بيروت ـ داود رمال
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه يشعر بآلام الأهل والأصدقاء الذين فقدوا أحباءهم في انفجار مرفأ بيروت «وأنا واحد من الذين فقدوا غاليا يومها»، داعيا القضاء إلى أن يذهب إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، «وأنا معه، وإلى جانبه، حتى انجلاء الحقائق وتحقيق العدالة».
وقال في رسالة متلفزة إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى الأولى لانفجار المرفأ «عندما يضع رئيس الدولة نفسه بتصرف القضاء لسماع إفادته فلا عذر لأحد بأن يمنح نفسه أي حصانة، أو يتسلح بأي حجة، قانونية كانت أم سياسية، كي لا يوفر للتحقيق كل المعلومات المطلوبة لمساعدته في الوصول إلى مبتغاه».
وإذ أشار رئيس الجمهورية إلى ان التحدي الذي يواجهه المحقق العدلي ومعه القضاء لاحقا هو كشف الحقيقة وإجراء المحاكمة وإصدار الحكم العادل في فترة زمنية مقبولة، «لأن العدالة المتأخرة، ليست بعدالة»، موضحا أنه يلتزم الدستور ويحترم فصل السلطات، ولا يرى ما يمنع على المحقق العدلي أن يستجوب من يعتبره مفيدا للتحقيق، معتبرا أنه من المناسب ترك التحقيق يأخذ مجراه بعيدا عن الضغوط من أي جهة أتت، ومعاهدا أهالي الشهداء أن الدماء التي سالت في ذلك اليوم المشؤوم، لن تذهب هدرا، وأن الحقيقة آتية ومعها القصاص العادل لكل مسؤول عن الكارثة.
ودعا إلى أن يكون إحياء الذكرى محطة نستذكر فيها الشهداء والمصابين والمشردين، بعيدا عن أي تصرف يمكن استغلاله للعبث بالأمن والاستقرار ويسيء إلى معاني هذه الذكرى.
وأكد الرئيس عون أنه سيسعى مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي «ووفقا لمقتضيات الدستور، إلى تذليل كل العراقيل في وجه تشكيل حكومة إنقاذية قادرة بخبرات أعضائها وكفاءاتهم ونزاهتهم أن تنفذ برنامج الإصلاحات المطلوبة والمعروفة»، وشدد على «اننا قادرون معا بتعاوننا، وصبرنا، ومن خلال وضع آليات الحل على السكة الصحيحة، عبر تشكيل حكومة واعدة، والتحضير لانتخابات نيابية ترسي بذور التغيير الحقيقي، تساعد على تجاوز الحاضر المؤلم، والنهوض تدريجيا من الأزمة التي تمزق وطننا وقلوبنا وهناء حياتنا».
ودعا رئيس الجمهورية إلى أن يتمسك اللبنانيون بوحدتهم ويفتحوا صفحة جديدة تعيد لبنان إلى خريطة الابتكار، والنمو، والمنافسة، وتعيد لشبابه الأمل بوطنهم، والرغبة في البقاء فيه، وإعادته وطن الحضارة، والفرح والإبداع.