بيروت ـ عمر حبنجر
جدد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إعلان عزمه زيارة دمشق قريبا، لتوقيع عدد من الاتفاقات، فور انجاز ملفاتها.
وكان يوم 13 الجاري موعدا مفترضا لهذه الزيارة، لكن عدم استكمال الملفات، وعدم تطابق المواعيد مع دمشق، فضلا عن مصادفة يوم 13 ابريل ذكرى اندلاع الحرب في لبنان عام 1975 استدعى التوافق على تأجيل الزيارة الى موعد آخر ليس ببعيد.
وينتظر ان يكون هناك موقف لرئيس حكومة الوفاق الوطني بهذه المناسبة.
العلاقات اللبنانية ـ السورية احتلت مكانا فسيحا على طاولة المباحثات بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والمسؤولين الاسبان في اليوم الأخير من زيارته لمدريد، وذلك الى جانب مستقبل الوضع في الشرق الأوسط في ضوء التعنت الإسرائيلي حيال عملية التسوية السلمية.
وفي إطار التحضير لزيارة الحريري الثانية الى دمشق تقرر إيفاد عدد من المديرين العامين الى العاصمة السورية للتباحث مع نظرائهم السوريين في ضوء المراجعة التي أجريت في البلدين للاتفاقيات المعقودة بينهما.
وكان رئيس الحكومة ألمح في مدريد الى ان ما يشاع عن برودة علاقته مع دمشق، انتاج محلي لبناني لا أساس له الا في مخيلة مشيعيه.
وبالمناسبة، توقع ديبلوماسي لبناني في مدريد قيام العماد ميشال عون بزيارة لاسبانيا في 19 ابريل الجاري بدعوة رسمية.
وكان عون استقبل سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشيل سيسون في الرابية يوم الجمعة.
كما استقبل نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي الذي تحدث بعد اللقاء عن «مسرحية الانتخابات البلدية» أو المناورة الكبرى التي استعملت فيها كل أدوات السلطة على مستوى مجلس الوزراء. ورأى الفرزلي ان وزير الداخلية والبلديات زياد بارود كان هو الضحية على هذا الصعيد، اذ بعد ان أنتج قانونا تحت عنوان إصلاحي عملت الأكثرية على اجهاضه في مجلس النواب.
الدخول في مدار الانتخابات البلدية
في هذا الوقت دخلت القوى السياسية والحزبية مدار الانتخابات البلدية، التي باتت من تحصيل الحاصل، وبدت مختلف القوى السياسية والعائلية في سباق مع المواعيد الأربعة التي حددها وزير الداخلية زياد بارود، التي حشرت الجميع فرفعت جهوزيتها الى الأقصى، فأنجز «حزب الله» و«أمل» تحالفهما التام حول الانتخابات البلدية على جميع الأراضي اللبنانية، وبما يضمن توفير فوز العشرات من المجالس البلدية بالتزكية التي توفر على الدولة الكثير من المصاريف والأعباء، وتوفر للمجلس البلدي الفائز بالتزكية الحصول على 50 مليون ليرة لبنانية بإمكانها المساعدة في إطلاق أعماله.
اما التيار الوطني الحر الذي ينسق مع حزب الله وضمنا مع حركة امل فقد اطلق العنان لماكينته الانتخابية التي تضم 612 وحدة، في المناطق المسيحية، تحت عنوان محاربة الفساد والفاسدين في بيروت التي هي «بيضة القبان» في مصير هذه الانتخابات، مازال رئيس الحكومة سعد الحريري يسعى الى ضم جميع القوى والتيارات والفعاليات الى المجلس البلدي المؤلف من 24 عضوا والذي يرأسه تقليدا مسلم سني من أبناء بيروت، في ائتلاف انتخابي على غرار انتخابات 1998 و2004.
لكن التيار الوطني الحر، الذي تراجع عن شرط تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر انتخابية، وعن اعتماد النسبية مقابل «حصة حرزانة» في المجلس البلدي الجديد، تردد ان الرئيس الحريري عرض عليه ثلاثة مقاعد من أصل المقاعد المسيحية الاثني عشر، الا ان عون طالب بنصف الأعضاء المسيحيين اي ستة أعضاء، إضافة الى الأعضاء الأرمن في المجلس البلدي من حزب الطاشناق.
ويبدو ان حزب الله يؤيد طرح العماد عون رغم ان الانتخابات النيابية الأخيرة في بيروت أطاحت بمرشحي عون جميعا وعلى رأسهم نائبه اللواء عصام أبوجمرة.
وفي المعلومات ان الحريري عرض الى جانب المقاعد الثلاثة المقعدين الارمينيين في بيروت الشرقية ما يرفع العدد الى خمسة لكن رئيس تكتل الاصلاح والتغيير اصر على طلبه.
استمرار الكلام عن التأجيل!
هذا التعقيد للعملية البلدية في بيروت، عزز المخاوف من تأجيل الانتخابات رغم الدعوة اليها وتحديد مواعيدها، وفق جريدة «الشرق» القريبة من رئيس الحكومة، لا بل ان هذه الصحيفة تنبأت بحتمية التأجيل لاعتبارين ضيق الوقت الناجم عن المماطلة، ورغبة المسؤولين اللبنانيين في تجنب انفاق المزيد من الاموال على انتخابات بلدية عالية الكلفة.
لكن النائب روبير غانم رئيس لجنة الادارة والعدل الذي كان الاكثر متابعة لموضوع البلديات، استبعد امس، التمديد للمجالس البلدية الحالية.
الاتفاقية الأمنية
والى جانب الجولة الثانية للحوار الوطني منتصف هذا الشهر، ثمة عنصر اضافي، يمكن ان يلعب في عكس الاتجاهات الايجابية للاستحقاقات البلدية، كآلية التعيينات الادارية المؤجلة من اسبوع الى آخر، والتعيينات الادارية التي ستكون على طاولة مجلس الوزراء غدا الاثنين، وكذلك الموازنة العامة المنتظرة للتوافق السياسي حولها، وصولا الى «الاتفاقية الامنية» مع السفارة الاميركية في بيروت، والتي يفترض ان يرفع رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله تقريره عنها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وعد بان يبني على الامر مقتضاه.
سحب سلاح الحزب من التداول؟
مصادر في قوى 14 آذار تخوفت من ان يطرح جنبلاط على طاولة الحوار التي ستعاود الانعقاد في 15 ابريل سحب موضوع سلاح حزب الله من التداول، في ضوء العلاقة المستجدة بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي، وذلك في سياق بحث بند الاستراتيجية الدفاعية، وضمن اطار توفير الدعم للمقاومة، وهو ما سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان اكد عليه من خلال القول ان سلاح حزب الله خارج دائرة النقاش. وتقول المصادر ان هذا الامر من شأنه ان يحول الحوار الى اشتباك سياسي، على اعتبار ان فريق 14 آذار لا يرى استراتيجية دفاعية بمعزل عن حزب الله وسلاحه، انطلاقا من تفاهم الدوحة الذي اعقب احداث السابع من مايو.
وتجنبا للوصول الى هذا تتكثف الاتصالات لمعالجة الامور قبل الوصول الى قاعة «22 تشرين» في القصر الجمهوري حيث طاولة الحوار.
التأجيل أفضل علاج
بيد ان ما حصل في قوسايا وكفر زيد من اشتباكات داخلية، بين اطراف في القيادة العامة للجبهة الشعبية شكل عامل ضغط اضافيا على موضوع السلام الفلسطيني خارج المخيمات، الذي هو موضع عناية هيئة الحوار التي قررت سحبه في وقت سابق، الامر الذين من شأنه فرض ملف سلاح الحزب على الطاولة، التي قد يجد الرئيس ميشال سليمان من الانسب والاسلم تأجيلها الى موعد لاحق للانتخابات النيابية على الاقل.
مواعيد الانتخابات البلدية في لبنان
بيروت: حدد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود مواعيد
الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان على الشكل التالي:
-
- الثاني من مايو في محافظة جبل لبنان.
-
- التاسع من مايو في محافظتي بيروت والبقاع.
-
- الثالث والعشرين من مايو في محافظتي الجنوب والنبطية.
-
- في الثلاثين منه في محافظة الشمال.
واقرأ ايضاً:
السيد حسين لـ «الأنباء»: زيارة الحريري إلى سورية مهمة أكثر مما يعتقد البعض
قاسم يطالب بتعديلات على الاتفاقية الأمنية مع أميركا
أخبار وأسرار لبنانية
«الجبهة الشعبية - القيادة العامة» استحدثت مواقع جديدة في جرود وتلال قوسايا
المجلس العدلي يستأنف محاكمة 3 متهمين بتفجيري «عين علق»