*اللامبالاة: المفاجأة كانت ان الانتخابات الاختيارية في المناطق المسيحية في بيروت سجلت أيضا تدنيا في التصويت، ولم يكن تحولها الى معركة ومواجهة كافيا لرفع نسبة المشاركة، وهذا يعني ان الطرفين كانا عاجزين عن حشد الأنصار والمحازبين، وان الشارع أظهر حالة «لا مبالاة» وعدم حماسة إزاء هذه المعركة. ولكن التيار الوطني الحر هو المتضرر الأول من هذه الحالة لأنه خاض معركة المخاتير على أساس الاستفتاء على وزنه في الأحياء المسيحية في بيروت واستفتاء للموقف المسيحي من استمرار الواقع البلدي في بيروت على حاله، ولكنه لم ينجح في احداث استنفار وفي الحصول على تجاوب شعبي يكون في مستوى المعركة. وإذا كان هناك من يرى ان المعركة كانت مباغتة وان الطرفين حشرا في ضيق الوقت ولم يكونا جاهزين للمعركة، فإن الإحجام المسيحي عن المشاركة حتى في معركة المخاتير تنطوي على رسالة شعبية تعكس مللا وتململا من معارك السياسيين واستياء من عدم توافق القيادات المسيحية أسوة بما هو حاصل على ساحات الطوائف الإسلامية.
* مخاتير الأشرفية فازوا بالصوت السني: تقول أوساط التيار الوطني الحر ان لائحة المخاتير في الأشرفية فازت بالصوت السني، وان التصويت السني أعطى نحو 1400 صوت للائحة 14 آذار، في حين ان الفارق بين اللائحتين لم يتجاوز الـ 200 صوت، وتتوقف هذه الأوساط عند تراجع التصويت الشيعي في هذه الدائرة، فهذا التصويت كان يتراوح غالبا بين 500 و800 صوت ولم يتجاوز هذه المرة الـ 250 صوتا ذهب ربعها الى لائحة 14 آذار.
* وسكاف فاز في زحلة بالصوت الشيعي: وتقول أوساط 14 آذار ان اللائحة المدعومة من ايلي سكاف في زحلة فازت بالصوت الشيعي، وان الخرق الذي تحقق بمقعدين لهذه اللائحة كان ليتحول الى فوز كامل اللائحة لولا التصويت الشيعي الذي صب بشكل كامل لمصلحة لائحة سكاف وبلغ 4 آلاف صوت مقابل تشتت واضح في «الصوت السني»، مع العلم ان الفارق بين اللائحتين لم يتجاوز الـ 1500 صوت.
* غياب السنة في بلدية زحلة: اقترن فوز لائحة سكاف بعامل سلبي تمثل في غياب التمثيل السني للمرة الأولى عن المجلس البلدي المنتخب لمدينة زحلة منذ عام 1998 (الخرق الذي أحرزته لائحة 14 آذار بمقعدين تم على حساب المقعد السني في لائحة سكاف الذي تعرض للتشطيب). وأكدت مصادر ان هذا الأمر سيدفع أسعد زغيب الى إعلان استقالته قريبا، إفساحا في المجال أمام التمثيل السني في المجلس، بشخص العضو الحالي في البلدية توفيق الهندي باعتباره العضو الرديف (الأول بين الراسبين).
* سكاف مستعد للقاء عون: أعرب النائب السابق ايلي سكاف عن استعداده للقاء العماد ميشال عون مؤكدا انه لا خلاف سياسيا معه وان لم يكن يوما من التيار الوطني الحر وانما من المعارضة. ولم يشر سكاف حتى الآن الى دور تيار عون في إنجاح لائحته.
* 14 آذار تبرر: أوساط 14 آذار تعكس في تعليقها على نتائج البقاع الغربي انها فوجئت ببعض هذه النتائج في بلدات كبرى إسلامية (جب جنين والقرعون) ومسيحية (صغبين وخربة قنافار وعميق)، ولكنها لا تعتبر ان هذه النتائج تعكس تحولا في المزاج الشعبي العام، وترد الخسارة في هذه البلدات الى عاملين أساسيين: تأثير العامل العائلي الذي طغى على «الحزبي» (في جب جنين مثلا صبت عائلة الشرقاوي أصواتها الى جانب رئيس اللائحة من آل الشرقاوي رغم انه مؤيد للمعارضة والعائلة في أكثريتها مؤيدة لتيار المستقبل)، وسوء ادارة المعركة (في صغبين مثلا توزعت أصوات القوات اللبنانية بين اللائحتين المتنافستين).
* مفارقة في راشيا: المفارقة في راشيا كانت ان الانتخابات البلدية لم تكن مطابقة للواقع السياسي، ففوز اللائحة المدعومة من الاشتراكي احتسب لقوى 14 آذار مع مشاركة شخصيات مقربة منها في اللائحة، في حين ان خسارة اللائحة المدعومة من النائبين السابقين فيصل الداوود وايلي الفرزلي احتسبت خسارة لقوى 8 آذار. وتجدر الإشارة الى ان التيار الوطني الحر دعم اللائحة الثانية رغم علاقته الحديثة العهد مع «الاشتراكي» التي ترجمت تعاونا محدودا في الجبل.
* انتخابات عالمية: على هامش مشاركة رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش في مؤتمر اسطنبول، دخل في «دردشة» مع صحافيين لبنانيين معلقا على الانتخابات البلدية في البقاع، وتوقف خصوصا أمام نتيجة زحلة، قائلا: «لقد حولتم انتخاباتكم البلدية انتخابات عالمية».