القاهرة - خديجة حمودة
وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التحية والتقدير والعرفان للشعب على تحمله للإجراءات الصعبة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي كان ضروريا، وإلا فإن البديل كان «طريق الضياع».
وقال الرئيس السيسي - في حديثه أمام الاحتفال بالذكرى الـ 67 لعيد الشرطة، امس «إن برنامج الإصلاح الاقتصادي كان شديد القسوة، لكنه كان حتميا، حيث كان المطلوب إجراء معالجة حاسمة للحالة التي كان الاقتصاد قد وصل إليها، لافتا إلى أن ما تضمنه البرنامج من تغيير سعر الصرف كان له تأثير ضاغط على أبناء الشعب المصري، مشددا على أنه رغم قوة الإجراء إلا أنه كان العلاج الناجح والحاسم حتى يمكننا تجاوز التحدي الكبير بشكل علمي وواقعي».
وأكد الرئيس السيسي أنه لم يكن هناك من طريق آخر أمام مصر سوى المضي قدما في هذا البرنامج الاقتصادي، لأن البديل كان ببساطة «طريق الضياع» نظرا لما يمثله الاقتصاد من أهمية كبرى للدول.
وأضاف: «إننا قد قطعنا الشوط الأكبر من برنامج الإصلاح الاقتصادي، فإننا نكون قد قطعنا مرحلة صعبة وحاسمة، مشيرا إلى أن ما تبقى من البرنامج ليس كثيرا، كما لن يكون أقسى مما كنا فيه».
وتابع الرئيس السيسي: «مصرون على المضي قدما في هذا البرنامج حتى نهايته لكل ما يمثله من أهمية كبرى لنا وللأجيال القادمة».. وجدد الشكر والعرفان للشعب على تحمله لتلك الإجراءات الصعبة، خاصة أن كل المؤشرات الصادرة عن المؤسسات الدولية المختصة تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح، وسوف نستمر بنفس الهمة والإصرار والعزم لتحقيق ما نتمناه لبلدنا وبسواعد أبنائنا.
في سياق متصل، أكد الرئيس أن التاريخ سيكتب بحروف من نور أسماء كل من ساهم في الدفاع عن أرض الوطن.
وقال «إن يوم الخامس والعشرين من يناير عام 1952 لم يكن يوما عاديا كباقي أيام مصر أثناء الاحتلال، لافتا إلى أنه كان مقدرا له أن يخلد في تاريخ هذا الوطن وأن يظل رمزا لبطولة وفداء رجال الشرطة الذين رفضوا تسليم أسلحتهم لقوة تفوق عددهم عددا وعتادا».
وأضاف «أن ذلك الموقف من رجال الشرطة يعبر بكل صدق عن الشخصية الوطنية للشعب المصري العظيم، تلك الشخصية التي تنشد السلام ولكنها قادرة على القتال بكفاءة إذا تطلب الأمر وحان الوقت.. شخصية تتميز بالصبر ولكنها تفيض كذلك بالإصرار في الحق والصمود في وجه الأزمات.. شخصية صنعتها أحداث الدهر الطويلة وصاغتها تجارب التاريخ المتعددة وثقلها تمسك المصريين الأبدي بتراب وطنهم وكبريائه وكرامته».
وشدد الرئيس السيسي على أن رجال الشرطة أبناء أوفياء لشعب مصر الأبي، أبناء يخرجون من جنبات الأسرة المصرية يحملون داخلهم قيم هذه الأسرة ومبادئها، ويحفظون عهد حماية أسرهم وأخواتهم ومواطنيهم من كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة، ويتصدون جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة الباسلة للإرهاب وعناصره الآثمة، ويسقط منهم الشهداء والمصابون، فلا يزيدهم ذلك إلا إصرارا على صون الوطن وحماية المواطنين.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته، إلى أن التحديات التي واجهتها مصر خلال السنوات الماضية، سيكتب التاريخ أنها كانت من أصعب ما واجه هذا الوطن على مدار تاريخه الحديث، كما سيكتب التاريخ أيضا بحروف من نور أسماء وبطولات كل من ساهم خلال تلك الفترة القاسية في حماية وطنه والدفاع عن مقدرات شعبه، فلم يرهبه الخوف من عدو، ولم تر عيناه سوى مصلحة الوطن وأمنه واستقراره.
