بيروت ـ عمر حبنجر
بقي من مراحل الانتخابات البلدية والاختيارية اثنتان، الاحد بعد المقبل 23 الجاري في محافظتي الجنوب والنبطية وفي 30 منه في طرابلس والشمال.
وكانت انتخابات الجبل وبيروت والبقاع نماذج لما سيستقر عليه الوضع في الجنوب والشمال، حيث ارتفعت أكثر راية التوافق، لأن عكسه معارك سياسية وعائلية مدمرة للعلاقات الاجتماعية حتى ضمن البيت الواحد.
وقد قيم الرئيس سعد الحريري نتائج الجولتين الأخيرتين من الانتخابات مع وزير الداخلية زياد بارود الذي تناكف بالكلام مع نواب تيار المستقبل على خلفية تصريح له حول تدني نسبة المقترعين لبلدية بيروت.
وتطرق الحديث في اللقاء الى موعد زيارة الرئيس الحريري الثانية الى دمشق، والتي سيتخللها اجتماع للجنة العليا اللبنانية ـ السورية، برئاسة رئيسي وزراء البلدين.
مجلس الوزراء
وحتى ذلك الحين، ينعقد مجلس الوزراء اللبناني غدا وعلى جدول أعماله 36 بندا ماليا وإداريا، إضافة الى مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة.
وعلم ان تعيينات قضائية وعسكرية ستتم، حيث سيعين المدير العام للإدارة في الجيش اللبناني خلفا للعميد حسن محسن، كذلك سيعين مدير عام لجهاز أمن الدولة خلفا للعميد إلياس كعكاتي المحال الى التقاعد.
وستشمل التعيينات مفتشين عامين ومفتشا قضائيا لملء مراكز شاغرة.
في هذه الأثناء وصف الوزير ميشال فرعون الذي قاد المفاوضات البلدية مع التيار الوطني الحر في بيروت نتيجة انتخابات بيروت البلدية والاختيارية بالإيجابية.
وقال فرعون بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، ان بيروت تعيش الآن جوا من الاستقرار والهدوء، ما سيفتح المجال للمجلس البلدي الجديد للعمل الإنمائي.
وفي موضوع المخاتير رأى فرعون ان الأشرفية ردت بشكل قاس عبر أهلها ما أدى الى خسارة الفريق الآخر، ليعرفوا ان في الأشرفية رموزا من مرجعيات دينية وسياسية ونواب وأحزاب.
اللواء عصام أبوجمرة القيادي السابق في التيار الوطني الحر أسف لما وصفه بالتراجع الذي أحرزته المعارضة في بيروت واعتبر ان الاستفتاء كان واضحا لمن يرغب، مؤكدا ضرورة معرفة الواقع في بيروت الأولى وتصحيح الخلل.
النتائج العملية لانتخابات بيروت
ودلت نتائج العملية الانتخابية على مستوى البلديات في بيروت، على ان حصول رئيس البلدية المنتخب بلال حمد وفريق عمله على 65.500 صوت، بفارق 55 ألفا عن المرشحين المنافسين، يؤكد ان الإرادة الشعبية في العاصمة ماتزال قادرة على إحباط لعبة التشطيب الخطيرة لنسف المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
أما قصة نسبة المشاركة بالاقتراع فقد اختلفت التفسيرات حول أسبابها، فالبعض عزاها إلى غياب المنافس الجدي، والبعض الآخر وضع المشكلة بغياب الإدارة الجيدة القادرة على تحريك الإدارة الانتخابية، فضلا عن عوامل تتعلق بالعطلة الأسبوعية والمزاج العام وتوفير الخدمات.
ولاحظ مصدر وزاري ان نتائج انتخابات المخاتير في بيروت الأولى والتي تشكل هزيمة لاستفتاء العماد عون، أسقطت المساعي لتقسيم العاصمة وفي تسويق مشروع الدوائر الثلاثية، وهذا يعني ان الشارع المسيحي لم يعتبر نفسه معينا بـ «الاستفتاء» الذي طرحه العماد عون، ما حمل التيار الوطني الحر على مراجعة مجلس شورى الدولة في مسألة نتائج الأشرفية.
