بيروت ـ ناجي يونس
رأى مصدر «معارض» ان التحالف السوري – الايراني والتركي يتعزز نفوذه على مستوى المنطقة يوما بعد آخر وتقبل دول الغرب على التعاطي معه بواقعية أكبر من الماضي الى جانب ان التفاهم السوري – السعودي يترسخ باستمرار.
واضاف المصدر المعارض لـ «الأنباء»: ان العلاقة بين الرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ممتازة والأمير عبدالعزيز يعمل على هذا الخط بشكل دائم وكانت الاشارات السعودية والأوروبية واضحة تمام الوضوح وقد تلقى الرئيس سعد الحريري الرسائل مباشرة وكاملة من هذا القبيل، وعليه ان العمل بروحيتها وان يلتزم بالتحولات اللازمة ويسهم في تسهيل مسارها لبنانيا.
واضاف المصدر المطلع ان الرئيس الأسد سيرسي علاقات سورية مع لبنان على أسس واضحة جدا ومن دولة الى دولة وهو لن يتدخل في التفاصيل اللبنانية الداخلية وستعتمد القيادة السورية على نهج محدد يقضي بتحقيق المصالح المشتركة وعلى الثوابت المعروفة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحقوق العربية وحماية المقاومة، ملاحظا ان حلفاء سورية في لبنان يعززون حضورهم ونفوذهم مما يغني السوريين عن التدخل وقد أظهر الرئيس سليمان انه يتناغم مع الجميع ويحرص على مصلحة الدولة اللبنانية ويتفهم المواقف كلها الا انه لا يمزح في ثوابت أساسية ولا يساوم عليها وعلى رأسها العلاقات الاستراتيجية مع سورية والمقاومة.
وتوقع المصدر ان يظهر الرئيس الحريري انه منسجم مع هذه التوجهات والنصائح التي أسديت له وعليه ان يثبت حسن نواياه حيال سورية في المستقبل القريب فالوقت داهم، وبالتالي لم يعد ممكنا متابعة النهج القائم على أساس «ضربة على الحافر وضربة على المسمار» وسط استمرار «الصقور» وعلى رأسهم الرئيس السنيورة والنائب أحمد فتفت بإطلاق المواقف نفسها من دون أي تحول في أدائهما، بما لا يظهر العزم على الالتزام الفعلي بالتحولات. وهذا برأي المصدر المعارض غير مؤكد مادام تحالفه مع القوات مستمرا وان قوى 14 آذار الى جانبه وهي تطلق المواقف نفسها من سورية وسلاح حزب الله؟!
وفي رأي المصدر ان أحدا لم يطلب من الحريري ان يفك تحالفه مع القوات الا انه عليه شخصيا ان يدرك ان ترسيخ التحالف مع السوريين يعني تلقائيا الابتعاد عن القوات ومسارها المتشدد فهل يعقل ان يكون الحريري في مناخ سياسي ويدعم بشكل غير مباشر مناخا مغايرا؟ لم يعد هناك اصطفاف تقليدي يقوم على الانقسام العمودي بين قوى 8 و14 آذار على كامل المساحة اللبنانية كما يقول المصدر الوثيق الصلة بحلفاء دمشق في بيروت بل أصبح هناك «توزع قوى» حيث هناك تكتل التغيير والإصلاح وحزب الله والى جانبهما الرئيس نبيه بري ثم النائب وليد جنبلاط الذي يقف مع هذه القوى في دعم الثوابت الوطنية والقومية وحماية المقاومة، وهناك الرئيس الحريري ثم حزب الكتائب فالقوات التي تقف الى أقصى اليمين المتطرف.
وفي رأي المصدر انه لا حرب في الأفق المنظور، وان وزيرة الخارجية الأميركية أكدت للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ان الظروف في الشرق الأوسط قد تبدلت وبات التوازن عنوان المرحلتين الراهنة والمقبلة مما يعني ان أي مغامرة لن تكون سهلة على الإطلاق.