واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال الباحث في معهد «نيواميركا فاونديشن» دانييل ليفي الذي سبق ان عمل مستشارا للحكومة الإسرائيلية تحت رئاسة ايهود باراك في نهاية التسعينيات ان المواجهة الاخيرة على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية أتت بردة فعل متناقضة إلى المشهد العام للمواجهة في الشرق الاوسط.
وقال ليفي لـ «الأنباء» إن كل التوقعات التي سبقت الاشتباك كانت تشير الى حتمية اندلاع حرب ثالثة بين لبنان وإسرائيل إلا ان الاشتباك الأخير يمكن ان يحول دون تلك الحرب. وفسر ذلك بقوله «يبدأ الآن تطوير آلية تحت إشراف اليونيفيل لإزالة أي سوء للفهم من شأنه ان يتدهور الى حرب. وتقول الحسابات السياسية الاميركية والاوروبية ان القوى الأساسية في لبنان واسرائيل والمنطقة لا تريد حربا. ويعني ذلك ان عنصر النوايا غير متوافر ويجري الآن تغييب عنصر المصادفة أيضا».
وأوضح ليفي ان الاشتباك قلل كثيرا أيضا من احتمالات تصاعد التوتر الداخلي في لبنان على عكس ما يقول كثيرون من المحللين في واشنطن وتابع: «لا أحاول بذلك التقليل من شأن الاجهادات التي تتعرض لها مكونات المجتمع اللبناني وفرقه السياسية، ولكن السيد حسن نصرالله أوضح انه سينسق مواقف حزب الله مع الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري. القلق الأساسي يأتي من تبعات الاعلان المتوقع عن المتهمين في قضية اغتيال رفيق الحريري، إذ ان ذلك سيرغم رئيس الحكومة سعد الحريري على اتخاذ موقف.
ان التوتر لم يتلاش ولكن الاشتباك الحدودي خلق دينامية جديدة تجعل الاحتكاكات الداخلية اقل شأنا مما كانت عليه قبل الاشتباك».
وقال ليفي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «ليس متحمسا للتصعيد ضد لبنان في هذه المرحلة».
وتابع «لديه حساباته وهو الآن يفضل الضغط على لبنان ديبلوماسيا. انه يعي ان حربا ضد لبنان قد أدت في نهاية المطاف الى سقوط من سبقه. انه يدرك ان الحرب لن تأتي بنتائج عسكرية حاسمة وانه قد تكسف قصور القدرات العسكرية الاسرائيلية في مواجهة حرب غير نظامية، كما انها يمكن ان تشعل نزاعا إقليميا وتعمق من عزلة اسرائيل دوليا.
والبديل الوحيد المتاح للتعامل مع هذه المعادلة المعقدة هو التوصل الى اتفاق سلام مع سورية ولبنان. وثمة اتجاه للدفع في هذا المسار في اللحظة الراهنة».