عودة زحلة إلى سكاف
أما في زحلة فقد أعاد فوز اللائحة المدعومة من الوزير السابق إيلي سكاف، الزعامة السياسية لسكاف في عاصمة البقاع.
وترافق ذلك مع شيوع أخبار الفساد والمال السياسي الذي واكب الانتخابات البلدية والاختيارية في زحلة والبقاع الأوسط والغربي حيث اكد الوزير السابق البير منصور ان عملية شراء الأصوات بلغت قريته رأس بعلبك وللمرة الأولى في تاريخ الانتخابات البلدية من جانب متمولين يدعون اللائحة المنافسة للائحة التي يدعم، مبررا بذلك فوز لائحته بـ 9 مقاعد من أصل 15 مقعدا، كان الباقي منها لقوى 14 آذار.
وتردد ان احد الداعمين للائحة المعارضة في بلدة غزة البقاعية رفع سعر الصوت الانتخابي الى ألف دولار في آخر لحظة!
وباهى تيار المستقبل بالفوز في بلدة صغبين معقل النائب روبير غانم (14 آذار)، وكذلك في بلدة «قصر نبا».
الفرزلي لإعادة النظر في الانتخابات النيابية
من جهته، رأى النائب السابق ايلي الفرزلي في نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في البقاع سقوطا مدويا لكل الرموز النيابية والحزبية التي ادعت انها تمثل المجتمع المسيحي، وقال ان العائلية استطاعت ان تسقط كل شعارات الطائفية والحزبية والمذهبية واستطاعت بعصبيتها ان تخفف من حدة تأثير المال السياسي وتتدخل القوى الخارجية التي كانت تلعب على تناقضات هذه القرية او تلك.
وفيما تخوض العملية الانتخابية «ستراحة محارب» الاسبوع المقبل لتعود الاحد بعد المقبل في 23 الجاري تتجه الأنظار الانتخابية الى صيدا حيث استؤنفت محاولات تعويم التوافق في المدينة من خلال اتصالات حثيثة يجريها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري، وقد كشف رئيس المجلس قبل مغادرته الى تركيا يوم الاثنين عن امور مشجعة تصب في خانة التوافق.
كما أعربت النائبة بهية الحريري عن أملها ببلوغ الاتصالات التي يجريها بري والحريري حلولا ترضي جميع الفرقاء.
ويقفل باب الترشيحات في الجنوب منتصف ليل اليوم اذ اعلن المحافظ نقولا أبوضاهر عن تمديد وقت قبول طلبات المرشحين من الثانية بعد الظهر يوميا حتى الرابعة عصرا.
أما في جزين ففشل التوافق في المجلس البلدي وباتت المدينة الجنوبية المارونية باتجاه معركة ثأرية بين الرئيس نبيه بري ممثلا في النائب السابق سمير عازار وبين التيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشال عون.
نائب جزين السابق ادمون رزق، نعى التوافق في المدينة وتحدث عن معالم معركة في المدينة، لأن الشعار الذي طرحناه «بلدية للبلد» لم يضبط، وأصبحنا في بلدية للأشخاص وبلدية للأحزاب، وهذا أمر ديموقراطي لكن نظرا لوضع جزين كنا فضلنا عدم حصول مواجهة.
خلافا لذلك فقد بات واضحا ان بلدة زغرتا تتجه الى التوافق بين النائب سليمان فرنجية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض على قاعدة توزيع المجلس البلدي بين 13 عضوا لفرنجية و7 أعضاء لمعوض، وهذا التوزيع ليس نهائيا، وعلم ان مرشح فرنجية لرئاسة بلدية زغرتا هو د.البير معوض.
الوزير بطرس حرب، طرح فكرة التوافق البلدي في مدينته «تنورين» في قضاء البترون، وأكد ان المساعي مستمرة، وإذا لم نوفق فسنترك للناس ان تقرر. اما في مدينة البترون، حيث يتنافس النائب السابق سايد عقل مع لائحة المعارضة، وقال حرب، ان سايد عقل وجوزف ضو حلفاء لي، لكن انا احترم رأي أهالي البترون.