بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب د.يوسف خليل ان ما أظهرته نتائج الانتخابات البلدية في محافظة «جبل لبنان» لن تغير في الواقع السياسي بشيئا، من واقع الأحجام والأوزان السياسية للفرقاء، نافيا ان تكون نتائج الانتخابات في جبل لبنان مؤشرا الى تقدم فريق معين على حساب فريق آخر، وذلك لاعتباره ان اللوائح الانتخابية جمعت بين المتناقضات السياسية للفرقاء وقامت على تفاهمات بين الخصوم السياسيين في غالبية المناطق، مستشهدا على ذلك بتحالف «القوات اللبنانية» مع التيار «الوطني الحر»، في غوسطا وأيضا «القوات» مع «الطاشناق» في انطلياس، الأمر الذي أدى الى تلاشي الاصطفافات السياسية والحزبية وبالتالي الى انقسام غير سياسي للأصوات داخل العائلة الواحدة، مشيرا الى ان المشهد الانتخابي في جبل لبنان خلق حالة دينامية كانت ضرورية للمجتمع اللبناني وأظهر الوجه الحسن فيه ألا وهو الوجه الديموقراطي المطلوب على المستوى الوطني.
ولفت النائب خليل في تصريح لـ «الأنباء» الى ان ما يشاع عن تراجع شعبي للتيار «الوطني الحر» ليس سوى كلام إعلامي لا يمت الى الواقع بصلة بل يُنوى منه الاصطياد بالماء العكر، مؤكدا ان النتائج كانت ستكون مغايرة لما أتت عليه فيما لو ساوم التيار كغيره من الفرقاء المتنافسين سواء على عدد المقاعد في المجالس البلدية أم على المرشحين، وذلك انطلاقا من قناعة العماد عون ان الانتخابات البلدية لا توفي الأحزاب حقها، كونها لا تعبّر من حيث الانقسامات العائلية عن التوجه السياسي لهذه المنطقة أو لتلك، هذا من جهة مؤكدا من جهة أخرى ان احتساب الأصوات في الانتخابات البلدية يختلف عن احتسابها في الانتخابات النيابية، وذلك لاعتباره أيضا ان التوجه السياسي في الانتخابات النيابية يكون متماسكا كتلة واحدة على مستوى المحافظة والقضاء والمناطق ويؤدي الى قلب الأرقام وتبديل موازين القوى ويوصل بالتالي فريقا واحدا الى المجلس النيابي، تماما كما حصل في كسروان وجبيل وبعبدا والمتن مع بعض الخروقات، بينما تنقسم تلك الأصوات نفسها على ذاتها ضمن المنطقة الواحدة في الانتخابــات البلدية، وذلــك بدليل ما شهدتــه بعض المناطق من منافســة على المجلس البلدي ضمــن الفريق أو التيار الواحد، ممــا أدى حكما الى اصطفافـات عائلية، مع احتفاظها (أي العائلات) باصطفافها الحزبي العام ومما أدى بالتالي الى نتائج عكرة يحاول البعض الاصطياد فيها، مشيرا من جهة ثالثة الى ان التأخير في إقرار اجراء الانتخابات البلدية ساهم دون تحضير الفرقاء لها، إذ كان لابد والحالة تلك من حصول تفاهمات سريعة ومتسرعة في كثير من المناطق والمدن.
وردا على سؤال أيضا حول ما إذا كان لفخامة رئيس الجمهورية يد في نتائج الانتخابات البلدية في جبيل كون نسب المصاهرة يربط بينه وبين الرئيس المنتخب للمجلس البلدي فيها زياد حواط، أعرب النائب خليل عن عدم اعتقاده بأن الرئيــس سليمان بحاجة الى التدخل في العملية الانتخابية لا في جبيل ولا في أي منطقة أخرى من المناطق اللبنانية، مستدركا بالقول ان الرئيس سليمان ربما قد يكون تعاطف مع شقيق صهره زياد حواط، انما ليس على قاعدة التدخل لترجيح لائحة هذا الأخير على اللائحة المنافسة له، مؤكدا ان الرئيس سليمان لن يرضى بتسجيل التدخل عليه وذلك انطلاقا من كونه رئيسا لكل اللبنانيين وليس فقط لمن يربط به نسب عائلي معين.