أوقفت مخابرات الجيش اللبناني شخصا ثالثا في شركة «ألفا» الخليوية للاشتباه في تعامله مع الموساد الإسرائيلي، استنادا الى ادعاءات زميليه في الشركة شربل قزي وطارق ربعة.
وقالت صحيــفة «الســفير» ان الموقوف الجديد الذي لم تذكر اسمه كان موظفا في شركة ألفا، قبل ان يترك الشركة في وقت ما، مشيرا الى انه كان دائم السفر الى أوروبا ودول عربية.
وبدور، أكد وزير الاتصالات شربل نحاس ان لبنان قد يكون أمام أخـــطر عملـــية تجسس، لأن عملاء الاتصالات يكشفون قطاعا حيويا بالكامل للعدو الإسرائيلي، وأشار نحاس الى ان عميل «ألفا» الثاني طارق الربعة هو خبير بأدق التفاصيل في الشركة بحكم الوظيفة التي يتولاها منذ تأسيسها مع شربل قزي. الأول في مجال التخطيط والثاني في مجال الصيانة.
موضـوع التجـــسس الإسرائيلي كان محـــور المداخلة التي طرحها النائب حسن فضل الله (حزب الله) رئيس لجنة الاتصالات النيابية في مستهل الجلسة النيابية العامة أمس الأول، والتي لفت فيها الى ان لبنان يعيش تحت أخطر عملية تجسس على لبنان كوننا أمام عملاء استراتيجيين.
من جانبه أكد الأمين العام ـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله خلال كلمة القاها في يوم الجريح المقاوم أن «أهم الاستحقاقات التي يواجهها لبنان والمقاومة هي مسألة العملاء والشبكات العملاء والجواسيس»، لافتا الى ان «هذا الموضوع يستحق المزيد من الاهتمام والمزيد من العناية».
وشدد على انه «كان للعملاء والجواسيس أدوار كبيرة قبل بدء حرب يوليو لأنهم ركيزة أساسية في تكوين بنك الأهداف عند الإسرائيلي»، مشيرا الى ان «هناك وسائل وأساليب مختلفة لجمع المعلومات»، مؤكدا أن «إسرائيل حاولت خلق فتنة بين «حزب الله» وحركة «أمل» بعد حرب يوليو»، معلنا أن «جواسيس قبل الحرب قدموا معلومات مهمة لإسرائيل وبناء عليها قصفت أبنية وبيوت ومصانع ومراكز ومؤسسات وأماكن مختلفة قضى فيها الكثير من الشهداء»، معتبرا ان «هؤلاء الجواسيس هم شركاء في القتل والجريمة والتهجير والتدمير وفي كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حرب تموز».
ولفت السيد نصرالله الى ان «الإسرائيلي يعرف أن أي توتير داخلي هو خدمة له بمعزل عن مسؤولية أي فريق في هذا الأمر»، مؤكدا أن «الإسرائيليين الذين يقفون أمام المقاومة في لبنان يراهنون على مشروع إسرائيلي آخر اسمه المحكمة الدولية الذين يحضرون له في الأشهر المقبلة».
السيد نصرالله تطرق خلال كلمته الى ملف الاتصالات وتهاوي العملاء والجواسيس، وقال: «موضوع الاتصالات هذا على درجة عالية من الخطورة، فبشكل لا يقبل الشك أصبح واضحا عند كل اللبنانيين أن هناك سيطرة إسرائيلية كاملة على كل ما هو اتصالات في البلد، اللاسلكي والانترنت والاتصالات، ولابد أن يتنبه اللبنانيون إلى أن البلد مكشوف، والإسرائيلي يسمع، وبناء عليه يحدد ويحصل على الكثير من المعطيات من خلال سيطرته على الاتصالات، وهذه السيطرة الإسرائيلية على الاتصالات في لبنان ليست موضوعا جديدا، والإسرائيلي يسيطر على شبكة الخليوي، ولهذا كان العملاء يعرفون في حرب يوليو أن الإسرائيلي لن يضرب الخليوي لأنه مسيطر عليه، لكن الذي لم يحسب العدو حسابه هو شبكة الاتصالات السلكية التابعة للمقاومة التي كانت من أهم عناصر القوة في الحرب الأخيرة وهذا ما ورد حتى في تقرير لجنة فينوغراد التي شكلها الإسرائيليون لمعرفة سبب إخفاقاتهم في تموز، ومن ضمن عدة الشغل التي تحضرها إسرائيل لأي حرب قادمة موضوع شبكة السلكي التابعة للمقاومة.
وتابع السيد كلامه عن العملاء مطالبا بتنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت بدون أي تباطؤ أو اعتذارات قائلا: «لازم المشانق تتعلق»، وهنا أشيد بموقف الرئيس سليمان الذي أعلن أنه سيوقع أي مرسوم إعدام للعملاء. فالعميل هو ليس من عائلة أو طائفة بل هو بات ينتمي إلى العدو والتعاطي معه يجب أن يكون على هذا الأساس، وأتمنى الا يتم توقيف العملاء بناء على قاعدة ستة وستة مكررة، إذا كان هناك اي شيء من هذا القبيل. وبحسب علمي صدر حكم إعدام بحق عميل درزي وطائفته بريئة منه، كما صدر حكم إعدام بحق عميل شيعي وطائفته أيضا بريئة منه، فهل يعقل ان ننتظر صدور أحكام إعدام بحق عميل سني أو مسيحي كي يتم تنفيذ الإعدام؟ لا، إذ لا يجب أن يكون التعاطي مع العملاء أو تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم على أساس توازن طائفي. كما لا يجوز التعاطي مع عائلات العملاء على أنهم يتحملون المسؤولية بل من هذه العائلات من خــرج منها مقاومون لكن هناك ولد منها سيطر عليه إبليس وجره للعمالة، وبالتالي فإن العوائل لا تتحمل مسؤولية. وهنا يجب القيام بحملة توعية وطنية كبرى ضد العمالة كما يجب إلغاء البيئة الحاضنة.
وأضاف السيد نصرالله: «سبب كثرة عدد الجواسيس هو إحساسهم بالأمن وثانيا تهاون القضاء في هذا الملف، وثالثا البيئة الحاضنة ونبدأ من تلك التي لا ترى عيبا من أن يكون ابنها على علاقة مع إسرائيل أو عميلا لإسرائيل وصولا إلى الحماية والتبني والتهوين من العمالة وصولا إلى مرحلة باتت فيها العمالة وجهة نظر في الصراع المحلي والإقليمي، حيث يقول البعض لنا كما أنتم على علاقة مع سورية وإيران هناك من له علاقة مع إسرائيل، وصولا إلى من يرى في إسرائيل جارا طبيعيا وحليفا مستقبليا».
ووجه السيد نصرالله سؤالا رسميا لرئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية والبلديات زياد بارود،: «هل كان لدى فرع المعلومات معلومات عن عمالة شربل قزي قبل أن تعتقله مخابرات الجيش اللبناني؟».
من جهة أخرى، بحث السيد نصر الله، مع رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في المستجدات والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة والتطورات الأخيرة في الجنوب وشبكات العملاء والمحكمة الدولية وأوضاع الفلسطينيين في لبنان.
وكانت وجهات النظر «متطابقة» مع تأكيد الجهتين على «عمق العلاقة القائمة بينهما والتعاون في مواجهة الاستحقاقات المقبلة»، بحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في «حزب الله».
وقد رافق فرنجية السيد يوسف فنيانوس، فيما حضر اللقاء المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين الخليل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا.