انسحاب النائب نديم الجميل من احتفال حزب الكتائب «مع خمسة من أعضاء المكتب السياسي أبرزهم سجعان قزي» شكل الحدث الأبرز في هذا الاحتفال الذي نظم في «فوروم بيروت»، وشكل خطوة جديدة على طريق «الصعود الثابت» للنائب سامي الجميل داخل الحزب، بحيث لم تعد مسألة ارتقائه الى سدة الرئاسة الا مسألة توقيت واخراج.
نجح حزب الكتائب في تقديم عرض قوة «تنظيمي» مثبتا انه مازال يتمتع بقدرة وماكينة تنظيمية، وفي تقديم عرض قوة «شبابي» عبر حشد من كوادر ومسؤولي الحزب ناهز الثلاثة آلاف وعكس «الدم الجديد» الذي ضخ في عروق الحزب من خلال مشاركة وجوه كتائبية جديدة تمثل «الجيل الجديد» للكتائب وقياداتها المستقبلية. ولكن حزب الكتائب لم ينجح في تقديم مشروع سياسي متكامل وقيادة متماسكة، فجاء خطاب النائب سامي الجميل زاخرا بعناصر الاثارة والحماسة معاكسا المناخ السياسي العام ومتحدثا عن الماضي القريب أكثر منه عن المستقبل، الا ما خلا اشارته المفاجئة الى مشهد تسليم حزب الله سلاحه للجيش اللبناني.
وجاء انسحاب النائب نديم الجميل ليطرح تساؤلا عن السبب الفعلي لهذه الخطوة الاعتراضية التي تعزز الأقاويل بشأن «علاقة صعبة» داخل الحزب الواحد بينه وبين ابن عمه سامي الجميل مرشحة للتصاعد أكثر من الأيام وفي تكرار للعلاقة التي كانت قائمة بين والديهما بشير وأمين الجميل. وعلم ان انسحاب نديم الجميل جاء قبل القاء سامي الجميل كلمته واحتجاجا على الخرق الحاصل لترتيبات الاحتفال التي تقضي بحصر كلمة الحزب السياسية بالرئيس أمين الجميل، وما حصل ان كلمة رئيس الحزب طغى عليها الطابع الحزبي التوجيهي، فيما جاءت كلمة النائب سامي الجميل سياسية بامتياز، وما كان النائب نديم الجميل يريده ان تحصر الكلمات بالرئيس الجميل، واذا حصل خرق لا يحصر الاستثناء في النائب سامي الجميل وانما يشمله هو أيضا وتكون له كلمة.
النفور السياسي بين نديم وسامي الجميل كان سجل في أكثر من محطة أخيرا كان أبرزها مقاطعة سامي الجميل لقاء البريستول واحتفال 14 شباط مقابل حضور نديم مع والدته السيدة صولانج، وانفراد سامي الجميل في العلاقة الجديدة بين حزب الكتائب وتيار المردة.