بيروت ـ عمر حبنجر
«تهبيط» الحيطان على رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان مستمر، وموجة جديدة من تصريحات الوزير السابق وئام وهاب المعترضة على الرئيس انطلقت امس مؤكدة ما سبقها، واصفا القوى التي هبت للدفاع عن الرئيس التوافقي بـ «جوقة المنافقين» في وقت اعتبرت قوى 8 آذار نفسها غير معنية ومثلها العماد ميشال عون الذي انطلقت حملة وهاب من منصة دارته في الرابية.
ويتزامن هذا التصعيد بوجه سليمان مع تحديد موعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق يومي 4 و5 ابريل المقبل على رأس وفد وزاري. وسيتخلل زيارة الحريري الثانية الى دمشق الاجتماع الاول للجنة الوزارية اللبنانية ـ السورية برئاسة رئيسة وزراء البلدين لمراجعة الاتفاقات المعقودة في ضوء ملاحظات وضعها الوزراء المعنيون، وقد زار السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي السراي الكبير امس لاول مرة والتقى الحريري الذي كان وجه له الدعوة الى العشاء التكريمي الذي اقامه مساء امس تكريما لرئيس وزراء الاردن سمير الرفاعي الموجود في بيروت، علما ان السفير السوري التقى اول من امس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطار تحرك مستجد له وغير مسبوق.
سليمان يتجاهل الحملة ضده
وكان مجلس الوزراء عقد جلسة له في القصر الجمهوري مساء اول من امس خصصت للبحث بخطة القطاع السياحي، وتحدث الوزراء عن الحملة ضد الرئيس الذي رفض مناقشة الامر داخل الجلسة.
وزير الاعلام طارق متري قال ان الرئيس سليمان اعتبر ان الدعوة الليبية للمشاركة في القمة العربية اتت مخالفة للاصول الديبلوماسية وغير لائقة وفي حقيقة الامر لم يتسلمها لبنان، واستطرد قائلا: ما دامت لم تردنا دعوة فإن مسألة حضور القمة غير مطروحة. وقد تم ابلاغ ذلك للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي امضى يوما واحدا في بيروت. واعتبر سليمان ان التعنت الاسرائيلي في الاصرار على بناء المستوطنات شرقي القدس يشير بوضوح الى ان التهديدات التي يطلقها العدو ضد لبنان تستدعي تحصين وحدتنا الوطنية في مواجهة الاخطار العدوانية. واشار الى الاهمية البالغة في اجتماع اللبنانيين ضمن هيئة الحوار الوطني، واعرب عن الامل في ان تستمر المؤسسات الدستورية وفي طليعتها مجلسا النواب والوزراء بدورها.
آلان عون: كلام وهاب رسالة
في غضون ذلك، اعرب النائب آلان عون، عضو كتلة التغيير والاصلاح، عن اعتقاده بان موقف وهاب والذي دعا من الرابية رئيس الجمهورية الى الاستقالة هو في مكان ما رسالة معينة تقصد توجيهها، لكن يجب الا تعطى ابعادا اكثر مما تحتمل. واعتبر آلان عون ان في المسألة تضخيما اعلاميا، وقال لـ «صوت لبنان» ان ذلك حول الموضوع الى حملة منظمة ضد الرئيس ودون ان يوضح موقف التيار الوطني الحر من هذه الحملة، قال ان موقف التيار يعبر عنه التيار وليس الحلفاء، والعماد عون بشكل اساسي ووزراؤه ونوابه. وعن الانتخابات البلدية، لفت الى ان اللبنانيين لا يعلمون حتى الآن ما اذا كانت ستجرى انتخابات بلدية واختيارية ام لا، واعتبر ان هناك فرقاء يضمرون غير ما يعلنون. من جهته، قال عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت ان الحملة على الرئيس تنسجم مع كل الحملات الهادفة الى ضرب جميع مؤسسات الدولة على خلفية ان البعض قد صدم باستمرارية الدولة اللبنانية رغم كل المحاولات السابقة واللاحقة الى حد فقدان الاعصاب.