وأوضح أنه خلال السنوات الماضية واجهتنا وما زالت تواجهنا صعوبات وتحديات جسام، أخطرها محاولات جماعات الظلام والشر نشر الإرهاب بغرض ترويع المجتمع الأمن، ظنا منهم أنهم يستطيعون بالإرهاب تحقيق أهدافهم الخبيثة، وتقديرا خاطئا لقوة وصلابة هذا الشعب وأبنائه في القوات المسلحة والشرطة.
وقال الرئيس السيسي، موجها حديثه لجماعات الظلام، «لهؤلاء أقول ولكل من يعتقد أنه بمقدوره هزيمة إرادة مصر وشعبها، إن هذا الشعب كريم الأصل يمتلك بداخله حكمة تكونت عبر آلاف السنين، ولديه بصيرة نافذة تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وهو قادر بمشيئة الله وبقوة الحق وبكفاءة جيشه وشرطته على التصدي لكل مخططاتكم والمضي قدما بثبات في معركته الكبرى للتنمية والإصلاح، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأمل في المستقبل، ولا شيء يعطل جهود التنمية والبناء والتقدم».
وفي سياق متصل، وجه الرئيس السيسي التهنئة والتحية للشعب المصري بمناسبة ثورة 25 يناير 2011، مشيرا إلى أنها ثورة عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن ينعم فيه جميع أبناء الشعب بالحياة الكريمة، مشيرا إلى أن الشعب المصري ينتقل بثبات بعد سنوات عاصفة ومضطربة من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار إلى مرحلة البناء والتعمير.
وأضاف «كما نستكمل بجدية واجتهاد ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى انطلقت في جميع أنحاء البلاد لتغير الواقع المصري إلى ما نطمح فيه وإليه من تنمية شاملة ومستدامة.. وتسير خطوات الإصلاح والاقتصاد طبقا للبرامج المدروسة بدقة وعناية وبمنهج علمي متكامل، ونحصد ثمار هذا العمل الدؤوب في مؤشرات تتحسن باطراد سواء فما يتعلق بزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي ونصيب الفرد منه واحتياط النقد الأجنبي وتحسن معدلات التشغيل وتضيق عجز الموازنة.. وسنستمر بإذن الله تعالى وتوفيقه شعبا وحكومة في تأدية واجبنا الوطني على جميع المسارات».
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته، على أن الجميع مستمر، شعبا وحكومة، في تأدية واجبه الوطني على جميع المسارات، والتصدي للإرهاب وكسر شوكته وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسي والقانوني، فضلا عن مواصلة الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، ونشر الوعي وثقافة التسامح ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر في قلب الليل نورا يضيء للمنطقة ويقدم للعالم نموذجا ملهما في التعايش والسلام الاجتماعي.
وتوجه الرئيس السيسي بالتحية إلى أعضاء هيئة الشرطة، لمن مازال منهم يواصل عطاءه ومن تقاعد، مؤكدا أن تضحياتهم محل تقدير من الشعب المصري الأصيل الذي يحفظ العهد ويدرك قيمة جهود أبنائه من رجال الشرطة.. كما وجه تحية تقدير وعرفان لأرواح شهداء الشرطة الأبرار والمصابين وعائلاتهم، مشددا على أن مصر لن تنسى أبدا تضحياتهم.
واختتم الرئيس السيسي كلمته، قائلا «حفظ الله بكم جميعا هذا الوطن الغالي ليحيا دائما في أمن وسلام، ماضيا في مسيرته نحو المستقبل الأفضل بعزم وثقة وإيمانا لا يتزعزع بقيمة هذا الوطن العزيز الذي يعلو ولا يعلى عليه.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».