عواصم ـ عمر حبنجر ـ هدى العبود
المساعي الاقليمية لاحتواء التوترات اللبنانية الناجمة عن فرضية تناول القرار الاتهامي بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عناصر في حزب الله، تبلغ الذروة مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى بيروت ظهر الجمعة، يرافقه الرئيس السوري د.بشار الأسد، كما اكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الأنباء»، مشيرة الى ان زيارة الاسد ستستمر لعدة ساعات ليعود الى دمشق في اليوم نفسه.
ولفت امس كلام ايراني الى ان احتمال ورود اسم حزب الله كمتهم في القرار الدولي يستهدف ايران ايضا، وهذا معطى جديد يضاف الى المعطيات السلبية المحيطة بهذا الموضوع، فيما تبدو ايران بعيدة عن مساعي التهدئة المرتبطة بهذا الموضوع.
وتقول مصادر ديبلوماسية عربية ان خادم الحرمين الشريفين قرر التحرك فجأة، بسبب جدية التقارير التي تلقاها حول التهديد للاستقرار السياسي في لبنان، كنتيجة لما يقال عن مضمون القرار الاتهامي الدولي المتوقع صدوره عن المدعي العام الدولي في الخريف المقبل متضمنا اسماء متهمين بتنفيذ جريمة الاغتيال.
جنبلاط: لماذا لا نعود إلى الحوار؟
بدوره رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اعتبر ان العودة الى الهدوء والحوار مسؤولية جماعية كي نوفر للبنان عدم الانزلاق مجددا نحو الانقسام والتوتر السياسي، متسائلا: ما الخطأ في ان تجري القوى السياسية مراجعات نقدية لخطابها وتجاربها في مراحل معينة؟! مؤكدا ان ذلك من طبيعة العمل السياسي.
ودعا جنبلاط الى الابتعاد عن التكرار الببغائي للشعارات والعبارات التي لا طائل منها.
وفي حديثه الاسبوعي لجريدة حزبه «الأنباء» سأل: لماذا لا نعود للتحاور اليوم؟ فيما كنا نتحاور في اوج الانقسام السياسي والتوتر الشديد، وقد شكلت حكومة وحدة وطنية وعدنا رويدا رويدا للمؤسسات الدستورية وهيئة الحوار الوطني.
وعلى صعيد السجالات الداخلية، اسف وزير الزراعة حسين الحاج حسن، لما صدر من تصريحات عن وزير العمل بطرس حرب حول المحكمة الدولية ومواقف السيد حسن نصرالله، وقال ان الوزير حرب تعمد تفسير الامور على غير صورتها الحقيقية ومآلها المقصود، اذ انه يعلم تماما ان الخوف على الوطن وأهله هو من شيم القادة الكبار، وهو لا يمكن ان يفسر الا على انه محاولة مخلصة لتأمين بيئة مناسبة لحفظ المناعة الوطنية ومصالح الوطن وأهله.
اما الكارثة فهي ـ اضاف الحاج حسن ان البعض لا يرى كارثة في التزوير والتضليل واغتيال الرئيس الحريري مرتين، مرة من خلال جريمة الاغتيال ومرة اخرى بتضييع قتلته الحقيقيين المجرمين في حق البلد والناس.
محاولات لطمئنة حزب الله
وكشف عضو المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي عن انه جرى الحديث مع الحزب من قبل اكثر من مسؤول لبناني في موضوع المحكمة الدولية حتى في عام 2008 قبل تقرير «دير شبيغل» تحدث معنا مسؤولون ان قرارا اتهاميا سيصدر ونتمنى التعاون، مشيرا الى محاولات لطمأنة «حزب الله» انه ليس القيادة ولا الحزب مخترقا وان الاتهام سيطول بعض الاشخاص في الحزب، ولن يوجه لقياديين ومسؤولين في الحزب.
قماطي وفي حديث لتلفزيون «lbc»، اشار الى انه عندما تحدث المسؤولون معنا عن اختراق لدى «حزب الله» من دولة خارجية وان «حزب الله» لا علاقة له كان واضحا ان هذه الدولة اما ايران واما سورية، ولكن تبين لاحقا ان الضغط يتجه نحو ايران ولتحسين العلاقات مع سورية، مضيفا ان هذا الاتهام يمكن استخدامه في سياق الضغط على ايران اذا تعاون او لم يتعاون «حزب الله»، وقال: «اذا كانت المفاوضات مع ايران توصلت لاتفاق فالمحكمة الدولية ستنام مجددا». وشدد على ان ليس هناك اي نية لدى سورية لعقد صفقة في موضوع المحكمة الدولية على حساب حزب الله بل على العكس هناك تبن للمقاومة، مؤكدا ان الحزب يدرس كل الامور بروية؟
واكد قماطي ان مبدأ الارتكاز على الاتصالات لاسناد اي اتهام الى «حزب الله»، سقط بعد اكتشاف العملاء في شركة الاتصالات «ألفا»، مشيرا الى انه من ضمن المعلومات التي وصلت الحزب ان القرار الظني مبني على الاتصالات.
من جانبه اكد وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ان اي اتهام لحزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري مرفوض بالكامل، لان العلاقة التي كانت تربط الرئيس الحريري بحزب الله، كانت علاقة اخوة.
وشدد الصفدي على ضرورة التصدي لكل محاولات حزب الوحدة الوطنية.
الصفدي الذي كان يتحدث بعد لقائه العماد ميشال عون، اعتبر ان لرئيس الحكومة سعد الحريري الدور الاكبر في معالجة هذا الموضوع، لافتا في ذات الوقت الى ان الحكومة موحدة ومستمرة.