المستشار الرئاسي: استبعد الخلفية السورية
الى ذلك، شدد المستشار السياسي للرئيس سليمان النائب السابق ناظم الخوري على ان الرئيس انتخب كوفاقي، الا ان نهجه في الحكم لا يعني الحياد. وحول ما اذا كان كلام وهاب رسالة سورية غير مباشرة، استبعد الخوري ان تكون العلاقة السورية ـ اللبنانية تختزل بأشخاص، مؤكدا ان الرئيس سليمان كان المبادر الى احياء العلاقات الجيدة مع سورية ورئيسها بشار الاسد. وشدد على ان ردات الفعل ضد التعرض للرئيس كانت واضحة من كل التيارات السياسية، واستبعد ان تضعف الحملات الرئيس سليمان الصلب في طبعه، وهو الذي حارب الارهاب ووقف بوجه العدو الاسرائيلي، وقال: ان هدوء سليمان ليس ضعفا بل حكمة في اتخاذ القرارات وليس التلكؤ.
وهاب يتابع حملته
الانطباعات في ضوء ردود الفعل ذهبت باتجاه الاعتقاد بان رئيس تيار التوحيد لن يعاود مناطحة صخرة الرئاسة، فاذا به يصف في تصريح جديد كل من رد على تعرضه للرئيس سليمان ودعوته للاستقالة بـ «جوقة المنافقين»، وحمل وهاب على رئيس حزب القوات د.سمير جعجع والوزير بطرس حرب معتبرا ان الاخير تولى الوزارة على انقاض قصر بعبدا يوم كان مقيما في فندق السمرلاند.
واضاف وهاب: الحمد لله لقد سمعنا صوت الوزير عدنان السيد حسين (من فريق الرئيس سليمان) وهو وزير الـ 9 محير، الذي قال ان كلام وهاب من رأسه. وقال وهاب: اريد ان اسأله من اين يأتي هو بكلامه كي نتعلم منه؟ وتابع وهاب يقول: لم ندع رئيس الجمهورية الى الاستقالة الا لأننا حريصون على صورته وعلى موقعه لأنه تحدث مرات عدة عن تعديل الدستور ولم يتجاوب معه احد، وتحدث عن شفافية التعيينات ورأينا تعيينات ولا ابشع. في غضون ذلك، تركزت خطب الجمعة في مساجد لبنان امس على ما يجري في القدس من اعمال تهويد واعتداءات على المسجد الاقصى والمؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية، واقترنت هذه الخطب بالدعوة للحيطة والحذر من النوايا الاسرائيلية الشريرة. وسارت تظاهرة من منطقة البسطة الى مقر الامم المتحدة في وسط بيروت بعد صلاة الجمعة نظمتها الاحزاب الوطنية والقومية بالتعاون مع حزب الله تنديدا بالاجرام الاسرائيلي.
صفير يستغرب الهجوم على الرئيس
البطريرك الماروني نصرالله صفير بدوره استغرب امس الهجوم على الرئيس سليمان، وشدد على انه ضد اي موقف يمس هيبة الرئاسة والرئيس والمؤسسات الدستورية.
ونقل النائب السابق غطاس خوري عن البطريرك قوله امس انه يؤيد الرئيس سليمان والمؤسسات.
واقرأ ايضاً:
الخوري لـ «الأنباء»: الكتائب علَّقت عضويتها في أمانة 14 آذار
أخبار وأسرار لبنانية
اقتراحات لبنانية وسورية لتعديل الاتفاقات الثنائية
جنبلاط يتجول على المنارة ويزور مقاهي ومطاعم دون حراسة
سكاف وفتوش التقيا خارج زحلة تمهيداً لحلف ثنائي في «البلدية»
موقوفو «فتح الإسلام» يثيرون الشغب في سجن رومية