-
المعلم يحذّر واشنطن من تبني الادعاءات الإسرائيلية: ما يزعزع الاستقرار هو إتخام إسرائيل بالأسلحة الأميركية
عواصم ـ هدى العبود ـ منصور شعبان ـ محمد حرفوش ووكالات
تعليقا على الزعم الأميركي والإسرائيلي بتهريب أسلحة متطورة من سورية الى المقاومة، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في بيان صادر عن مكتب العلاقات الإعلامية في الحزب أن حزبه «غير معني في ان ينفي أو يؤكد» امتلاكه لأي سلاح.
وقال نصرالله خلال لقاء مع «هيئة دعم المقاومة» وهي هيكلية تابعة للحزب تهتم بتأمين الدعم المالي واللوجستي والاجتماعي له، ان «حزب الله لا يعتبر نفسه معنيا على الإطلاق في ان ينفي او يؤكد تملكه لأي سلاح».
واضاف «هذه سياستنا ونؤكد على هذه السياسة»، موضحا «سياستنا الثابتة اننا غير معنيين لا ان نؤكد ولا ان ننفي هل وصلنا سلاح أم لا أو أتينا بسلاح أم لم نأت، لذلك لم نعلق ولن نعلق».
وقال نصرالله «ان نمتلك اي سلاح ـ اي سلاح يخطر في بالكم وبالهم ـ هو حقنا الشرعي والقانوني والأخلاقي والإنساني، لأن هذا السلاح نريده ليدافع عن الناس الشرفاء والمظلومين والمهددين بفعل الوجود السرطاني لدولة إسرائيل».
وتابع «حيث يمكننا ان نمارس هذا الحق سنمارسه ولن نتوانى على الإطلاق»، مؤكدا رفضه «ان يناقشنا احد في هذا العالم بحقنا».
ردا على غيتس
وعلق على إعلان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان حزب الله يملك من الصواريخ والسلاح اكثر مما تملكه غالبية حكومات العالم، بالقول «هذا الأمر صحيح ام خطأ ايضا لن اعلق».
إلا انه توقف عند وقوف غيتس لدى إدلائه بالتصريح الى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي تملك حكومته «سلاح جو لا تملكه أكثر حكومات العالم، وأسلحة نووية لا تملكها أكثر حكومات العالم، وأسلحة كيميائية ومحرمة دوليا وقانونيا لا تملكها أكثر حكومات العالم».
واضاف ان باراك «يمارس إرهاب الدولة ويقتل النساء ويرتكب المجازر في لبنان وفي فلسطين»، منتقدا موقف الولايات المتحدة ممن يملك سلاحا في لبنان او فلسطين او سورية او ايران «ليدافع به عن اطفاله ونسائه ودماء شعبه».
وقال «هذا منطق نرفضه وهذا منطق مدان».
من جهته حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة من تبني الادعاءات الاسرائيلية بخصوص تزويد دمشق لحزب الله اللبناني بصواريخ من طراز سكود.
سيناريو مكرر
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المعلم قوله انه «في الوقت الذي بات العالم يعترف بالدور البناء الذي تقوم به سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، مازال الرأي العام يتذكر حملة الافتراءات الأميركية قبل الحرب على العراق ويبدو ان الادارة الاميركية الحالية تحاول تكرار السيناريو ذاته».
وأضاف المعلم «اننا نحذر الولايات المتحدة من تبني الادعاءات الاسرائيلية الباطلة ونؤكد ان ما يزعزع استقرار المنطقة بالفعل هو اتخام الولايات المتحدة اسرائيل بجميع الأسلحة المتطورة ومجاراتها لمزاعم الحكومة الاسرائيلية الباطلة على حسابنا».
في سياق مواز وردا على نفي الخارجية اللبنانية علمها بزيارة وفد أمني أميركي الى منطقة المصنع الحدودية مع سورية، قال مصدر في السفارة الاميركية في بيروت ان الاميركيين الذين زاروا تلك المنطقة في 28 أبريل الماضي كانوا جزءا من فريق تقويم من برنامج المساعدات لمكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
وأوضح ان الزيارة لمنطقة المصنع تمت بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وبناء على دعوة منها كجزء من تقويم الفريق العام لبرنامج المساعدات.
واضاف المصدر انه تم التخطيط للزيارة منذ مايو الماضي، وقد تم التنسيق مباشرة مع وزارة الداخلية ومديرية الأمن العام والجمارك ومكتب الأمن الاستراتيجي في الجيش اللبناني.
وأكد المصدر ان الزيارة لم تكن عملية تفتيش للمنشآت لافتا الى ان هذا البرنامج يدرب موظفي أمن الحكومة اللبنانية والموظفين المكلفين بإنفاذ القانون حول اجراءات الشرطة في التعامل مع الإرهاب، وان موظفي السفارة اجتمعوا شخصيا مع المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني الثلاثاء 27 أبريل، حيث ناقشوا الغرض من الزيارة وبرنامجها في منطقة المصنع وبيروت، كما أكد التنسيق مع وزارة الخارجية في تنظيم الاجتماعات مع الحكومة اللبنانية وفقا للأعراف الديبلوماسية الدولية.
لسنا كوبا ولا كوريا الشمالية
من جهته، علق رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على ردود الفعل الاعتراضية على تفقد اللجنة الاميركية نقطة المصنع الحدودية ورأى في ذلك ارهابا نفسيا متعمدا للدولة اللبنانية، متسائلا ما اذا كان من مصلحة لبنان اقامة علاقة جيدة مع الولايات المتحدة ام لا.
هذه التصريحات تجعل القضية مرشحة للتفاعل على اكثر من صعيد، خصوصا ان البعض في الداخل اللبناني واقليميا بدأ يحذر من اجراءات تدويلية للحدود، مع ما يعنيه ذلك من مخاطــر وتداعيــات نظــرا الى عدم التوافق السياسي على هذا الامر والانعكاسات السلبية على مسار العلاقات بين بيروت ودمشق.
واذا كانت المعاينة الاميركية للحدود قد جاءت في سياق الضغوط على سورية فيما يتعلق بتهريب السلاح الى حزب الله، بعد الاتهامات الاميركية لسورية بتسليم الحزب اسلحة متطورة من ضمنها صواريخ متعددة، فإن هذه الخطوة وبحسب تقرير ديبلوماسي تقرأ في اتجاهات عدة مترابطة، اذ يعتبر التقرير انها اعلان ان الحدود اللبنانية ـ السورية لا تنتظر مآل العلاقات اللبنانية ـ السورية واعلان ان تلك الحدود غير مضبوطة واعلان ان تلك الحدود ستكون تحت المراقبة الدولية وان هذه الحدود خاضعة اصلا للقرار 1701 كما للقرارين 1559 و1680 من زاوية عدم دخول سلاح الى لبنان وان المآل الاخير يمكن ان يكون تدويلا لها.