بيروت ـ عمر حبنجر
لن يسجل احد هدفا في شباك الآخر، خلال جلسة الحوار امس بهذا تحدث الرئيس سعد الحريري الى الصحافيين في القصر الجمهوري اثناء خروجه من قاعة الحوار في القصر الجمهوري.
الجلسة الحوارية التي ترأسها الرئيس ميشال سليمان والتي عين 3 يونيو موعدا آخر لانعقادها، حضرها أقطاب الحوار دون استثناء واستكملت مناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع، مع الاهتمام بمعالجة تداعيات الاشتباكات التي وقعت داخل المعسكرات الفلسطينية في البقاع الشرقي، ما أعاد الى الأذهان قرار هيئة الحوار بسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
وبعد ترحيب الرئيس سليمان بأعضاء هيئة الحوار بوشر البحث من النقطة التي انتهت اليها الجلسة السابقة مع تذكير الفرقاء بميثاق الشرف الذي أجمعوا عليه في جلسات سابقة، واستعرض الرئيس سليمان التطورات على الساحة وخاصة الخروقات والتهديدات الاسرائيلية، كما شدد على تكريس اجواء التهدئة لمواكبة الاستحقاق البلدي.
وقد شهدت الجلسة نقاشات واسعة ومستفيضة للمواقف والتطورات الحاصلة خلال اسبوع، وهذه المواقف بثلاثة اتجاهات، الأول يركز على سلاح حزب الله والثاني يشدد على ضرورة تشعب البحث بالاستراتيجية الدفاعية والثالث يدعو لسحب سلاح الحزب من التداول.
المقاومة وسلاحها
ومعلوم ان ما بين الجلسة الأولى للحوار في التاسع من مارس الماضي، وجلسة الأمس، برزت سلسلة مواقف لكل من الرئيس سليمان ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، فالرئيس سليمان اتخذ مواقف متقدمة من حماية المقاومة أبرزها قوله حمايتها «برموش العيون» والعماد عون لوح بالانسحاب من الحوار اذا ما حصل تسريب للمناقشات في شأن سلاح المقاومة، والنائب جنبلاط دعا الى سحب موضوع هذا السلاح من التداول.
ومع ان فرقاء 14 آذار لم يخوضوا سجالات علنية بهذا الصدد فإن الأوساط المعنية فيها قالت امس انها تتمسك باعتبار سلاح حزب الله مسألة خلافية، كانت هي في أساس الدعوة للحوار، وان هذه القوى ترى ان طاولة الحوار هي الاطار السليم والمتوافق عليه للمضي في النقاش ضمن اطار السعي للاستراتيجية الدفاعية.
وأتت جلسة الأمس في ضوء تطورات خارجية متسارعة عقب الخروقات الاسرائيلية الاخيرة «للخط التقني» الحدودي وبرفع وتيرة التهديدات الاسرائيلية على خلفية المزاعم الاسرائيلية والغربية الحليفة لها بأن سورية زودت حزب الله بصواريخ «سكود» يصل مداها الى 300 كيلومتر، علما ان دمشق نفت هذه الافترائات حيث اكد مصدر سوري لـ «سانا» ان مثل هذه التصريحات تبين بشكل واضح تحضير اسرائيل لعدوان ضد اهداف سورية وذلك للهروب من استحقاقات سياسية كعملية السلام ولتغطية إجراءات ميدانية كعملية الترانسفير التي شرعت بتنفيذها في الضفة الغربية ضد نحو 70 ألف فلسطيني.
عون: جدال وليس حوارا
وعشية جولة الحوار الثانية قال العماد عون ان ما يجري ليس حوارا بل جدال ونقاش، وكل واحد يريد ان يغلب الآخر. ونحن حددنا اصول الحوار، وعلينا ان نجد واقعا يتوافق عليه الفريقان، لا ان ينتصر فريق وينكسر آخر، واعتبر ان البديل عن سلاح المقاومة غير موجود، فكيف نحل قضية التهديد الاسرائيلي، مؤكدا انه لا يؤمن بأن الامم المتحدة ولا اي دولة تؤمن لنا الحماية، وكل من يطرح الاستغناء عن السلاح، يطرح أمرا غير عملي وغير مقبول.
عون وفي اطار تمسكه بسلاح المقاومة شكك بجدوى الحوار في هذه الظروف، واعتبر ان الجيش والمقاومة يكملان بعضهما بعضا، ولهما العدو نفسه.
الحوار في المكان السليم
وقالت مصادر قريبة من الرئيس سليمان ان عنوان الاستراتيجية الدفاعية المطروحة على طاولة الحوار ليس سحب سلاح حزب الله بل كيفية تضافر القدرات الاقتصادية والديبلوماسية والتربوية والعسكرية، وأشارت المصادر الى قدرة سليمان على ادارة دفة الحوار، ليبقى في المكان السليم.
واصطدمت نظرة الرئيس سليمان هذه بوجهة نظر قادة 14 آذار الذين تمسكوا بكون سلاح حزب الله مسألة خلافية بين اللبنانيين، وأن النقاش لن يأخذ بعده الحقيقي حول الاستراتيجية الدفاعية من دون ان يقدم حزب الله تصوره لهذه الاستراتيجية.
معتبرة ان محاولة فصل الاستراتيجية الدفاعية عن سلاح حزب الله لم تفلح، وان طرح احداث قوسايا على مستوى الجبهة الشعبية القيادة العامة هدف الى اثارة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وصولا الى ضبط الوضع على الحدود.
واقرأ ايضاً:
«الأنباء» تنشر شكوى اللواء ريفي ضد أنور رجا
بلديات 2010
جنبلاط في دمشق اليوم
.. والسفير السوري يدعو «القوات» و«الكتائب» لحفل العيد الوطني
مذكرة توقيف لعميل مع الموساد
علاقة الحريري بدمشق: انطلاقة متعثرة