بيروت ـ عمر حبنجر
يعاود مجلس الوزراء مناقشة مشروع الموازنة العامة المثير للجدل اليوم سعيا لاقراره، ويبدو ان اللقاء الذي جمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في عين التينة على امتداد ساعة ونصف الساعة امس الاول، قرب قطار الموازنة من سكة الانطلاق.
مصادر اعلامية قالت ان البحث في اللقاء تطرق الى الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها الرئيس بري بعد اجتماع مكتب مجلس النواب الاربعاء المقبل، والمتوقعة في 15 و16 الجاري.
وقالت المصادر ان الرئيس بري اكد بعد الاجتماع انه تطرق الى التعيينات والاتفاق على غرفة صيدا التجارية وحلحلة الموازنة، واضاف ان العبرة في التنفيذ.
وذكرت المصادر ان الرئيس الحريري بادر في الاجتماع الى الحديث عن الموسم الناشط للسياحة والاصطياف هذا الصيف وانه شاهد علامات ذلك خلال تجواله في وسط المدينة حيث صادف زوارا من تركيا وايران وغيرهما، وقد رد بري بالقول: عظيم جدا.
اما جريدة النهار فقد نقلت عن بري قوله: ناقشنا الامور العالقة.
وفي سياق الموازنة العامة كشف وزير الدولة عدنان السيد حسين عن اتصالات يجريها رئيس الجمهورية من اجل استعجال اقرار المشروع وقال في تصريح له امس ان الرئيس يسعى الى معالجة التفاصيل التي تؤدي الى الاسراع في اقرار مشروع موازنة 2010 تمهيدا لاقرار مشروع موازنة 2011 في موعدها الدستوري الى نهاية يناير المقبل، ولذلك فانه حريص على قيادة المناقشات الدائرة حاليا.
وفي هذا السياق قال النائب عقاب صقر عضو تيار المستقبل ان مسؤولية الانقاذ الاقتصادي هي خطة رئيس الحكومة الذي لن يتخلى عنها.
وحول الموازنة قال صقر لقد اصبحنا امام رؤية وزير الاتصالات شربل نحاس بدل رؤية رئيس الحكومة سعد الحريري ووزيرة المال ريا الحسن ما يشكل خلافا للمنطق، متحدثا عن فجوات في منطق الوزير نحاس تعود الى سبعينيات القرن الماضي.
بدوره النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون قال من جهته لاذاعة صوت لبنان ان الرئيس نبيه بري يحاول ابتزاز الحكومة على خلفية مطلب بسيط بزيادة موازنة مجلس الجنوب!
ودعا بيضون الى محاكمة حقيقية للرئيس بري لانه عطل مجلس النواب ليس فقط في موضوع الموازنات انما في كل اصلاحات باريس 3، وانه ضمن مجموعة تريد للبنان ادارة خارجية وليس ضمن مؤسسات.
لكن وزير الصحة محمد خليفة دعا من جهته الى اقرار الموازنة العامة يوم الثلاثاء المقبل في ابعد تقدير، موضحا ان الامور التقنية هي التي تأخذ وقتا.
واعتبر خليفة ان التحدي الحقيقي امام الحكومة يكون باصدار موازنة 2011 ضمن المهلة الدستورية واذا لم تقر في المهلة الدستورية فعلى الحكومة ان تعتبرها نافذة.
في غضون ذلك، اعلن الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة اعتذاره عن عدم حضور الجلسة المقبلة للحوار الوطني في 17 الجاري بسبب ارتباطات خارجية.
ونفى السنيورة، في بيان له، اي تأويل لغيابه، مشيرا الى انه ابلغ ذلك الى الرئيس ميشال سليمان قبل تحديد 17 الجاري موعدا جديدا للحوار، حيث ارتبط بمواعيد في المانيا بذات النهار.
وكان رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية اعتذر عن عدم حضور هذه الجلسة ايضا لاسباب خاصة.
يذكر ان للرئيس السنيورة موقفا سلبيا من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، ويرى ان القرار بكل ما يتعلق بالسلم والحرب يجب ان يكون في يد الدولة، وللدكتور جعجع الرؤية نفسها مع اضافة موقف اكثر تشددا من سلاح حزب الله، كما كان له موقف متشنج من تصريحات الرئيس سليمان حول دور المقاومة.
واكدت مصادر وزارية ان غياب السنيورة وجعجع لن يؤثر على اجتماع جلسة الحوار في موعدها.
وكان السنيورة غادر الى دبي، وشارك امس في منتدى دبي للاعمال، والقى خطابا وشارك في النقاش حول الاوضاع الاقتصادية في لبنان والمنطقة.
الى ذلك، تذكر اللبنانيون امس انه في مثل يومهم هذا من العام 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان تحت عنوان «سلامة الجليل» التي لخصت جملة ذرائع ابتدعتها حكومة مناحيم بيغن قبل 28 عاما.
وآخر هذه الذرائع اغتيال سفير اسرائيل في لندن شلومو ارغو في الثاني من يونيو عام 1982، وقد حامت شبهات حول الدور الاسرائيلي في هذه العملية التي كانت الحجة الاقوى لضرب لبنان في اقوى عملية هجومية بعد اتفاقية السلام مع مصر التي تكللت باتفاقية «كامب ديفيد» امل معها بيغن ان يكون لبنان التالي بعد مصر على خط السلام الاسرائيلي.
وزعم الاسرائيليون يومها ان هدف هذه العملية حماية المستوطنات الشمالية من رمايات المنظمات الفلسطينية المتمركزة في لبنان.
بيد ان لعملية الاجتياح تلك ابعادا استراتيجية كبيرة هدفت الى تغيير الواقع في لبنان من خلال اتفاق 17 آيار الذي ارغم لبنان على توقيعه ثم لم يلبث ان تخلص منه.