح المرحلة الأولى على مساحة 4100 فدان وتمن إقامتها بمنطقة بركة غليون بمركز مطوبس شمال محافظة كفر الشيخ بتكاليف 1.7 مليار جنيه، كما تم وضع حجر الأساس للمرحلة الثانية على مساحة 2815 فدانا التي ستكون مزارع نيلية لأسماك «البلطي والبوري».
وقد تمت إقامة 3 محطات عملاقة بالمشروع منها محطتان لتزويد الأحواض السمكية بالمياه العذبة والمالحة ومحطة لصرف المياه.
وتتكون المحطة الخاصة بتزويد المزرعة بالمياه المالحة من 12 مضخة «طلمبة» بقدرة 72 ألف متر مكعب في الساعة.
وتتكون محطة التزويد بالمياه العذبة من 5 «طلمبات» بقدرة 30 ألف متر مكعب في الساعة، أما محطة الصرف وهي الأضخم بينهما فتتكون من 15 «طلمبة» بقدرة 90 ألف متر مكعب في الساعة، وقد بلغت نسبة الإنجاز بالمرحلة الأولى حتى الآن أكثر من 98%.
حجم الحفر بالمشروع يعادل 6 أهرامات
قال رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات، إحدى شركات جهاز الخدمات الوطنية للقوات المسلحة، اللواء أركان حرب أشرف حامد، إن حجم الحفر بمشروع بركة غليون للاستزراع السمكي، يعادل حجم 6 أهرامات من الهرم الأكبر، وحجم حديد التسليح الذي استخدم في المشروع يعادل مرة ونصف تسليح برج إيفل، والمضخات التي تم استخدامها بالمشروع قادرة على ملء 60 حمام سباحة أوليمبيا في ساعة واحدة.
وأشار حامد خلال شرحه آليات تنفيذ المشروع للرئيس السيسي، إلى أنه توجد 1800 معدة تعمل يوميا بالمشروع، و6 آلاف عامل ومهندس، كما تم استخدام نصف مليون طن من الحجارة.